- طارق صالح يحتفل بذكرى 26 سبتمبر دون صور للعليمي
- حملة رقابة وتفتيش على الفنادق والمنشآت السياحية بالمكلا
- اختتام دورة تدريبية لرواد الأعمال والباحثين عن عمل في "العادات الـ7" بالمكلا
- عبد الملك الحوثي : الشمال حق (جدي) والجنوب سأستعيده
- (بن مبارك) في محاولة أخيرة لإقناع مأرب بتوريد الأموال
- المجلس الرئاسي يتفاخر بإنجاز فرن (كدم) في معاشيق بعدن
- منظمة دولية تطالب بإعادة النظر في اتفاقية الوحدة اليمنية "وثيقة"
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يستعرض دلالات تصريح المبعوث الأمريكي بأن واشنطن لا تريد العودة إلى الحرب ولو مؤقتًا
- الجماهير تعزف سيمفونية السلام في عاصمة المحبة والوئام ..الانتقالي يعيد للرياضة في الجنوب مكانتها
- تقرير : زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى أمريكا.. نقلة نوعية في قضية الجنوب وتعزيز للعلاقات الدولية
الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يتابع الناس، هذه الأيام، جلسات مؤتمر الحوار باهتمام ذكرني بمتابعة جلسات مجلس النواب ما بعد الوحدة؛ حيث كان "يُخزن" الكثير وهم يشاهدون جسات برلمان دولة الوحدة.
ما بعد قيام الوحدة لم يكن اهتمام الناس بمتابعة جلسات البرلمان اهتماماً بهامش الحرية، الذي أتاحته الديمقراطية؛ بل كان اهتماماً بحالة عامة، نقلت السياسة، بكل مدلولاتها وامتيازاتها، من النشاط السري والسلطوي إلى المجال العام.
حينها لعب الدكتور ياسين سعيد نعمان دوراً رئيسياً في الحيوية التي ظهر عليها برلمان دولة الوحدة؛ إذ تجلى حضوره الإنساني والسياسي خلال رئاسته لبرلمان الفترة الانتقالية؛ باعتباره المستقبل الذي حلم به اليمنيون. كان يرتدي نظارة و"بدلة سفاري" بسيطة، ويدير الجلسات بحزم مطبوع بوطنية صادقة ومحفزة. وإلى مشاعر الحماسة الوطنية، التي دفعتها الوحدة إلى السطح، تجلى الدكتور ياسين حينها باعتباره الهوية التي حلم أغلب اليمنيين أن يجري تقديمهم للعالم بها.
يومها تجلت السياسة كما لو أنها تسير نحو تغيير الواقع الاجتماعي والخيارات الوطنية، غير أن الإحباط تسرب إلى الناس عندما أدركوا، ما بعد انتخابات 93، ثم بشكل أكبر ما بعد حرب صيف 94، أن السياسة، وبالتالي الديمقراطية ككل، التي منحتهم إياها دولة الوحدة كانت مجرد عملية تحايل. وقد عكس الإحباط نفسه على شكل عملية نفور عامة من جلسات مجلس النواب، وسخرية منها ومن السياسة والديمقراطية ككل.
اليوم أعاد مؤتمر الحوار الوطني إشراك الناس العاديين في السياسة، بروح وطنية مدركة لعملية التحول التي تعيشها البلاد، كما فعلت قبل ذلك دولة الوحدة، ثم ثورة الشباب. بيد أن ذلك يترافق، اليوم، مع حالة تيئيس واسعة. كيف يمكن لمؤتمر الحوار الوطني أن ينجو من مأزق الديمقراطية والبرلمان؟
بكل تأكيد سيكون مؤتمر الحوار مفصلياً في حياة اليمنيين، كبشر وكجغرافيا؛ إذ سيجري فيه إعادة النظر في شكل الدولة، وإنجاز دستور جديد. حتى الآن لم تتمكن، كما يبدو، القوى التقليدية من السيطرة على المؤتمر؛ غير أنها مازالت صاحبة التأثير الحاسم والقوي في الميدان، وهذا يجعل من أعضاء المؤتمر أمام تحد حقيقي لتحويل جلساتهم العامة إلى سلطة للحشد والتأثير، بما يخلق اصطفافاً وطنياً يجمع القوى والفئات الوطنية، صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير.