آخر تحديث :الثلاثاء 14 مايو 2024 - الساعة:11:59:24
عـدن..الوكيـل الله!..
ياسر الأعسم

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

 شهادتنا في (عدن) مجروحة..فهذه المدينة التي دخلوها ياربي كما خلقتني نكرة ،وعلى (الزيرو) ، ووطئتها اقدامهم حفاة يجرون خلفهم شظف العيش ،وماضي تعيس،فصنعوا فيها (هيلمان) لم يحلموا به ، واصبحوا قيادات سياسية وعسكرية ،و شخصيات اجتماعية ،ورجال اعمال يتمتعون بسلطة ،ونفوذ ،وقرار !..فمن لم يجدوا له مكان في محافظته،وقريته (شخطوا) امر بتوكيله ،واصدروا قرار بتعيينه مسؤول عليها،و كل يد بطالة  امست في (عدن) دولة !..

(عدن) الموعودة بصيف ساخن سيزيد من حجم معاناتها، وفي ظل ما تشهد من انقطاعات مستمرة للكهرباء نتيجة  العجز المزمن في الطاقة الكهربائية ،وضعف الرجل الباكي الذي لايدري ..كشفت صحيفة (الامناء) في عدد الاسبوع الماضي عن اسماء مسؤولين  يملكون قصور ،وفلل ضخمة فيها ،ومع هذا لا يسددون فاتورة الكهرباء منذ اشهر ،وبلغت مديونياتهم ملايين الريالات!..

لا يختلف احد بان تسديد الفواتير مصلحة عامة، ولكن قد نجد بعض العذر للمواطن البسيط الذي بالكاد يجد ما يسد به رمقه و اطفاله ،وتضطره الظروف الى التخلف عن الدفع ،او المخاطرة بحياته ،و (تجليب) الكهرباء مباشرة من الاعمدة الرئيسية ، ولكن ان(يتكلع) مسؤول  فاتورة الكهرباء ،و يعيش عالة على المحافظة التي لحم اكتافه ، وعظم (اضلاعه) من خيرها.. هذا امر مثير للسخرية ،و المرارة يتعسر علينا هضمه !..لو كنت محلهم لقبلت ترابها ذرة ذرة الف مرة..

 تضم الدفعة الاولى اسماء متنفذين بعضهم رحل بعد ان امن مستقبل اولاده ،واحفاده ،و(لهط)حتى (نكعت) كرشه من سرواله ، والبعض الاخر مازال (جشعه) يرزح على صدرها،و اشبه بمسمار في نعشها،  مثل ( الوكيل)  المتعدد المواهب، و الاستخدامات ،والذي اكبر مآثره تدشين مهرجان،وقص شريط مشروع !..فهذا (الخبير)الذي احضرته الشريعية (جيعان هفتان) ،ومن امثاله كثير(ترندعوا) في (عدن)،واصبحوا (متنفذين) يملكون في كل مخطط (بقعة) ،وفي كل (زغط) فلة ،وعمارة ،وفي كل شارع فندق ،وفي كل ركن سوبر ماركت !..فهولا الذين نزلوا في (هندول) جمهورية الوحدة لهم الحق ان يسكنوا على هضبة (المعاشيق) ،وساحل (أبين) حيث البحر والرملة والنسيم العليل ، واما نحن ابنائها الذين (طحسنا) في (زنيبل) الانفصال ذروة احلامنا ان نحشر عشرة في (عشة)،او قبر في(ابو حربه) خير وبركة !..

الوطن الكحيان للجميع ، والوحدة المباركة لهم ..(15) منشاءة ومصنع و مؤسسة ، واراضي على امتداد البصر في (عدن) وحدها (تابطها) حمران العيون بالمجان ،و(12) مرافق وفنادق سياحية (كلفتوها ) بعقود صورية ،والثوري نبيل الفقية شاهد زورعلى هذه الصفقة !..هذه هي حكمة الاعتصام بالحبل ،والموت لكل من يحاول تمزيقه او يطالب بفكه!..ان من عاثوا فسادا في (الجنوب) ،وغرزوا شوكتهم في جنب (عدن) اخر ما نتوقعه ان تغشاهم السكينة ،ويشاطرونها اوجاعها و احزانها ،ويحفظوا معروفها ،ويردوا لها الجميل!..

 بالمدرعة و الفتوى والجنبية .. جميعهم من اكبر(نخاط) الى اصغر(مهنجم) شاركوا في نهب (عدن) ، وخصخصت (الجنوب)، وحتى (هلالهم) الوديع طلع (هبار) من (الباسطين) !.. الامر المخجل ان النهب لم يقتصر فقط على الفاتحين، فمع الاسـف ان كثير من الجنوبيين (تدحبشوا)،وابترعوا مع (الثعابين) ،وللاسف ايضا ان اشطرهم كان مجرد (سمسار)،وعين في راس (شيخ) او ذنب خلف (افندم) ،و(الفهلوي)  منهم كان نصيبه من (المغنم) فتات الموائد ،ولعق (الصحون)!..

تحت كل حجر وكيل ،و(عدن) وكيلها الله ..عشرون عاما ،و الصيف يتعاقب على هذه المدينة ،ويكوي سعيره شوارعها ،و يسخ لهيبه جلدها ، ويرتفع صراخ اطفالها ، وانين عجزتها ،ودعاء و تضرع نسائها ،و حسرت رجالها ،ويتكحل لليلها بالسواد..عشرون عاما من التمني تحت سقف (الوحدة) ،و تلوك سياستهم شعارات المنجزات العظيمة ،وفي الاخير نكتشف ان اهم مشروع في مجال الطاقة كان ربط (محطة الحسوة) بـ (صنعاء) ليرسخوا بالمركزية روابط (الوحدة)!.. هذه الوطنية ولا (بلاش)!..وكان على الجنوبيين وحدهم السير في دربها حتى على عكازين ،وان يتعلموا ان الاوطان تستحق التضحية !..

لم يكن الموطن الجنوبي يعيش في المدينة الفاضلة ،ولكن بعد ان اكتوينا بنار (وحدتهم) ..عاودنا الحنين لشطرنا الاول ، وبرغم كل سلبيات (الشمولية) شعرنا باننا كنا نعيش في جنة ،وفرطنا بنعيمها !..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص