آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:05:36:39
شوية جِـن ؟!
فكري قاسم

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

- تخيلوا مثلا لو أن لدى قصر الرئاسة إحساساً بالجمال . هل سيكون التلفاز الرسمي كئيبا إلى هذا الحد ؟ تخيلوا لو أن في مقرات الأحزاب السياسية قاعات عرض مسرحي ولديهم مكتبة سينمائية، فكري قاسم -

تخيلوا مثلا لو أن لدى قصر الرئاسة إحساساً بالجمال . هل سيكون التلفاز الرسمي كئيبا إلى هذا الحد ؟

تخيلوا لو أن في مقرات الأحزاب السياسية قاعات عرض مسرحي ولديهم مكتبة سينمائية، ويقدمون لأعضائهم مابين الفينة والأخرى دورات تدريبية في الموسيقى والرسم، هل سنسمع خطابا كريها أو سنظل نشعر بهذا الدواخ المستمر حيال تلك القيادات الحزبية المحنطة تماما كالتماثيل .

تخيلوا لو أن الحوثيين خاضوا حروبهم الست من أجل افتقار صعدة إلى خدمات صحية، وأن القيادات العسكرية التي حاربتهم وشردتهم فعلت ذلك لأن الحوثي تساهل مع إحراق اليمنيين على الحدود، هل كان سعر اليمني سيصبح لدى دول المنطقة رخيصاً إلى هذا الحد ؟!

تخيلوا لو أن حزب الإصلاح استأثر على الساحات ليحيلها إلى حدائق عامة ومتنزهات، وأن السلفيين يحاولون الاستئثار على المساجد ليضربوا نموذجا في مسألة أن النظافة من الإيمان، إذ أنه من المعيب جدا أن نظل في كل يوم نستمع إلى خطب وعظية عن الكفار ورائحة الحمامات تضرب الأنوف بالقرف .

تخيلوا أن خطباء المساجد وعلماء الدين يصعدون إلى المنابر في كل يوم وكل جمعة وهم يهتفون في مريديهم :اهدوا الورد إلى من تحبون..اتقوا الله وانبذوا العنف والسلاح» هل كان سينتقص منهم شيئاً لو أنه فعل ذلك..؟ على العكس، كل الذي كان سينقص عدد المتزمتين الذين أحالوا الحياة إلى شعوذة وأحزمة ناسفة .

تخيلوا لو أن حراك المحافظات الجنوبية يطالب بالانفصال عن كل رموز النظام السابق الذين نهبوا الأرض وعطلوا القوانين المدنية واستبدلوها بالجنابي وبـ «البرع» وبأعراف المُحدّعش وثيران الهجر.

تخيلوا لو أن أحزاب المشترك تخصص شهراً واحداً تعتصم فيه بالساحات للمطالبة ببناء مدينة طبية بكامل جاهزيتها رحمة بالمواطنين اليمنيين المبعثرين في مطارات القاهرة وعمان . وأن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف يخوضون صراعهم السياسي من أجل التعليم والماء والكهرباء ويدفعون بأنصارهم إلى ميدان السبعين مطالبين بمنع حمل السلاح بغية الاحتفال بميلاد يمن متحضر وجديد .

تخيلوا لو أن البرلمان اليمني - وهو أطول برلمان في التاريخ بالمناسبة- يفكر مرة بجمال ويكلف أعضاءه بأن يقوم كل نائب منهم بزراعة 100 شجرة في محيط دائرته الانتخابية.. ياسلااام، سيصير لدينا خلال سنة واحدة 33110 شجرة في 301 دائرة انتخابية . وإذا ضربنا عدد تلك الأشجار في أربع سنوات، سيستحق رئيس البرلمان ونوابه أن يتنافسوا

حول من يستحق أن يكون بالفعل بطل فيلم «أبي فوق الشجرة».

تخيلوا لو أن كل أطراف اللعبة السياسية في البلد يحبون البلد على ذلك النحو المثمر والجميل، هل سيغدو حالنا معصوداً وكئيباً ومقرفاً ومقلقاً إلى هذا الحد ؟ لا طبعا . لكن ما العمل حينما تتقاذف بلاد بأكملها أيادي شوية جن ؟ .......... سرحة الجن !؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص