آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:00:39:00
يا شباب اليمن تحرروا
د. محمد عبدالملك المتوكل

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

كنت أقرأ اليوم عن الشعار الماركسي الذي يخاطب به عمال العالم وهو (يا عمال العالم اتحدوا) لقد شعر قادة الحركة الماركسية أن مأساة عمال العالم واحدة وهي ظلم وجبروت وهيمنة أصحاب رؤوس المال والذين استخدموا إمكانياتهم لشراء الحكم والحكام وإذلال الفقراء والعمال.

وقفز إلى ذهني أوضاع الشباب في اليمن وهيمنة قيادات الأحزاب وتسخيرهم هؤلاء الشباب المحرومين والمعدمين لتدمير بعضهم البعض تحت حجة أن الشباب المنتمي إلى الحزب المخالف لهم عدو يجب القضاء عليه، إما حماية للوطن أو انتصاراً للقيم ودفاعاً عن الإسلام وخدمة للمصلحة العامة وفي نهاية الخديعة الأيدلوجية يجد الشباب أنفسهم في كل مواقعهم ضحايا قوى انتهازية استخدمتهم لتحقيق أهدافها ورمتهم من جديد في دنيا المذلة، والفقر والضياع ويكتشف الشباب بعد ضياع الوقت أنهم كانوا ضحايا قوى انتهازية لبست مسوح الرهبان، واستغلت طيبتهم وسذاجتهم حتى تحقق أهدافها في الحكم والمال والخلاص من شباب يريد الدولة الرشيدة والحكم العادل والتنمية والتطور وكتبت لهم شعار القانون لا يحمي الأغبياء وطريق النار مفروش بذوي النوايا الحسنة.

ليس هناك أخطر على الشعوب من الأحزاب الأيديولوجية المتعصبة التي تعتبر الرأي المخالف عدواً يجب القضاء عليه، والتخلص من حملته وعلي شباب أحزابنا أن يسأل كل منهم نفسه لماذا يحمل الكراهية والحقد علي شاب آخر في حزب آخر يحمل رأياً مختلفاً؟! هل هذه هي الديمقراطية؟ هل هذا هو الإسلام؟ هل هذه هي الوطنية؟ الله يقول لنبيه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لست عليهم بمسيطر، هل أنتم أحق من الرسول في السيطرة والهيمنة؟ قاتلنا الاشتراكيين لأنهم كفرة وقاتلونا لأننا ظلاميون ورجعيون ونقتل أنصار الله لأنهم يسربلون وشيعيون، ونقتل أهل السنة لأنهم يضمون، ويؤمنون في نهاية الفاتحة ولا يعترفون بولاية علي سواءً علي الأول أو علي الحالي.

وهناك من استحق الموت لأنه لا يدعم القومية العربية أو لأنه ينتمي إلى سلالة معينة أو قبيلة معينة أو منطقة معينة أو حزب معين.

سؤال أوجهه لشبابنا الأبرياء.. هل لديكم استعداد لرفض أيديولوجية الكراهة والحقد واعتبار من يختلف معك في الرأي أخاً له رأي مختلف وليس عدواً؟ هذا الموقف يتطلب الشجاعة في مواجهة أي قيادة حزبية متعصبة تحمل العداء والكراهية للآخر، وهذا الموقف لن يتم إلا إذا كان الشاب نفسه قد تحرر من عقدة قوم بلقيس الذين تؤكد لهم أنها لن تقطع أمراً حتى يشهدون، فردوا عليها أن الأمر إليها تماماً كما يقولون اليوم اللي تشوفه يافندم أو يا أفندمة إذا كانت امرأة.

من يقرر منكم من حزب أو مستقل فليتصل بي لنجمع تكتل رفض كل أيديولوجية تنطلق من الكراهية والعداء والحقد ويرحب بكل خلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه وشعار التكتل كلمة الإمام الشافعي (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) وصدق الله القائل (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) صدق الله العظيم

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص