آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:11:50:18
الوحدة أو الكفر
عبدالناصر النقيب

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

استمرار للنهج التكفيري الذي يمارسه بعض ممن يسمي نفسه شيخ علم أو إمام أو البعض المنتسبين إلى العلم ممن يدعون بأنهم مصلحي الأمة والأكثر حرصا عليها، نسمع ما بين الجينة والأخرى فتاوى أو دعوات تكفيرية باطلة وظالمة بعيدة كل البعد عن صلاح الأمة وسلامتها ولا علاقة لها بديننا الإسلامي الحنيف.

إن كل ما يقومون به أو يدعون إليه هو تكريس وإشاعة الفكر التكفيري بين الناس والدعوة إلى الإرهاب وقتل النفس واخذ ممتلكاتهم بالباطل بسبب خلافات سياسية بحتة لا علاقة لها بالدين.أين هؤلا من  مبدأ السماحة بين الناس وإشاعة فكر التعايش السلمي والتآخي سواء كان ذلك بين الإفراد أو بين الأمم وإرجاع الحقوق لأهلها التي  يدعو لها الإسلام الحق. وإن ما يقوم به هؤلا من التدخل بعقائد الناس وإخراجهم عن ملتهم ليس قلة في العلم وإنما استرزاق رخيص لا يقبله عاقل.  

أنا لست بعالم دين ولا شيخ علم ولا حتى إمام مسجد ولكني بمعرفتي البسيطة بأمور الدين والإسلام وبالفطرة التي فطرت فيها كغيري  من المسلمين عامة في كل بقاع الأرض ومن ابنا الجنوب خاصة  (فطرة الإسلام) التي لا يمكن لأحد إن ينكرها إلا زنديق لا يفقه في الإسلام شيئا وامتهن الدين لإغراض سياسية ودنيوية أدرك تماما إن الأمر لله تعالى وحده وهو القائل (وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) الكهف:  26 .كما أدرك بأنه لا يجوز لأحد إن يكفر شخصا يشهد بان “لا اله إلا الله وان محمد رسول الله”. أدرك  إن الحديث في مسالة الانتماء للإسلام أو عدمه أو التكفير أمر خطير جدا  قد حذر العلماء من مغبة الخوض فيه لأنه قد يحدث دمار للأمة ويقود  إلى فتنة مهلكة، قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني دمه وماله إلا بحقه وحسابه على الله) متفق عليه وفي رواية (حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به). وقال صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) متفق عليه.وفي صحيحي البخاري (6104) ومسلم (60) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَد بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ) وفي رواية : ( إِن كَانَ كَمَا قَالَ ، وَإِلاَّ رَجَعَتْ عليه). إذا فالسؤال هنا- الم يخلق ابنا الجنوب بفطرة الإسلام –الم يشهدوا بان لا الله إلا الله وان محمد رسول الله- الم يقيموا كل الشعائر الإسلامية-الم يؤدون كل أركان الإسلام؟؟؟؟؟؟ هل يضن هؤلا بان الدين هو الوحدة فقط ومن رفضها فقد كفر-فوالله انه الجهل بالإسلام الذي انزل على محمد عليه الصلاة والسلام.  ماذا نقول لهؤلئك الذين يطربوننا ما بين كل حينة وأخرى بفتوى أو دعوة ظالمة ذات نوازع سياسية ودنيوية سواء كان ذلك ضد ابنا الجنوب المسلمين المقيمين لكل شرائع الدين الإسلامي أو غيرهم؟ أنهم يتحدثون عن الوحدة وكأنها احد أركان الإسلام أو كأنها الإسلام نفسه ورفضها هو كفر وخروج عن الإسلام.

يدعون بأنهم يدافعون عن الوحدة وهم في الوقت نفسه يدعون إلى القبيلة ويدافعون عن الشيخ ويجعلونه حاكما-إذا فأين الوحدة التي يدعون إليها  ويكفرون امة محمد من اجلها- هل هي وحدة القبيلة التي لا زالت تعشش في رؤؤسهم أم وحدة الدولتين التي هم من مكث بعهودها وقضوا عليها وحولها إلى تمزق وقتل ونهب- إذا هل هذه الفتوى خاصة بابنا الجنوب (خصوصي) أم عامة لكل الأمة الإسلامية وما يقال عن ابنا الجنوب يقال عن بقية المسلمين في الدول الأخرى -إذا قياسا ووفقا لما ينطق به مثل هؤلا فالمصرين والسوريون قد كفروا عندما رفضوا الوحدة التي أقيمت بينهما-ليس هذا فقط  فلندعو إلى وحدة عربية إسلامية فهل يعني رفضها هو الكفر بعينه-إذا هل كفرت الأمة كلها ولم يبقى في الإسلام إلا……..يبدو إنهم قد نسوا أو تناسوا الآية الكريمة ” قال تعالى: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرًٌ (.” الحجرات 13.فالسؤال هنا هل وصل بهم الحال إلى ربط الكفر والتكفير بالوحدة  فجعلتهم يرون الحقَّ باطلاً، والباطل حقاً.اللهم أدرى عنا فتنة ما ينادي به هؤلا- اللهم انصرنا على القوم الظالمين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص