آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
هذا.. غيض من فيض
عبدالقوي الأشول

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

الطيار عقيد ركن نبيل عبده عفارة من أبناء عدن, طيار حربي.. عانى من الإقصاء والقهر والإذلال ويقول كما جاء في صحيفة الديار: بعد حرب 1994م تم تحويلي من طيار إلى مسؤول عن المجاري في القاعدة الجوية بصنعاء ولم يسجل اسمي في كشف المرتبات طيار، أما طريقة صرف مرتباتنا فكانت تتم بغاية في الإذلال حيث نبلغ بأن تسليمها بعد صلاة الظهر أمام الجامع من الكاتب، وعندما نذهب إليه يخاطبنا قائلا: من قال لكم إن لديكم مرتبات, ثم يأتي الجنود ولديهم عصي ويسوقننا كالقطيع إلى الأحواش التي يتم إغلاقها علينا.

ويضيف: كانوا يقدمون استمارات يطلب منا تعبئتها لنقر بارتكابنا أشياء لم نفعلها ويقولون إذا تريدوا مرتباتكم تخلوا عن الحزب.

ويقول ايضا: شخصيا تم طردي من القوى الجوية وأرغموني على تعبئة استمارة التقاعد مهددين بقطع راتبي الـ 50 ألف ريال إن لم أفعل.. ويضيف أيضا: بعد تعييني مسؤولا للمجاري اتصل بي القائد شخصيا يطلب مني الذهاب لمعرفة سبب السدة في المجاري وحين ذهبت وجدت كلبا ميتا تم وضعه في ممر المجاري وكان هذا نمطا من ممارسة الإذلال بحقنا .

روايات كثيرة مؤلمة موجعة, حالات إذلال جرت بإمعان وحقد دفين ضد كافة القدرات والكفاءات الجنوبية في القوات المسلحة والأمن التي أقصي كافة قياديها ومنتسبيها على نحو مقيت .

وهكذا هو واقع الحال لا يختلف كثيرا على الصعيد المدني حين مثلت فكرة الإحلال سبيلا للتخلص من كاف الجنوبيين ..على الصعيد الدبلوماسي مثلا جرى الإحلال بصورة كاسحة في رئاسة الجمهورية حيث خلت مكاتبها من كافة أبناء الجنوب.

على الصعيد الإعلامي تم إقصاء الكفاءات الجنوبية وجعل كافة الفرص المتاحة حكرا عليهم حتى أن نقابة الصحفيين كانت لا تتعاطى بالمطلق مع مظالم الجنوبيين وتميز سلوكها بالإقصائي المناطقي الأمر الذي لم تجد معه صحفيا جنوبيا واحدا يعمل مراسلا لأي وسيلة إعلامية أو يحتل مركزا مرموقا إلا من أظهر ولاء واضحا للسلطة وهم قليل, لا بل شهدت كافة مرافق ومؤسسات الجنوب المدنية قدوم ما كانوا يسمون أنفسهم بكبار القيادات والخبراء لممارسة أبشع صور التحكم والتدمير بمرافقنا ومؤسساتنا من قبل أشخاص جهلة كل ما يميزهم الولاء المطلق للحاكم والعداء السافر للجنوب وأهله.

أقصي الجميع وأحيلوا للمعاش بل إن الكثير منهم ترك المعاش بحكم ما واجه من تطفيش وقهر كما هو الحال في منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين تم تحديد مناطق عملهم في شمال الشمال.

بعض من بقي يعمل معهم من الطيارين كان مصيرهم الموت في حوادث ترتسم عليها أكثر من علامة استفهام.

فيا له من واقع مرير وسنوات عجاف عاشها شعبنا الصابر تحت أبشع صور القهر والإقصاء والإذلال.

والمثير للأسى والسخرية أن يأتي بعد كل ما جرى من يريد أن يضع لوحدة الضم والإذلال والنهب عنوانا آخر ليس فيه أدنى اختلاف في شخوص من قادوا الحرب على الجنوب ومن مارسوا كل أطماعهم وحقدهم بحق شعبنا، بل هو تكريس مقيت لتلك المأساة التي طالت شعبنا وثرواتنا وتاريخنا تحت مسمى الوحدة.

فهل يتوخى هؤلاء رضوخ شعبنا بالثقة والكبرياء وشموخ الجنوب لمشاريعهم الهزيلة، ذلك ما تعبر عن رفضه ملايين الشعب الجنوبي التي تخرج إلى الساحات معبرة عن إرادتها وتوقها لفجر الحرية والاستقلال.

جراح سنوات مضت من أعمارنا لا يمكن مداراتها لأننا شعب يعشق الحرية ولا يقبل بأي حال الإذلال والعبودية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص