آخر تحديث :الاربعاء 15 مايو 2024 - الساعة:13:13:48
استخدام الدين للمصلحة الشخصية والحزبية
(الامناء/خاص:)

كتب : ناصر السيد سُمٌن

في تسعينات القرن الماضي وخصوصا بعد اجتياح الجنوب من قبل جحافل الشمال انتشر الكثير من الوعاظ في المساجد وكلا منهم يظهر للناس مالا يبطنه ..!

فذاك اخواني يدعوا الناس لاتباع جماعته ولاضير في أن يصدر فتاوى قاسية تصل حد الكفر ضد من يخالفهم وذاك جمعياتي يحاول كسب مزيد من الدعم من قيادة جمعيته ولن يحصل ذلك إلا بجمع اكثر عدد من الناس ثم يتم رفع ذلك بالصوت والصوره للقيادة أنفة الذكر..(لارسال الدعم).

وذاك سلفي يحاضر الناس ضد الحزبية  ويحذر منها باشد العبارات  ويقول ان كل تلك الفرق مصيرها النار ما عدى جماعته فهي الوحيدة الناجية وما عداها فمأواهم النار وبئس المصير ..كما يقول ..!

المهم كل اؤلئك النفر كانوا يتجولون في مناطق الجنوب طولا وعرضا ومن على منابر المساجد كانوا يطلقون العنان لالسنتهم وكلا منهم يفتي بحسب الأجندة التي يخدمها ..!

ولم يعد ذلك غريب فقد تعودت الناس عليهم وعلى اساليبهم في استخدام الدين وفقا ومصالحهم الخاصة وقد ظهر ذلك جليا فيما بعد على أحوالهم المادية فقد تغيرت الامور إذ لم يعد هناك زهد وتقشف بل صارت هناك موائد عامره بما لذ وطاب ..وكله باسم الدين طبعا" ..!

ما يثير العجب هو أن الكثير من دعاة السلفية الا ما رحم الله وهم قلة والذين عرفتهم الناس من على المنابر وهم يحذرون من التحزب في الدين ويحذرون من جماعة الإخوان تحديدا قائلين بأنها جماعة ضالة ويسردون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية للدلالة على تحريم الحزبية وان دعاتها حطب جهنم ..!

ولكن الطامة الكبرى أن يصبح الكثير من أولئك الدعاه المتجلببين برداء السلفية زور وبهتانا قد غيروا جلودهم وسقطت اغنعتهم وتحولوا الى مدافعين عن الجماعات الإسلامية التي كانوا يحذرون الناس منها ..!

لتكتشف الحقيقة المره بأن تلك الأحزاب أو الجماعات قد احتوتهم وجعلتهم تابعين لها بمقابل فتات أو الحصول على مناصب في الدولة ليصبح خطابهم الديني المنحاز لتلك الجماعات هو المعيار الذي من خلاله يتم تحديد بقائهم في ذلك المنصب من عدمه ..!

فلم يعد أحدهم يتجرأ على ذم الحزبية أو حتى ذكرها لا من قريب ولا بعيد..!
كيف لا وهم أصبحوا أولياء النعمه.
فقد تحول اؤلئك النفر (المتأسلفين سابقا) الى أبواق تافهه غيرت جلودها مثل الثعابين فبعد أن كانوا دعاة خير وصلاح صاروا عدوانيين وترى ذلك على وجوههم وتحولت تلك الوجوه والأجساد الى كتل من الحقد والكراهية بل وصاروا ينشرون ثقافة الكراهية والحقد بين أفراد المجتمع وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة بطرق مباشره وغير مباشرة مستغلين غباء البعض وجهل الآخرين ويفعلون ذلك دون حيا او خوف من الله وبات ذلك ظاهرا على وجوههم وصار الكل يعرفهم ويشمئز منهم ومن دجلهم ..!

إذ كانوا يصعدون على المنابر وهم يحذرون من إتباع الزنداني الدجال كما وصفه شيخهم مقبل الوادعي رحمه الله والديلمي الفارسي الاصل السيئ الذكر صاحب الفتوى الشهيرة بتكفير شعب الجنوب ومحمد الامام السلفي سابقا والحوثي حاليا وغيرهم الكثير ممن مارسوا خداع الناس طوال سنين مضت مستخدمين الدين كغطاء حتى تتم مساومتهم  في الحصول على مناصب مقابل التخلي عن المبادئ فيهرولون كهرولة سيارة دون مكابح ..!

فصاروا بين ليلة وضحاها يسيرون على نفس نهج الدجاجله الذين كانوا يحذرون منهم ومن إتباعهم ..!

أليس ذلك معيب ؟
فعلا هو معيب ولكن عند من يستحي ويخاف ربه.
ومن لا يستحي يفعل ما يشاء
 



شارك برأيك