- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- العميد الوالي يستقبل رئيس عمليات المجلس الانتقالي ومدير عمليات العاصمة عدن
- بتوجيه من المحافظ لملس .. صرف 220 مليون ريال للمعلمين في العاصمة عدن
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف حقيقة الأوضاع في وادي حضرموت وآخر تطورات جريمة قتل الجنود السعوديين
- المعلمون للشهر الثاني بلا مرتبات وسط تحركات تصعيدية كبرى
- إدارة ترامب تتواصل مع مسؤولين يمنيين للحرب ضد للحوثي
- تقرير لـ"الأمناء" : المنازعات الإدارية على الحدود الفاصلة بين لحج وعدن وآثارها السلبية على تدهـور الخدمات المقدمة للمواطنين ..
- مشاريع تنمـوية في مديرية المضاربة ورأس العارة بلحج وتدخـل صيني بمـجال الكهـرباء.
- الهيئة المجتمعية للانتقالي تثمن دور الاتحاد الجنوبي للشفافية
- اغتيال شيخ قبلي بارز بصنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
كثيرة هي الموضوعات التي تندرج تحت هذا العنوان ، سأختار من بينها اليوم ، موضوعاً اجتماعياً فكرياً ثقافياً في الآن نفسه ، ربما لأن الواقع الفكري الثقافي من وجهة نظري هو الذي ينعكس على الواقع الاجتماعي .
بمعنى أن الثقافة التي تربى عليها آباؤنا وأجدادنا عكسوها على الواقع الاجتماعي ،فأصبحت بعض الموضوعات تقليداً اجتماعياً لم يسرِ على الأجداد والآباء فقط، بل انتقل إلى الأبناء حتى شكّل واقعهم ثقافياً واجتماعياً ، وأتذكر في هذا الصدد أنني درّست بعض الطلاب من محافظات مأرب وذمار في دبلوم بعد الثانوية ، وكنت أنبه جميع الطلاب في الاختبارات بأنني إذا رأيت أحداً يغش فسأمزق ورقة اختباره ، ولن أعيد اختباره مهما يكن ، فحدث أن غش أحد الطلاب من هذه المناطق ، فنبهته مرتين لكنه تمادى وفي الثالثة أخذت ورقته ومزقتها ، وبعد انتهاء المحاضرة أتى إليّ أحد أصدقائه من المنطقة نفسها ، وقال لي:( يا أستاذة جاه الله عليك صاحبي )ورمى بالملزمة التي بيده على الطاولة إلى أمامي ، فقلت له :ما المطلوب مني ، فشرح لي أن هذا يُعتبر ( وصلاً أو قصداً ) ويحدث هذا الأمر في منطقتهم حتى لو قُتل قتيل لهم وعملوا هذا الشيء فإنه يكون أمراً مقبولاً ، فقلت له والذي لم يقبل بماذا تصفونه ، فقال لي الذي ما يقبل ( ما هو برجال ) فقلت له ممازحة: الحمد لله ( ماني برجال ) ، ثم فهمته بأن هذه الأمور تعودت أنت عليها في قبيلتك أو في قريتك ، وتقبلون بها جميعاً في نطاق قبيلتكم ، لكنني هنا لا أستطيع القبول بمثل هذه الأمور ، ولو قبلت بها فإنني أؤسس لنقل العُرف القبلي إلى مؤسسة مدنية ، وبهذا سأجني على التعليم خاصة وعلى المدنية عامة ، وقلت له : كل ما أستطيع فعله هو أنني سأعامل صاحبك كبقية الطلاب الذين يغشون ، ولن أعمل غير ذلك .
ما حدث أن الموضوع تكرر ومن الطالب الذي أتى للوساطة ، ولكن ليس بالغش هذه المرة ، ولكن لأن مستواه ضعيف ويريد مني أن أرفعه بالدرجات، فرمى لي هذه المرة بـ( الغترة ) ويرى هذه الرمية كبيرة جداً، فالرمي بالغترة على حد قوله يختلف عن الرمي بأي شيء آخر في وجه من يريد وصله . ففهمته أيضاً أنني لا أستطيع أن أطبق عادات القبيلة في مؤسسة مدنية ، وأن عليه أن يتعود على المدنية وألا يكتفي من المدنية بقشورها الشكلية التي لا تخرج عن ارتداء الجنز ولبس «التي شيرت» أو ارتداء البذلة وربطة العنق والنظارة الشمسية والسيارة بزجاجات عاكسة . المدنية يا أخي الصغير دولة العدالة والقانون التي تساوي بين الجميع باختلاف مستوياتهم الطبقية وأجناسهم و.....و....
يؤلمني جداً أن طلابي ليسوا إلا أنموذجاً لكثير ممن يمتلكون مفاصل مهمة في الدولة ومازالوا يهدرون دماء المواشي ( الأبقار والأغنام ) على بلاط المؤسسات المدنية وأبواب الوزارات ودواوين المسؤولين وعلى أوراق المعاملات.