آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:14:07:11
بعد بيان مجلس الأمن ..البيض قائدا ورمزا
ثريا منقوش

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

حل مجلس الأمن نفسه، ووضع كل مستلزماته على الرف، فلربما أتى الوقت لوضعه في مزبلة التاريخ ، فقد انتهت صلاحيته ومرحلته، كما انتهت في يوم ما عصبة الأمم المتحدة، وهذه سنة الحياة، لكل شيء نهاية، ومجلس الأمن دنا أجله، وقد بدأ عده العكسي، منذ أن تولى هذا الأمين أمانته، فبالله عليكم هل يستطيع أحد أن يذكرني بموقف واحد فقط إيجابي لهذا الأمين، إنه لا يستطيع حتى أن يصدر بيان يشجب لما يحدث في فلسطين، في الصحراء الغربية، أما قضية الجنوب فقد ازداد موقفه تعاسة، هو لم يأت إلا ليحوش له "زايد ناقص"وليلحق توزيع الملايين والمليارات النفطية قبل أن تنضب وستنضب بإذن الله تعالى، لأنها لم تستخدم لإشباع البطون الخاوية، ولا لنهضة شعوبنا العربية، ولا لنشر دين الله في الوحدانية والتوحيد، فابشروا برجع النقمة عليكم، يا أصحاب النعمة التي ما أضحت غير نقمة بعد أن عجزتم عن إدراكها كنعمة، سيزلزل الله الأرض من تحت أقدامكم، أنتم ومصاصي دماء الشعوب والبشر، وسيرمي بشواظيه عليكم قريبا بإذنه تعالى بل وأقرب مما تتصورون.

نحن شعب مظلوم، ومعنا رئيسنا علي سالم البيض، بعد موقفكم البليد والمتآمر نقول سنقف خلفه جميعنا، ومن يدريكم أن موقفكم هذا يعجل بزوال هذا المجلس الذي فاحت ريحه النتنة، ومن يدريكم فلعله يتشظى، ومن يدريكم فقد تكونون خلقتم من علي سالم البيض زعيما أمميا، يمثل كل المظلومين في العالم، لأنه يمثل مظلومي المدينة المختارة من الله تبارك وتعالى ورسله لأن تكون مدينة المستقبل المقدسة، من يدريكم فقد تنقلب كل الأمور رأسا على عقب لأنكم لو تعقلون وتبصرون لأدركتم أن الكون يرج وكأنه من منخل، وأنه مقدم على مرحلة أخرى مغايرة تماما لما هو كائن، وأن الله عز وجل يدفع بالأمور لميلاد جديد، وإلا ماذا يعني أن توضع قضية شعب مقهور فوق رف النسيان، ويوضع رئيس مقهور كشعبه، ولا ناقة له ولا جمل في صراع الأئمة المتصارعين والمتقاتلين في صنعاء غير أن الله يستولد من الواقع واقعا مغايرا، كنا نحسب أن "فريستاين" له الكلمة العليا هنا في اليمن، أي أنه شيخ مشايخ صنعاء, ولم نكن نعلم أنه أمير أمراء دول النفط، بل وزعيم زعماء مجلس الأمن المهترئ، ومن حقه أن يكون كذا إن وضعناه بجانب الجرذ الضاحك "بان كي مون"، أما علي سالم البيض فهو الآن مناضل وزعيم وقائد، وعلينا جميعا أن نلتف حوله لنزيده صلابة وقوة، وعلى كل القيادات الجنوبية المتشرذمة أن تلتف حوله، كما التف حوله شعبنا في الجنوب، لا قيادة إلا قيادته مادام صلبا، فضعوا أيديكم في يده لتنتصر قضيتنا فلم يعودوا يخيفوننا, حتى لو صنعنا جمهورية كجمهورية أرض الصومال المستقلة المتحررة وأهلها يعيشون في امان على عكس بقية الصومال الذين ارتهنوا إرادتهم للغير.

لا يعنينا مجلس الأمن ولا قراراته الجائرة, نحن أصحاب هذه الأرض، سنعلن دولتنا، وسنأخذ أرضنا التي سلبوها بالخديعة منا، وسنضع أيدينا على ثروات أرضنا، وسنسترد كرامتنا وهويتنا التي اعتدوا عليها وجرحوها، وسينصرنا الله تبارك وتعالى لأننا أصحاب الحق ولا خوف علينا، ولنضع مرتكزات دولتنا الأمنية فقد آن الأوان ولنخطو الخطوة الأولى، وسيأتون جميعا إلينا حتى شيخ مشايخ صنعاء "فرستاين المبجل" سيعرف حينها من نحن، سنغير كل المعادلة التي يريدون أن يفرضوها في الوطن العربي، بأموال نفطه، فيا أمراء النفط هذه ليست ثروتكم إنها ثروة إنسان هذه المنطقة المقهور المحتاج في الجزيرة واليمن وسوريا والعراق ومصر الخ.

وأقول لكم راجعوا حساباتكم فإن السماء لن ترحمكم، وإن هذه الشعوب التي تريدون أن تحولوها إلى شعوب مقعدة بائسة، تعتدون عليها كلما استمزجتم ذلك، وكما حدث بالأمس في مسيرات يوم الكرامة، حيث قتلوا وجرحوا العشرات من الشباب من دون وجه حق سوى أنهم يريدون أن يفرضوا إرادتهم بعد أن استعرضوا قوتهم بالدبابات والمدرعات عند شباب أعزل لا يملكون سوى إرادتهم العظيمة في قلوبهم, عليهم أن يعلموا أن هذه الساحة ليست ساحتهم، والجنوب هو ملك أهله أولا وأخيرا، والوحدة إن كانت صادقة وحقيقية لا تأتي إلا بالدرجة الثانية وإن كان وزير الدفاع أو رئيس الوزراء أو حتى الرئيس هادي ولا أتصور ذلك قد سمحوا بارتكاب حتى الجرائم وأطاعوا الاسفاح أقصد "الإصلاح" بأن يجرجرهم لقتل أهلهم في عدن ومدن الجنوب، فإننا نقول لهم إن هذه المدينة غرّبت شمس الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس كما يقولون، اقنعوا  من هذه المدينة، وارحلوا عنا, فبقدر ما هي مدينة محبة لكل الناس, ومحتضنة كل من أتى إليها طالبا رزقا ووجاهة, بقدر ما ترفض كل من يريد أن يتعنجه عليها، وعلى أهلها, لا مكان لأي متكبر أو عنجهي فيها، فإن لم تستطيعوا أن تتواضعوا وتحبوها، فاتركوها وانصرفوا، فإننا قادرون بإرادة الله أن نأتي بالمعجزات، وقادرون على إخراج أعظم مستعمر أو محتل, فكل واحد منا هو فدائي, وننصحكم ألا تقطعوا أواصر القربى والمجورة بيننا وبينكم، وندعو كل من تبقى من الجنوبيين في صنعاء أن يعودوا إلى أهلهم وأرضهم وذويهم, وأحب أن أذكر الرئيس هادي, وهو يعلم ذلك, أننا حين أردنا بمشيئة إلاهية أن نخرج الإنجليز، فإننا أخرجناهم ونحن عزل إلا من مسدسين عظيمين تاريخيين، لأن من كان يقاتل الإنجليز هم "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، ونحن الآن بمثل صدقهم إن لم نبزهم صدقا، فارحلوا عنا وخذوا معكم من نصبتموه محافظا على عدن. من قلبي أقولها، والله على ما أقول شهيد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص