آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
"الأمناء" تزور المدرسة وترصد المعاناة وتنقل واقعها المؤلم ..
أنشئت في خمسينيات القرن الماضي..مدرسة الملحة.. أول مدرسة أنشئت بردفان تعاني الإهمال "استطلاع"
("الأمناء" تقرير/ يوسف ثابت:)

ناقوس خطر يهدد التعليم بثلاث مناطق في ردفان!

مدير المدرسة لـ"الامناء": مؤسف أن تُهمل أول مدرسة شيدت على مستوى ردفان بهذا الشكل

جبر: لا بد من تفاعل المجتمع مع إدارة المدرسة لانتشالها من وضع الحضيض

الهدوي: نعاني من التمييز غير الحريص بعملية الاهتمام بالمدارس

 

"الأمناء" تقرير/ يوسف ثابت:

تعد مدرسة الملحة بنين، المعروفة سابقاً بمدرسة الروضة، للتعليم الأساسي في مديرية ردفان بلحج، أول مدرسة أنشئت في خمسينيات القرن الماضي تخرج منها الكثير من الكوادر الذين تتلمذ على أيديهم آلاف الطلاب.

وتشكل المدرسة أهمية قصوى لثلاث مناطق وهي: الملحة والثمير، والجبهة، والتي يقطنها تقريباً أكثر من 6 ألف نسمة، ويدرس فيها الصف الأول ابتدائي إلى الصف التاسع أساسي موزعة على تسع شعب دراسية.

ومنذ نشأتها لم تجد أي اهتمام من السلطات المحلية سوى إضافة ثلاثة فصول شيدت قبل 15 عام تقريباً.

وتحتوي المدرسة على تسعة فصول كل فصل يضم ثمانين طالباً، ويبلغ عدد التلاميذ الذي يتلقون العملية التعليمي فيها ما يقارب 600 طالب، كما لا يوجد في المدرسة مكاتب إدارية للأساتذة وللأرشيفات، وحمامات قديمة متهالكة لا تزيد عن اثنين وهذا لا يتلاءم مع عدد تلاميذها.

أصبحت المدرسة اليوم غير ملائمة للتدريس، من حيث مساحة فصولها الضيقة التي لا تتناسب إطلاقاً مع زحام التلاميذ، ففي الطاولة الواحدة يجلس من خمسة إلى ستة طلاب، بالإضافة إلى سقوف متهالكة؛ تغمرها مياه الأمطار على رؤوس الطلاب، كما تفتقر المدرسة للعديد من المقومات التي تؤثر على سير العملية التعليمية.

 

"الأمناء" تزور المدرسة

"الأمناء" زارت مدرسة المحلة للبنين، ورصدت المعاناة، وأجرت لقاءات مع إدارة المدرسة وأساتذة وشخصيات اجتماعية بالمنطقة.

وناشد الجميع السلطات المحلية والمنظمات والصناديق الدولية والخيرين من رجال المال والأعمال بالتدخل، وإنقاذ المدرسة من التمدير، موضحين أن معاناة التلاميذ والأساتذة في المدرسة تدق ناقوس الخطر للعملية التعليمية لثلاث مناطق في مديرية ردفان.

 

إهمال

مدير مدرسة الملحة، الأستاذ أبو بكر محمد لشرف تحدث لـ"الأمناء" عن وضع المدرسة بالقول: "تعاني المدرسة من مشاكل عدة، والتغلب على هذه المشاكل يحتاج لدعم ومساعدة الجميع، ومن بين تلك المشاكل تهالك أسطح المبنى المدرسي الذي أصبح مهدداً بالانهيار إذا ترك دون ترميم أو إعادة تأهيل، بالإضافة إلى فصول دراسية مزدحمة بالتلاميذ، كما إنها لا تمتلك مكاتب إدارية للأرشيف". مشيرا إلى أن: "هناك متطلبات أخرى للعملية التعليمية منها نقص كبير في الكتاب المدرسي".

وأضاف: "وتشكل الكثافة العددية للطلاب المشكلة الأساسية، فيما أن هناك تزايد كبير لعدد المتقدمين للتعليم ليصبح عدد المتعلمين في هذا العام الدراسي أكثر من 550 طالبا".

وأكد أن "المدرسة يرتادها التلاميذ من ثلاث مناطق وأهمها منطقة الملحة ذات الكثافة والانفجار السكاني غير المسبوق، هذا وتشكل تلك الكثافة الطلابية صعوبة على المعلمين والمتعلمين، من حيث تلك الشعب الدراسية الضيقة جداً والتي تضم في كل شعبه من 77 إلى 80 طالبا، فإن الفصول الدراسية لا تستوعب هذا العدد الطلابي، ونحتاج إلى بناء وتشييد مدرسة جديدة تحتوي على فصول مناسبة ليست كالفصول هذه الضيقة".

وأكمل: "من المؤسف حقاً أن أول مدرسة شيدت على مستوى مديرية ردفان تهمل بهذا الشكل دون أن يكترث لوضعها أحد".

وتمنى أبو بكر من إدارة التربية والتعليم بالمديرية ومحافظة لحج أن يكون هناك دور أقوى في الحد من الصعوبات التي تشهدها المدرسة عبر متابعة الجهات المسؤولة، وتوجيه المنظمات الدولية، فعلى الرغم من الجهود التي تبذل في تدريس الطلاب فإن استمرار هذه الصعوبات ستشكل عاملا سلبيا على سير العملية التعليمية".

كما دعا كل أولياء الأمور للمشاركة في تطوير المدرسة كل بحسب إمكانياته المتاحة ولو بالمشورة وتقديم بعض وجهات النظر لأن الكل يربطه ابن أو أخ أو قريب بالمدرسة وبالتالي فهي لكل المجتمع ولا تختص بشخص ولا فئة معينة.

واختتم أبو بكر حديثه قائلا: "أعيد وأكرر شكري لكل من سعى ويسعى لتطوير التعليم لأبناء الثمير والملحة فبالعلم تنهض المجتمعات".

 

مدرسون يشكون الإهمال

بدوره قال الأستاذ ياسر محمد صالح الهدوي، أحد أساتذة المدرسة، لـ"الأمناء": "أنا معلم في هذه المدرسة منذ عام 2006م لم يزر المدرسة أي مدير تربية من المتعاقبين بالرغم من قربها من المديرية، بالإضافة إلى أننا لم نلتقَ أي دعم من الجهات الرسمية فقط كنا نتلقى وعود ترميم وبناء فصول جديدة ونزول مهندسين فقط ليست إلا وعود على الورق، بالرغم من وجود العديد من المناشدات ولكن للأسف دون جدوى، ونستغرب أن هناك تشييد لمدارس في مناطق أخرى دون طلاب ومنها الكثير من المدارس الضخمة التي شيدت ولا يدرس فيها سوى عدد قليل من الطلاب، والحقيقة أننا نشعر بالأسى كثيراً من ذلك التمييز غير الحريص، هذا وبكل تأكيد فإن المدرسة غير قادرة على استيعاب الطلاب".

أما الأستاذ أنيس هيثم ريشة، معلم في المدرسة، فقال: "المدرسة في وضع يرثى له من جميع النواحي، ومع ذلك يبقى المعلم متأثراً من كل تلك الصعوبات إلى جانب الطالب، فعندما يقف المعلم لإعطاء الحصة الدراسية في فصل مكتظ بالتلاميذ المحيطين بالمعلم، لا شك بأنه شيء صعب، وهذا أبسط نموذج من الصعوبات التي يعاني منها المعلم وكذا تلقي التلميذ للمعلومات الدراسية فإن المعلم يحتاج إلى جهد كبيير، وهكذا يتضاعف الجهد لإيصال المعلومة لهم، وعليك كمعلم أن تحرص على ذلك كثيراً".

 

تفاعل المجتمع

من جانبه، قال عارف جبر، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مركز الثمير: "إن المدرسة في أمس الحاجة إلى إعادة النظر إليها بشكل جاد أكثر من أي وقت مضى". مشيرا إلى أنه: "لا بد وأن يتفاعل المجتمع مع إدارة المدرسة لانتشال المدرسة من وضع الحضيض هذا".

وأضاف لـ"الأمناء": "صحيح أن الداعمين إلى الآن لم يقدموا الدعم للمدرسة، وهذا سيجعل المجتمع يشعر بالاستياء، لأن المدرسة حقاً بحاجة لدعم وتفاعل وتعاون من الجميع، ولا شك أن على المجتمع أن يبادر بالتفاعل، والتحرك الفاعل من أجل المدرسة وتلاميذها".

وأشار عارف إلى أن الأمر بحاجة إلى تكاتف مجتمعي على أرض الواقع، ليسهم ذلك في تذليل صعوبات عديدة.



شارك برأيك