آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:21:59:22
الســقوط
سالم يحيى شجون

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

كان ولا يزال لسقوط العاصمة عدن في  7/7/1994 م في أيدي القوات الشمالية في نفوس الجنوبيين الأثر البالغ وذلك بعد حرب استمرت قرابة الشهرين ونصف الشهر استخدمت فيها كل الاسلحة لتدمير وقتل شعب الجنوب من المسدس الى صواريخ سكود مرورآ بالطبع   بصواريخ الكاتوشا والمدفعية والطيران والسفن الحربية  ناهيك عن الحشود الذي حشدها  علي عبدالله صالح من الارهابيين وقطاع الطرق والقبائل الشمالية المهمشة والمغيبة في المجتمع الشمالي الذي تحكمه قبيلة او قبيلتين على الاكثر بينما المجتمع الشمالي  مكون من مئات القبائل  ووعدهم بأن الجنوب الذي كانت تدار على أرضه المعارك سيكون غنيمة لهم  وزج بهم الى  جانب القوات المسلحة الشمالية في حرب هي اشبه بالجحيم اذ طالت قذائف وصواريخ تلك الاسلحة كل اراضي الجنوب وقتلت الكثير من نساء واطفال وشيوخ الجنوب  لا لشيء إلا لأن شعب الجنوب قرر إعادة النظر فيما يسمى (بالوحدة اليمنية) بعد اقصاء وتهميش وطمس واضح لهويتنا الجنوبية , فأستخدم نظام صنعاء بقيادة علي عبدلله صالح في تلك الحرب إعلامه  لتصوير الجنوبيين  على انهم شيوعيين وكفار وأعداء للإسلام وإن قتلهم واجب ديني ووطني ورأينا وسمعنا اثناء الحرب أئمة مساجد في الشمال يحرضون علي قتل كل ماهو جنوبي وصدرت فتاوى رسمية من أئمة وعلماء دين نظام صنعاء بوجوب قتل الجنوبيين وانتشر ذلك في صفوف من زج بهم نظام صنعاء في الحرب  على الجنوبيين واعتقدوا هؤلاء المغرر بهم بأنهم ذاهبون للجهاد في سبيل الله لقتل الكفار الشيوعيين الذين يحاربون دين الله ضف الي ذلك الوعود الكاذبة  التي وعدهم إياها علي عبدالله صالح بتوزيع غنائم الجنوب بينهم في حال النصر حتى انني اذكر هنا بأنه كانت هناك دبابة شمالية في قريه صبر في محافظة لحج تلك القرية الباسلة الشجاعة التي قصفت  بألف قذيفة تخيل معي عزيزي القارئ قرية واحدة فقط تقصف بألف قذيفة وبعد الحرب كانت هناك العديد من الدبابات الشمالية المدمرة التي دمرتها قوات الجنوب الباسلة التي كانت تدافع عن أرضها في تلك القرية.
وكان مكتوب على تلك دبابة عبارة اقل ما توصف به هي انها عبارة (شيطانية ) وتقول تلك العبارة ( اقتل جنوبي تدخل الجنة) وهذا ان دل على شيء انما يدل عن الحقد اللامعقول والمخطط الشيطاني الذي كان يبيته نظام صنعاء للجنوبيين شعباً وأرضاً وقيادة وبعد تضحيات عظيمة وسقوط الكثير من الشهداء والجرحى الجنوبيين الذين سطروا على صدر التاريخ أروع المواقف الشجاعة سقطت عدن,  صحيح اننا  الجنوبيون خسرنا المعركة عسكرياً لكن التاريخ سيحكي للأجيال القادمة كيف استخدمت عوامل الغدر والخيانة بشتى انواعها من قبل نظام صنعاء ضد الجنوبيين لتحقيق نصر عسكري .
للاسف ,,, سقطت العاصمة عدن في أيدي القوات الشمالية في 7/7/1994 م وأحتفل الشماليون بنصرهم هذا وفي نشوة النصر اصبح الجنوبيين وأرضهم غنائم لقادة نظام صنعاء  و(للمطبلين والمزمرين) من حولهم وراحوا ينهبون اراضي الجنوب وثرواته ومارسوا أقصى انواع التعذيب النفسي في حق أبناء الجنوب بهدف تهجيرهم من أراضيهم , وأما عن الذين غرر بهم نظام صنعاء من الإرهابيين وقطاع الطرق والقبائل المهمشة والمغيبة في الجمهورية العربية اليمنية الذين وعدهم نظام صنعاء بوعود كاذبة بأنهم سيحظون بنصيب من الغنائم في الجنوب فأنهم أصبحوا يتسولون في مدن وقرى الجنوب وأحسنهم حال أصبحوا باعة متجولين في الشوارع بالكاد يكسبون قوت يومهم ولسان حالهم يقول (خدعونا خدعونا) والدليل على ذلك محاولتهم  القيام بثورة في صنعاء لأسقاط نظامهم.
7/7/1994 م هي ذكرى أليمة لكل الجنوبيين إذ في هذا التاريخ سقطت عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في أيدي الشماليين لكن التاريخ سيحكي وبالتفصيل عن اسباب ذلك السقوط.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل