آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:11:50:18
الحوار السياحي
د. محمد عبدالملك المتوكل

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

تساءل الكثيرون عن الحكمة في توسيع عدد المتحاورين رغم أن معظمهم ينتمون إلى أحزاب وهيئات يفترض أن الفرد في كل منها يمثل مجموعة حزبه أو هيئته، فهل يدل ذلك على أن الأعضاء داخل الأحزاب والهيئات لا يثقون في قياداتهم، ولا في بعضهم البعض، لأنه لا مبرر لزيادة الأعداد، فالنتائج لا يحكمها التصويت، وإنما هي محكومة بالتوافق، أم أن الهدف من تضخيم العدد هو الامتثال للقول "رحم الله امرأً أرانا من نفسه قوة"، قد يكون المصروف اليومي هو المحفز لإرضاء الأعضاء، وحماية القيادات من تهمة التفرد بالفائدة، مما يجعل أعضاء الحزب أو الهيئة يرفضون كل ما تقره قياداتهم.

هكذا تحول مؤتمر الحوار إلى مشروع سياحي؛ فندق موفنبيك هو المكان المناسب لاستقبال المتحاورين السياحيين، وبالتالي تم استبعاد قاعة جمال عبدالناصر في جامعة صنعاء، وحتى لا يضايق طلبة الجامعة سواح الحوار، ولا يضايق اسم القاعة من يدعم الحوار.

المتابع لحوارات المؤتمرين والترتيبات المعدة لهم، وطريقة حوارهم وحركاتهم، وتعدد ملابسهم، يشعر المتابع أن المخرج كان يدرك أنهم سوف ينسجمون في الجو، وبالتالي لن يضيقوا إذا طال حوارهم 6 أشهر أو يزيد، والنهاية سوف يقبلون ما أعد لهم من قبل المخططين المحليين والإقليميين والدوليين، وتحت شعار من تزوج أمنا كان عمنا. وحينها لا داعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، وجيش وطني، وقضاء مستقل، ودستور حضاري، ومن تعرفه خير ممن لا تعرفه، وقد قيل قبل ذلك جني تعرفه ولا إنسي تتعرف عليه.

الإخوة المتحاورون إناثا وذكورا، ركزوا على بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، لكي تظفروا بوطن لائق لكم ولأولادكم ولشعبكم، وكل قضايا التخلف الشمالية والجنوبية النسائية والشبابية، سوف تحل حتما لأنها هي نتاج حكم غير رشيد، وبدون ذلك سوف تخسرون أسرتكم وشعبكم ووطنكم ورضا الله. وصدق الله القائل: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص