آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:18:53:10
الحــزب المـدوخ..!
صلاح السقلدي

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

استبد بي شعور مثقّـل بالأسى والحسرة مشوبة بالخزي وانا اطالع بيان اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الذي صدر هذا الاسبوع. الشعور بهذا الأسى وبهذه الحسرة مرده الى هذا المآل الذي وصل إليه هذا الحزب اليساري التقدمي -او هكذا اعتقدنا انه-من انحدار وخنوع لم يكن يتوقعه يوما من الايام حتى ألد خصومه وأعداؤه ناهيك عن اعضائه وانصاره. فبعد ان كان هذا الحزب عنوانا للمدنية ومقارعا شجاعا لثقافة القوى القبلية التقليدية المتـأسلمة المنغلقة -حسب ما شُـبّــه لنا بالجنوب لمدة عقدين ونيف من الزمن -نراه يوما بعد يوم يسقط على عتبات ابواب هذه القوى, ويصدر بيان تلو البيان وكأنه مدوخ في غيبوبة أو عائش  في كوكب غير كوكب الأرض, ولا اعتقد من واقع ما نراه من توجهات وتصرفات هذا الحزب ان يكون تخليه عن ضرورة  فصل الدين عن السياسة وخنوعه وخضوعه لضغوط تلك القوى حتى اجبرته مؤخرا ان يوافق صاغرا على ان (  الشريعة الاسلامية مصدر جميع التشريعات ) بصرف النظر عن اننا لا نعرف عن اي دولة يتحدث عنها هذا الحزب ولا عن اي دستور يقصد في ظل احتلال شمالي صريح للجنوب وفي الوقت الذي لا ينفك هذا الحزب وقادته ان يرددوا علينا ليل نهار من ان الوحدة قد ماتت وشبعت موت, نقول اننا من واقع كل هذه التنازلات لا يمكن تخيل الى اي مدى سيواصل هذا الحزب سقوطه وانحداره.

لمن يعلقون على هذا الحزب آمالهم في صنعاء  من انه سيكون المخلّـص لهم من كل خطاياهم ومقلهم من عثرات دهرهم  وانه حصان طروادة الذي سينفذون من خلاله الى مدينتهم الفاضلة نقول لهم بكل اسف والمرارة تعصرنا انكم واهمون وتتبعون خيط دخان وسراب بقيعة. فحزب قد تملّـكه الفشل بان ينتصر لست محافظات لا تحتوي على اكثر من اربعة ملايين نسمة بل قل قد تخاذل وباع واشترى بهؤلاء الملايين على قلتهم ورقي مدنيتهم  فانه لا يمكن ان يتوقع منه ان ينتصر لــ23 محافظة تحتوي على أكثر من 25مليون نسمة على الاقل يشكلون مجتمع معقد مثقل بكل بلاوي العصر إلا انسان غبي أو ساذج او يغالط نفسه والآخرين.

 اما في الجنوب فلم يعد أحد يأبه لما يقوله ولا يكترث لما يفعله هذا الحزب المختطف هناك بالحصبة, بعد ان قلب له ظهر المجن وطفق اي- الاشتراكي- منذ سنوات بالتقرب الى رموز قوى صنعاء من (حُــمر النعم) القبلية والحزبية والدينية من خلال امعانه بالتشهير والتقليل من حجم ومكانة ومستقبل الثورة الجنوبية وكانه يتعمد ان يبطل حقا و يحق باطلا. فالتجربة بالمجرب خطأ كبير, فتجارب الحاضر والماضي كانت انقى للشك وأجلى للعمى.

حكمة:( أن لم تستطع قول الحق فلا تصفـق للباطل).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص