- أمين عام حزب الرابطة "فضل ناجي" في حوار مع "الأمناء":"الانتقالي" كيان تحالف جبهوي جامع وحامل سياسي للقضية الجنوبية
- تقرير دولي يكشف: الفيضانات تستمر في تهديد حياة اليمنيين وتدمير محاصيلهم
- مجلس القيادة الرئاسي يستعرض الإجراءات المتخذة لضمان وفاء الحكومة بالتزاماتها
- وزير النقل: تحول السفن إلى رأس رجاء الصالح تهديد مباشر لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر
- احتفالاً بعيد الاستقلال وبدعم الانتقالي… اشهار حفل الجالية الجنوبية في ولاية بافاريا وجنوب المانيا
- مجلس القضاء الأعلى يقر تغطية الشواغر في محاكم ونيابات محافظتي تعز وحضرموت
- جوازات مطار عدن الدولي توقف مسافراً يمنياً وإحالته للتحقيق
- شركة بترومسيلة تُعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير زيت الوقود الثقيل (المازوت)
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة الأمناء الورقية رقم 1676 الصادر اليوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024م
- الأمم المتحدة : تضرر نحو 700 ألف شخص جراء الفيضانات في اليمن
افادت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء بأن الميليشيات الحوثية استقطبت في الأيام الأخيرة عشرات الشبان والأطفال إلى «جامع الصالح»، وهو أكبر مسجد في اليمن، بعد أن سخرته للتعبئة الطائفية وتنفيذ برامج لغسل أدمغة الشبان وصغار السن، تمهيدا لتجنيدهم في صفوفها.
وبحسب المصادر، فإن تلك الميليشيات دفعت بعشرات الأطفال والمراهقين اليمنيين لدورات تعبوية وفكرية في الجامع الواقع بمديرية السبعين في صنعاء، وذلك ضمن مساعيها لاستقطاب أجيال جديدة وحشو أدمغتها بالأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع، وتعمق الانقسام في أوساط اليمنيين.
المصادر نفسها أكدت إقامة الميليشيات دروسا ودورات فكرية وتعبوية مكثفة، تستهدف عقول وأدمغة عشرات الأطفال والشبان اليمنيين الذين استقدمتهم قبل عدة أسابيع من مناطق متفرقة في صنعاء العاصمة وريفها، كما من محافظتي ذمار وريمة.
وقال شهود في صنعاء إنهم شاهدوا عقب صلاة يوم الجمعة الماضي وصول قرابة ثماني حافلات على متنها عشرات الشبان والأطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عاماً إلى محيط «جامع الصالح» وسط العاصمة، استعدادا لبدء الجماعة تلقينهم الدروس والأفكار الطائفية.
وأوضح هؤلاء أن معممين حوثيين يعتقد تحدرهم من صعدة معقل الميليشيات كانوا باستقبال الحافلات لدى وصولها إلى إحدى بوابات الجامع، حيث كان الشبان والأطفال يضعون ملابسهم في حقائب متوسطة الحجم، فيما البعض الآخر يرتدي بزات أمنية وعسكرية.
منظر عام لـ«جامع الصالح» في العاصمة اليمنية صنعاء (فيسبوك)
وتعتقد المصادر المطلعة أن الشبان والأطفال هم من خريجي الثانوية للعام السابق، ومن طلبة التعليم الأساسي ممن أجبرت الجماعة أولياء أمورهم وأسرهم على عدم إلحاقهم بالمدارس لمواصلة التعليم، بزعم «أن الانخراط في صفوفها والالتحاق بجبهاتها دفاعا عن مشروعاتها وزعيمها شيء مقدس ومقدم على ما دونه من الأمور الأخرى».
ثكنات للاستقطاب
كانت الجماعة الحوثية شرعت منذ الانقلاب في تحويل «جامع الصالح»، و«الجامع الكبير» (أكبر مساجد صنعاء) إلى ثكنات لاستقطاب الأطفال والمراهقين، بغية تطييفهم، وحشو عقولهم بالأفكار العنصرية، مثلما حصل ويحصل في مئات المساجد بعموم مناطق سيطرتها التي طاولتها الانتهاكات.
وتواصل الجماعة منذ اختتام فعاليات مراكزها الصيفية، وبدء العام الدراسي الجديد، تنظيم دورات تستهدف عقول الأجيال في مساجد عدة يتصدرها «جامع الصالح»، وهي عادة تقوم بها الجماعة على مدار العام، وتتلقى التمويل والدعم المادي المباشر لذلك من قبل ما يسمى «هيئة الأوقاف» و«هيئة الزكاة» المستحدثتين.
ولا يعد هذا الاستهداف الحوثي الأول لدور العبادة وللأطفال والنشء في صنعاء وغيرها، بل سبق أن حولت الميليشيات أقدم مساجد صنعاء المعروف باسم «الجامع الكبير» إلى معسكر لاستقطاب الأطفال والشبان، بغية غسل أدمغتهم.
يكرس الحوثيون جهدهم من أجل تطييف المجتمعات المحلية الخاضعة لهم (إكس)
وأقر قادة الميليشيات لدى اختتامهم دورة تطييفية سابقة بذات الجامع بأن ذلك التحرك لا يقتصر على الإجازة الصيفية، بل يعد مشروعاً متواصلاً يستهدف على مدار العام، بالبرامج والدروس التعبوية، مئات الأطفال والشبان، أغلبهم يتم استقطابهم من صنعاء وريفها، ومن محافظات أخرى مجاورة، منها عمران وذمار وحجة والمحويت.
تجريف منظم
وكانت الميليشيات الحوثية سعت طيلة السنوات المنصرمة إلى استهداف «جامع الصالح» بسلسلة جرائم واعتداءات وأعمال تجريف منظم، مثل تغيير اسمه إلى «جامع الشعب»، ونهب مقتنياته من تحف وهدايا وقطع أثرية، وتحويله إلى معسكر للتلقين الفكري ومركز رسمي لاستقبال جثث القتلى، إضافة إلى تحويل إحدى حدائقه إلى مقبرة أطلقت عليها اسم «روضة الشهداء».
حول الحوثيون «جامع الصالح» في صنعاء وهو أكبر مسجد في اليمن للتعبئة الطائفية (فيسبوك)
ويقع «جامع الصالح» الذي بناه الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، المقتول على يد الحوثيين في ديسمبر (كانون الأول) 2017، في الجهة الجنوبية للعاصمة صنعاء، ويعد أكبر مسجد في تاريخ اليمن بمساحة نحو 222 ألف متر مربع.
ويضم الجامع الخاضع حاليا لسيطرة الميليشيات كلية للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية تتكون من ثلاثة طوابق، وتحتوي على أكثر من 20 فصلاً دراسياً، ومرافق صحية وقاعات للمحاضرات، ومكتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء، وقاعة لحفظ المخطوطات.كما يبلغ ارتفاع مبنى الجامع نحو 24 مترا، ويتسع لأكثر من 45 ألف مصل، إلى جانب مصلى خاص بالنساء يتسع لنحو 4 آلاف امرأة.