آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
بعد (اللطم) و(الطم) هل ينقذ (المؤتمر) الجنوب من الغرق؟
عبدالرحمن نعمان

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

قرأت ..لا اذكر اين ، انما اعتقد انه في الـ facebook او في موقع آخر أما في مجلة أو في صحيفة فذلك أستبعده كليا.

لذلك فإن القصة التي قرأتها علق مضمونها حسب وهذا يجعلني أعيد نشر مضمونها وإن اختلفت تفاصيل القصة، وقد جاء في القصة (الصغيرة) تلك: (إن صديقين عزما على السفر سويا سيرا على الأقدام وكانا في الطريق يتناقشان في موضوع ما، اختلفا في رأييهما ليشتد ويحتد النقاش حتى فلتت أعصاب أجدهما وما كان منه إلا أن قام بصفع (لطم) صديقه، رفيقه في الرحلة, صفعة (لطمة) قوية في الخد.

لم يرد الصديق صفعة صديقه بالمثل ولم يقم بشتمه أو صرخ في وجهه او عاتبه على فعله وانما كتب بإصبعه في الرمال: في هذا اليوم وفي تاريخ (....) قام صديقي (فلان) وصفعني في وجهي.. ثم واصل الصديقان السير, حتى وصلا إلى قرية كان من المستحيل أن يغادراها للوصول الى مبتغاهما إلا من خلال تجاوز بحيرة كانت تفصل بين القرية والقرية التي يريدان الوصول إليها.

نزل الصديقان في تلك البحيرة يسيران على أقدامهما في البداية.. ثم سبحا إلى عمق البحيرة وكان كلاهما يسبح قرب الآخر حتى أوشكا أن يصلا الشط الآخر, شاهد (اللاطم) صديقه (الملطوم) يهبط في الماء ويرتفع فأدرك أن صديقه قد نال منه التعب، فما كان منه إلا أن ساعده برفعه إلى الأعلى وأنقذه من الغرق المحتم.

خرج الصديقان من البحيرة سالمين فجلسا يرتاحان برهة ليواصلا سيرهما فقد بقيت مسافة قصيرة للوصول إلى هدفيهما (القرية)

وفجأة أسرع (الملطوم) نحو صخرة كانت قريبة منهما وكتب عليها (في هذا اليوم وفي هذا التاريخ (...) أنقذني صديقي (فلان) من الغرق).

استغرب الصديق (اللاطم) ما قام به صديقه (الملطوم) في كلا الحالتين ليسأله بعد أن انتهى (الملطوم) من كتابة تلك العبارة على وجه الصخرة : لماذا كتبت على الرمل ما فعلت بك؟ (أي بعد أن صفعه)، وكتبت على الصخر ولم تكتب على الرمل أو الطين ما فعلته معك؟ (أي بعد أن أنقذه من الغرق).

فأوضح الصديق (الملطوم) قائلا لصديقه السائل (اللاطم): كتبت على الرمل لأنني على يقين أن الوقت والرياح سوف تمحو ما كتبته ولن يكون له أثر.. وكتبت على الصخر لان الزمن والعقود من السنين مهما مرت.. ومهما كانت الأعاصير والرياح فإنها ستبقى على الصخر إلى ما شاء الله.

كم أعجبتني هذه القصة حتى أنها علقت في ذهني وإن كنت مررت على سطورها مرورا سريعا قارئا منها سطرا مخلفا أسطرا.. ووجدت فيها مغزى عميقا.. فكم اختلفنا.. وكم تصارعنا وكم كان لنا بين الحسنات.. والسيئات، ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (إن الحسنات تذهبن السيئات)، أو بهذا المعنى.

خذوا عبرة من هذه القصة التي وجدت أنها مناسبة اليوم فلربما تدارك الأمر أولئك الذين (لطموا) الجنوبيين في 1994م لـ (يطموا) بعد (اللطمة) ثرواتهم وإيراداتهم ووظائفهم وإقصائهم وتسريحهم ونهب أراضيهم و(طمس) ثقافة أخلاقية تربوا عليها.

وأعتقد أنهم لو عملوا بعد (اللطمة) ما فعله الصديق (اللاطم) مع صديقه.. لكانت (لطمة) 1994م ستطمس من الذاكرة وسيمحوها

الزمن لكن (لطمة) 1994م زادت (اللاطم) لطما وصفعا أفظع من (اللطمة) الأولى ولم يفعل ما يطمس لطمته.

مؤتمر الحوار الوطني.. إن أراد (اللاطم) و(اللاطمون) أن تطمس وتمحو (لطمة) 1994م وما تلتها من لطمات فإن على المؤتمر أن (ينقذ) الجنوب من (الغرق) حتى يدون لهذا المؤتمر وللمشاركين عبارة تقول :(في هذا اليوم وفي هذا العام أنقذني (المؤتمر) والمشاركون فيه من الغرق).. ما لم فإن الجنوب والجنوبيين سيأخذون بحقهم ولن يبقوا (ملطومين) أكثر مما قد نالوه من (اللطم) وناله وطنهم من (الطم) والنهب.. وإلى هنا أتوقف مختصرا رحلة الجنوب مع جاره الشمال منذ 23 عاما.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص