- البنك المركزي يعلن مزاد جديد لبيع 30 مليون دولار امريكي
- البهائيون في اليمن.. اضطهاد مستمر وسعي حوثي لتدمير هويتهم الثقافية
- الكثيري يناقش مع الجاوي جهود تعزيز عمل السلطة المحلية بمديرية المعلا
- إنعقاد ورشة عمل في عدن حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
- المحرّمي يبحث مع قيادة خفر السواحل تعزيز الأمن البحري ومكافحة التهريب
- انتقالي الضالع يحيي ذكرى إعلان عدن التاريخي وإنتصار الضالع بمهرجان خطابي حاشد
- نائب المحافظ يشيد بدعم الاشقاء السعوديين لمدينة عدن وفي جميع المجالات
- مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين للصناعة والتجارة في محافظتي تعز وحضرموت
- تواصل صيانة طريق الصحى الكربة المرحلة الثانية ضمن مشروع التدخل الطارئ لصندوق الطرق بمحافظة لحج
- سلطة وإنتقالي المنصورة تنظمان الحفل الفني والتكريمي للمبدعين بالمجالات الفكرية والأدبية والفنية والإعلامية بعدن
في وطن نخره الفساد و الجهل و اصبح المتعلم فيه منبوذاً و جاهل و من لديه وساطة فيه سيداً لم يجد الدكتور غير البحث عن اي عمل ليطعم أولاده بمال حلال
دكتوراه بامتياز و17عاماً انتداب لم تشفع له للحصول على وظيفة..
"عذراً أولادي فهذا الذي استطعت أن اقدمه لكم لقمة عيش كريم .. فقد تبخر حلمي وبعد 17 عاماً من الانتداب في جامعة عدن دون راتب، تحولت من دكتور أكاديمي يحمل شهادة امتياز، إلى مساعد عامل بناء".. كلمات مؤثرة تلخص معاناة الأستاذ د. إياد المشرحي، الذي تبخر حلمه وحلم أولاده وأصبح حاله كما في الصورة يحمل الأحجار والأسمنت بالأجر اليومي ليعيل أسرته، بعد أن لم تشفع له الدكتوراه والانتداب في الحصول على وظيفة.
وكتب د.المشرحي مقالا يلخص فيه قصته الحزينة، جاء فيه ...
حينما كان لي حلما:
كنت أحلم بأن أعيش في وطن يحترم المعلم، درست وتعلمت حتى حصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد، وقد بنيت حلمي بأن أتعين في الجامعة، وذلك بعد انتداب لما يقارب الـــ 17 عام ونحن نعمل بنظام السخرة وبدون مقابل كنت أحلم بأن أوفر لي ولأسرتي عيشة كريمة، وقد تعزز هذا الحلم بعدما انتسبنا إلى الجمعية السكنية التابعة للجامعة وحصلنا على أرضية في مخطط عصل، ولكن وكما هي عادة هذا الوطن، وكما دأبت سياسة هوامير الفساد، وأباطرة البسط، بأن قاموا بالبسط على مخطط أراضي الجمعية السكنية، ليتلاشى حلم الحصول على الأرضية كما تلاشت سابقاتها من أحلام قرار التعيين في الجامعة، كنت قد بنيت حلماً على هذه الأرضية بأن أبني لأولادي بيتاً يقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء، ولكن وكما هي عادة هذا الوطن الذي يتبخر فيه كل أمل للنهوض، فقد تبخر الحلم وأصبح أثراً بعد عين، وها أنا اليوم أجدني وقد تحولت من دكتور أكاديمي يحمل شهادة امتياز في تخصص الأدب والنقد، إلى مساعد عامل بناء أعمل على نقل خلطة الأسمنت والأحجار للمعلم، تحولت من مناهج النقد البنيوية والأسلوبية ومعمارية النصوص إلى بنيوية البناء، وخلطة الأسمنت ومقاديرها النقدية في تناسب المواد، وها أنا في صباحات هذا الشتاء القارس أتأمل تقاسيم يدي وقد تشققت من لسعات البرد والأسمنت، نعم لم يبق لنا في هذا الوطن موطئ قدم، ولم يعد لأحلامنا فيه متسع كي تأوينا ، لأجد نفسي وقد سلكت أقرب الطرق كي أوفر لقمة عيش كريمة لأربعة أطفال.. عذراً أولادي فهذا الذي استطعت أن اقدمه لكم لقمة عيش كريم ورزق حلال سقيته بعرق جبيني، ونفثت فيه أنفاسي في برد الشتاء القارس.