آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:20:44:36
مساحة للتفــــكير
د. عبيد البري

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

(1) مقارنة بين ظهور ضرس العقل وظهور القيادات الجنوبية السابقة*

يرتبط ظهور ضروس العقل بالعمر ما بين الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين ، ففي نهاية هذه الفترة يكون عقل الإنسان قد وصل إلى مرحلة من التمام والنضوج واكتساب الوعي ؛ لكن الواقع أنه ليس كل من ظهر له  ضرس العقل صار راشداًعقلياً .

  بحكمة الخالق سبحانه وتعالى - لتؤدي دورها في  ضم جميع الأسنان إلى بعضها لمنع تراكم الطعام بينها فتحد من تسوسها ، وأيضا لزيادة القدرة على طحن الطعام . أما إذا كان أحد الفكين أو كلاهما غير طبيعيين في الشكل ، فقد لا يجد ضرس العقل مكاناً كافياً له في الفك في نهايتي صف الأسنان ، وفي هذه الحالة إما أن يظهر جزءاً منه فقط أو يظهر في اتجاه غير طبيعي مسبباً - في كلتا الحالتين - الكثير من الإزعاج لصاحبه ، مثل :تغيرات في رائحة وطعم الفم ، وعض جدار الفم ، وآلام في الفك والعين والأذن والرأس وجروح اللثة وتورمها ، ثم التهاب تقيحي للثة تصاحبه حمى وصعوبة  في فـتح الفم  وتعب وإعياء وغيرها  من الأعراض التي غالبا ما  تـأتي وتذهب مراراً على مدى شهور .

والأخطر أن عدوى البكتيريا التي " تعشعش " حول ضرس العقل تنتقل إلى الرقبة والرأس وأجزاء أخرى من الجسم أو تتحول إلى التهاب مزمن فيبقى الدم ملوثاً بها مما يجعل الجسم عرضة لأي مضاعفات تلوث لأعضاء أخرى في أي وقت .

وفي حالات النساء الحوامل ، يؤدي ضرس العقل الغير طبيعي إلى حدوث أخطار على المواليد مثل عدم اكتمال نمو المخ والقلب وبعض أعضاء أخرى من الجسم ، وبالتالي فقد يعيشون في مستقبل غير سعيد  لعدم خلع ضروس العقل المائلة لدى أمهاتهم !!. والحال كذلك بالنسبة للثورة الجنوبية ، فالحراك الجنوبي قد انتظر القيادات السابقة عند نضوجه كما تنتظر الأسنان المتباعدة دور ضروس العقل لضمها إلى بعضها ومنع أسباب تسوسها ، لكن تلك القيادات لم تأخذ مكانها كما يجب ، فكان ظهورها على الحراك - الواعي ثورياً - كظهور ضروس العقل لدى إنسان ناضج لا يحتمل فكه - من حيث الشكل - أن يتزاحما عليه ضرسان في وقت واحد ، وبالتالي يضيع وقتاً ثميناً من مرحلة نضجه بحثاً عن علاج لذلك الوضع الصحي السيئ !.

*(2) أكبر رؤساء العالم سناً *

في زيمبابوي لم تستطع اللجنة المسئولة عن كتابة الدستور في العام الماضي العمل بمقترحات تحديد سن رئيس البلاد بسبعين عاماً لاعتراض حزب الرئيس روبرت موجابي (89عاما ، ورئيسا منذ عام 1980) على تلك الفكرة ، بل سمح الدستور للرئيس بالبقاء في منصبه حتى التاسعة والتسعين من عمره .

كيف نفسر رتابة رد الفعلٍ في أي مجتمع قبلي يثق بالولاءات أكثر من ثقته بالقانون ؟! .. وهل ستصعب علينا  أي تأويلات أو قول بأن تحديد السن هو إقصاء متـعمد ضد فلان أو جماعة الفلاني ؟! .. ألا يجب على أي لجنة مكلفة بصياغة الدستور أن تفكر بهذا الأمر لأهمية وضرورة أن يكون الرئيس أو الوزير أو النائب في وضع صحي يمكنه من أداء مهامه السياسية

بعقلٍ سليمٍ  وجسمٍ سليمٍ ؟! ..

لماذا تـتـناسى شعوب العالم الثالث أن من تجاوز الستين عاما من العمر قد يصير مشغولاً بأموره الصحية أكثر من انشغاله بأمور البلد ومعيشة المواطن مهما كانت خبرته السياسية ؟! .. ألا تضمر خلايا المخ وتضعف الذاكرة مع التقدم في السن ،فضلاً عن أمراض القلب والضغط  والسكري والمفاصل وغيرها من الأمراض المصاحبة للشيخوخة ؟! .

وما الذي يجب أن نفكّر بـه اليوم  من أجل قيادة جديدة لوطنٍ جنوبيٍ جديدٍ ؟! ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص