آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:18:06:06
الشعب.. آخر من يعلم !
احمد غراب

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يبدو أننا أمام جرعة جديدة من وثائق ويكليكس، وهذه المرة ستكون عن خفايا وأسرار الربيع العربي، واليمن بلا شك سيكون له نصيب الأسد من هذه الوثائق، فالثورة اليمنية التي لم تكتمل محاطة بالكثير من الألغاز.

لا يستبعد أن تفاجئنا ويكليكس بمعلومات غريبة لم نكن نتوقعها كأن تقول لنا مثلاً: إن صالح ومحسن أصحاب وإن حميد وأحمد بيخزنوا سوى، وإن الحرس من الفرقة والفرقة من الحرس، والمؤتمر من الإصلاح والإصلاح من المؤتمر، وإن الشعب كان ضيفاً في برنامج حيلهم بينهم الصلح خير (المبادرة الخليجية)، وإن ابراج الكهرباء كانت تنضرب برضاها، وظهور القاعدة وانحسارها المفاجئ كان يتم عبر جهاز أتاري، والصين وقفت مع المبادرة للحفاظ على أرباحها من تجارة المواطير.

تسريبات ويكليكس حول أن الجزائر كانت تعرف مكان القذافي وأبلغت عنه قبل مقتله، ورفضت الرد على مكالماته.. تؤكد أننا مقبلون على وثائق جديدة لويكليكس عن أسرار الربيع العربي.

افتح ياويكليكس أبوابك نحن العرب الأطفال، نحن الشعوب العربية المغمضة.

الحديث عن حق الوصول إلى المعلومات في الدول العربية أمر يثير السخرية، فإذا كنا على مستوى شعوب عربية نعيش أشبه بالمسومين، نقتات الإشاعات والكم الهائل من الكتابات التي تجد فيها العاطفة ثلاثة أرباع المعلومة الصحيحة، فضلاً عن شلالات من الأخبار التي يتم تسريبها بتخطيط ودقة.

العرب لا يعرفون شيئاً عما يحدث في بلدانهم والشعوب العربية آخر من يعلم والدول الكبرى تعرف عن بلداننا ومشاكلنا أكثر مننا لدرجة تجعلنا نستشهد بآرائهم ووثائقهم، ونعتبر ما ينشر عندهم أشبه بنصوص لا تشكيك فيها تماماً كما يحدث في البضائع تجد الناس يثقون بالخارج أكثر من الداخل.

صحفنا صارت تنشر تراجم لكتاب غربيين تبدو في واقعيتها واستنادها على المعلومات.

بصل ويكليكس حالي؛ لأن كل البصل في السوق المحلية مغشوش.

أمريكا تعرف عن اليمن ما لا يعرفه اليمنيون، لا تستطيع أن تحدد مكان شخص في شارع بالعاصمة وأمريكا تحدده وتلتقطه في صحراء.

لا نستطيع أن نحل ألغاز السياسة اليمنية وأمريكا تستطيع حلها وربطها.

وإذا كان الربيع العربي جاء بعد ويكليكس الأولى وتسبب بسقوط أنظمة وطلوع أنظمة، فمن يدري قد يأتي خريف بعد ويكليكس الثانية، ويتسبب بسقوط من لا يتوقعون أنهم سيسقطون بهذه السرعة.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

"الجمهورية "

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل