آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:13:30:28
مصر.. ثورة مستمرة تطيح بمرسي
رشدي باصديق

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

   * جمهورية مصر العربية الشقيقة.. عقل الأمة العربية الفكري والثقافي وإرثها التاريخي وقلبها النابض.. وجمهورية مصر الحبيبة بوصفها مركز الوسط للعالم العربي ونقطة إرتكاز لخارطته الجغرافية, تمر بأوقات عصيبة وأجواء سياسية ساخنة مازالت إفرازاتها وتبايناتها قائمة, تديرها توجهات مؤيدي وأنصار التنظيمات السياسية المختلفة على الساحة المصرية, أضفت صبغة قاتمة على المشهد السياسي وزادته تعقيداً.. خرجت على إثرها مظاهرات شعبية عارمة معارضة وبعضها مؤيدة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي.. وفي آخر المطاف وحتى لاتنهار الدولة نتيجة للاحتدام القائم من شهور طويلة وبدء تصاعد المواجهات الدموية بين المطالبين لرحيل الأخوان المسلمين من سدة الحكم وبين المؤيدين لهم.. تتدخل القوات المسلحة المصرية لحسم الموقف ووضع المصلحة العليا لمصر فوق كل المصالح وقد جاء قبل ثلاثة أيام في بيان وزير الدفاع الفريق السيسي إعطاء مهلة 48 ساعة للرئيس السابق محمد مرسي للتفاوض مع المعارضة والإتفاق على صيغة سياسية للشراكة الوطنية في إدارة شؤون الحكم وحل الخلافات الدائرة بين قطبي السياسة في مصر “الرئاسة والمعارضة”, والتي فشل الدكتور محمد مرسي في تلبية مطالب معارضيه سبقها تزايد عدد إستقالات الوزراء وبعض المسؤولين ليزيد الخناق على الدكتور مرسي حتى بات وضعه السياسي في الإستمرار في منصبه رئيساً للبلاد في حكم الإستحالة.

  * فأشتعلت الأوضاع وأزدادت معاناة المواطن المصري المعيشية لتدهور الوضع الاقتصادي بسبب عدم الإستقرار السياسي بعد الربيع العربي وترتب على ذلك تداعيات ألقت بظلالها على شتى مناحي الحياة وأصبح المواطن المصري ينشد الأمن والسكينة وهدوء البال.. ومن الشهر الثامن لحكم الدكتور محمد مرسي دخل في خلافات شديدة محتقنة ومتوترة بسبب الإقصاءات المستمرة أنتجت حركات شعبية تشكلت بعض هذه الحركات المعارضة والمطالبة برحيل محمد مرسي وأبرزها “حركة تمرد” إضافة للمكونات الأخرى وأحزاب المعارضة, وأصبح محمد مرسي في صراع متأجج معها من جهة, ومن جهة أخرى قيامه بعزل القضاه, وتفاقمت تلك الخلافات بفرضه دستور جديد للبلاد.. لتنفجر الأوضاع وتتصاعد الإحتجاجات الشعبية والاعتصامات لتصل إلى المليونيات في ساحة ميدان التحرير والساحات الأخرى, وتتوسع لتصل إلى المحافظات الـ19 الأخرى مطالبة برحيله.. ووصلت إلى ذروتها في الـ30 يونيو الماضي.. ليصبح هذا التاريخ فاصلاً جديداً آخر لثورة مصرية مستمرة لم تنتهي فصولها ولم تستكمل أهدافها لشعب عظيم متطلع لحياة كريمة ومستقبل أفضل له وللأجيال المصرية القادمة..

  * ومساء أمس الأربعاء 3 يوليو 2013م وبعد ترقب بيان القوات المسلحة لإنتهاء المهلة الممنوحة للرئيس السابق مرسي تفاجأ العالم بأسره كما تفاجئت كل الدول العربية ليأتي في بيانه عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي من منصبه وتعيين المستشار عدلي محمود منصور رئيس المحكمة الدستورية, ليصبح رئيساً مؤقتاً لجمهورية مصر العربية وبهذا يكون الرئيس المصري السادس الذي يحكم جمهورية مصر العربية بعد تغيير نظام الحكم إلى النظام الجمهوري والإطاحة بالملك فاروق.. وهي بلا شك مرحلة إنتقالية حرجة وحساسة بكل المقاييس, إلى إن تجرى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة, وقد أعلن الجيش وقف العمل بالدستور مؤقتاً.

  * ولكن.. مع إننا مع أي خيار يرتضيه الشعب المصري لرسم خارطة مستقبله السياسي, إلا إننا ربما نختلف بعض الشيء مع فكرة وضع الرئيس المصري السابق محمد مرسي قيد الإقامة الجبرية.. ويبقى السؤال: لماذا تتم ملاحقة قادة ونشطاء الإخوان المسلمين.. فمصر اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مصالحة وطنية ونبذ الاحقاد.. ولملمت الجراح.. وفترة إنتقالية تسامحية, حتى تخرج جمهورية مصر الشقيقة شعباً وحكومة من هذا النفق المظلم, وتتجاوز هذه المحنة وتنجلي هذه السحابة السوداء التي خيمت وحجبت الرؤية عند المواطن المصري العادي لآفاق مستقبله السياسي مذَ ثورة الربيع العربي التي تمخضت عنها الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً..

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل