آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:15:14:35
لاشيء تخسره اليمنيات بعد الان.
منى صفوان

الخميس 00 مارس 0000 - الساعة:00:00:00

في الوقت الذي يدهش فيه العالم من جلادة اليمنيات و صبرهن على المعاناة الانسانية و الاقتصادية، تدوس الاقدام الحافية على اجمل الصور التي رسمتها النساء اليمنيات ، وفي الوقت الذي يحتفي العالم بكسر اليمينات للطوق الذي فرض عليهن، ليضربن مثلا في الشجاعة و الاقدام، يقابل جموحهن وشوقهن للحرية، بكثير من الحملات المضادة، في اللحظات التي يتسمر فيه العالم وهي يرى عالم النساء غير المرئي يمزق الستائر البالية، تكشر ثقافة العنف عن انيابها، الاستياء بحد ذاته متوقع ومقبول ، ممن لا يتوقعون ان تقوم المخلوقة الاضعف بكسر الثقافة الاعنف، لكن العنف الذي يواجهن به وهن يكسرن الثقافة التقليدية السياسية و الفكرية، بكل نعومة، يؤكد ان المجتمع اليمني قاس و عنيف و دموي، لقد قذت كل النساء اليمنيات دون استثناء ، خلال اقل من عامين، قذفن من الجميع، دون مفاضلة، من رجالات النظام و رجالات الثورة، من الشباب و من الشيوخ، قذفت السافرات و المحجبات، الاشتراكيات و الاصلاحيات، المستقلات و المؤدلجات، قذفن في اعرضهن، سواء كن في بيوتهن، او وهن خارج حدود الجغرافية لليمن، فقط لمجرد ان تلك تعلن موقف مختلف لهذه الفئة، او ان هذه ضد ما يروج ذلك التيار، سواء كن مخطئات او مصيبات في ارئهن السياسية، سواء كن مراهقات سياسيات، او كن صاحبات فكر سياسي ناضج، سواء كن حوثيات او انفصاليات، سواء كن نظاميات او ثوريات، في كل الاحوال و الحالات هن نساء و ينظر لهن نظرة العيب ، و يتم التعالم معهن بانهن الحلقة الاضعف، ولا يحارب الا بسلاح الشرف و العرض، و تخاض ضدهن حروب العفة و الوقار، انها النظرة المادية البحتة، نظرة الجسد، و الحرام، نظرة العورة، التي تحاول اليمنيات التحرر منها، يحاولن ان يوصلن صوتهن، و لا تتم مواجهة ما يقلنه بالكلمة، فلا يواجه الفكر بالفكر و الحجة بالحجة بل تواجه كل افعالهن و كلامهن بالشتم و الاساءة و التطاول على الاعراض. هل هي ظاهرة جديدة في مجتمع محافظ ام انه اعلان لظاهرة قديمة، كانت تتحرج من اعلان عن نفسها!
السيدة اليمينة الفاضلة عار على مجتمع لم يفهمها، هي عيب، وما تقوله عيب، تتحدى اليمنيات ان توجه تهمة ليمنية لا تنتهك دينها واخلاقها لمجرد الخلاف السياسي، كل من وجهت اليهن التهم هن من اشررف الفئات وانضجها، حملة منظمة لتشوية صورة اليمنيات و ارباك الراي العام، و تاليب الجميع ضدهن، ضد الفئة المتمردة سياسيا و ثقافيا، حملة شرسة تلقائية و برية، ضد ظاهرة اليمنيات القويات، لتلقن كل اليمنيات درسا في الاخلاق، قبل الاقدام على اي خطوة جرئية، ليفكر الجيل الجديد الف مرة قبل هتك الستار السياسي، و فتح الخمار الثقافي، وجودها ككاتبة و سياسية ، ناشطة، و حقوقية، فنانة و اديبة، يعني انها اصبحت مباحة، ولم تعد حرمة يحرم لفظ اسمها ، مادام قد عرفت للعامة، ثقافة "الحرمة"، تكشف سرها بانها ثقافة جاهلة لم تحترم المراة وانها حجمتها، و تكشف عن خطيئتة المجتمع الذي قبل هذه الثقافة، في مجتمع يتحول تدريجيا ليصير بلا حرمة.
كافرة هي وماجنة، وضيعة و مبتذلة، لان دعوتها للحرية تخترق جدار الصمت، لانها مقنعة وقوية، لانها قادرة ان تقود و تنافس القادة، المراة اليمنية بكل اشكال الدعوة التي تعتنقها، و توجهها لمن حولها، توجه التخلف بالتمدن و القبح بالجمال و الانغلاق بمزيد من الانفتاح، تواجه العنف بالسلم، تواجه قوة اليمنيات وسط ثقافة شرسة، من برهان على قيمة التحدي لديهن، برغم كل هذا اليمنيات يجمعن كل يوم انصار جدد يدافعون عنهم ، انصار من الرجال اليمنيين انفسهم، انصار لثقافة جديدة، حتى الهجمات المرتدة تستغلها اليمينات لنسر ما يؤمن به من دعوات للتغيير.
انهن يكبرن باعين انفسهن وهذا كاف لان يكبر المجتمع بهن، و بذكاء النساء و نعومة ردود افعالهن، و اصرارهن ، يواصلن ما خلقن من اجله، فليس لدى اليمنيات شيئا يخرسنه بعد الان.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص