آخر تحديث :الثلاثاء 14 مايو 2024 - الساعة:00:44:00
وفي عدن يحاوروننا أيضا
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

رغم أن لا ضرورة إطلاقا تستدعي وجود العربات المصفحة في شوارع عدن فإن تلك المدرعات تمارس استعراضها المعهود في شوارع المدينة يطلقون الأعيرة النارية بمختلف الاتجاهات كل يوم ينتهي بشهداء وجرحى جدد .. أطفال لا تتعدى أعمار بعضهم الخامسة عشرة من العمر.. يجدون أنفسهم في قبضة القوات المهاجمة التي تطلق النار كما لو أنها في نزهة صيد العصافير في حواري المدينة التي يركض فيها الناس خوفا من الطلقات النارية المصوبة بكل اتجاه, اختناقات متعددة جراء كثافة استخدام الغاز رغم أن لا تجمعات بشرية تذكر حتى تطلق عليها قنابل الغاز التي لم يكتف الأشاوس برميها على شوارع المدينة أوصلوها إلى المنازل وسطوح البنايات .

عدن تنهض في صباحاتها الباكرة لتجد نفسها في قبضة العسكر الموجودين في أرجائها.

بعد ساعات من الهرج والمرج في شوارع المدينة تكون رصاصاتهم قد أردت من أردت قتيلا, بعدها تختفي العربات المدرعة، ربما ليذهب من مارسوا بشاعة القتل لمضغ أوراق القات بسادية مفرطة ومشاعر ميتة.. وعندما تشيع المدينة قتلاها إلى مثواهم الأخير تقف حامية جند مدججة بمختلف أنواع الأسلحة على مشارف حقات وفي منزل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض من على تلك القمة التي تطل على أضرحة الموتى والشهداء.. تسمع زخات الدوشكا باتجاه المشيعين كما لو أنها تريد أن تذكر الجميع أن قائمة من تختطفهم تلك القوات عبر رصاصات الموت ليست الأولى ولا الاخيرة.

من على تلك القمة تتم مفاجأة الأهالي بلغة البارود الحوارية المألوفة في الجنوب بصفة عامة.. وعلى الناحية الأخرى وفي عاصمة اليمن قاعة الحوار التي زعموا أنها تؤسس لعهد جديد ودولة عصرية حديثة.

وبعد كل ما هو منقول من صراخ المتحاورين  غير المتجانسين أصلا إلا فيما يتعلق بلحظة أخذ الأجر اليومي لهذا المجهود الشاق الذي يبذل في قاعة حوار لا تبدو معالم بداياتها على أنها قادرة على تجاوز حالات الاختلالات العميقة في سيرها أو حماية مساحتها المخترقة من مشايخ القبائل بسطوتهم وقدرتهم على تحويل مشهد الحوار إلى احتفالية بائسة لا تتخطى مكان الانعقاد في أحسن الحالات.. فلا الهيئة أنجرت ولا بمقدورهم إنجازها كل شيء عاد إلى سابق عهده وما على المتحاورين الأشداء إلا خوض غمار معركتهم مع واقع يكرر نفسه ولا شيء أكثر من ذلك أما أم القضايا كما يعتبرونها، فعلى المشاركين إلقاء خطبهم في متنفس الهارد بارك الشهير لتضيع بعد ثوان خطبهم الحماسية في أرجاء عاصمة الأسرار والسراب والآمال الضائعة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص