آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:11:15:52
حفلة دم ...!
صلاح السقلدي

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

العميد صادق حيد :( اللجنة الأمنية بعدن كانت قد اتخذت قرارا يقضي بمنع إقامة أي فعالية جماهيرية  في ساحة العروض بعد فعالية الحراك الجنوبي التي نظمها الحراك الجنوبي مؤخرا  في الساحة).هكذا يقول مدير أمن عدن ليقطع الشك باليقين من أن حزب الإصلاح بالحصبة أراد للجنوب أن يكون ساحة حرب وحمام دم حقيقي بين أبنائه برغم كل التحذيرات من خطورة الاحتفاء بوضع مشحون ومتوتر، وهو - أي الإصلاح- يهدف من وراء ذلك أن يعمل على تشويش وتضليل حقيقة القضية الجنوبية وينتزع شرعية شعبية بطريقة الاغتصاب تحت ظلال المدافع. وإن لم ينجح في ذلك فقد حقق هدفه الآخر المتمثل بزج الجنوبيين, بمن فيهم الرئيس هادي, في أتون خلافات حادة تصرف اهتمامهم عن قضيتهم الرئيسية ليتسنى بالتالي لهذا الحزب وشيوخه الإمعان بنهب الجنوب واستعماره إلى مالا نهاية. وقد نجح للأسف هذا الحزب في تحقيق هدفه الثاني إلى حد ما.

  - لم يكن حزب الإصلاح قط يهدف إلى إقامة فعاليته (الحمراء) والاحتفاء والرقص بيوم صعود هادي للحكم، فهو في نظره مجرد رئيس (سفري) مؤقت يقوم بمقام (المحلل) أتت به الظروف إلى سدة حكم لا يستحقها شخص من بقايا نظام المخلوع، ولم يقصد هذا الحزب أيضا إقامة احتفاليته بعدن بذكرى ثورته المقبورة، وإلا كان أقامها بميدان السبعين بصنعاء وكفى المؤمنين شر القتل والقتال، ولكن الغرض كما أسلفنا هو استهداف الجنوب وثورته السلمية قبيل دخول هذا الحزب في الحوار المرتقب وهو يروم أن ينتزع شرعية شعبية مزورة من الجنوب مستقويا ببيان مجلس الأمن الدولي الأخير الذي فهمه هذا الحزب على أنه بيان ضوء أخضر للإجهاز على الجنوب وقضيته بذريعة التدخل الإيراني المزعوم!

  ولما حصل ما حصل من سفك للدماء الجنوبية وأمعن أفراد الجيش والأمن (الملثمون) والمؤيدون لهذا الحزب وفعاليته الحزبية بقتل الأبرياء والعزل ووجد  نفسه معزولا من الجهات الأربع أمام الجميع حتى من أقرب شركائه من كثرة التنديدات والاستنكارات التي نزلت على رؤوس قياداته من كل حدب وصوب لتلك الجرائم, ولكي يصرف الأنظار بعيدا عن اهتمام الداخل والخارج لحجم الجرائم المرتكبة بالجنوب ويجعل من نفسه مجنياً عليه بدلا من الجاني حاول هذا الحزب عبثا أن يقحم كل شمالي بمعركته في الجنوب ويصور الأمر على أنه حرب بين الشماليين المستهدفين من الحراك الجنوبي المسلح حد زعمه، وبين الجنوبين. وقد كانت جريمة صلاح الدين التي تعرض لها مواطن من م. ذمار يوم الاثنين خير دليل عن أسلوب (الشعبطة) الذي لجأ له هذا الحزب حين صور تلك الجريمة التي أكد المصدر الأمني أنها جريمة فردية لا تحمل معها أية أبعاد مناطقية، على أنها جريمة جنوبية ضد شماليين، واستغلها بصورة تثير القرف والاشمئزاز.

  - ولم تخلُ كنانة هذا الحزب في حربه التي فرضها عنوة على الجنوب من سهم عنصر الإرهاب كلما لمت عليه الملمات وأزمتْ بوجهه الأزمات, فبيان التهديد بالقتل للرئيس علي سالم  البيض وأنصاره والمنسوب لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب والذي وصف البيض بالشيوعي والحراك الجنوبي بالكفرة والمرتدين الروافض والذي وزعه هذا الحزب على مواقعه الإلكترونية وصحفه الورقية يوم الاثنين الماضي والذي ورد فيه: (أن معركتنا القادمة ستكثف ضد مخطط المد الرافضي الشيعي الذي يقوده رأس الكفر عدو الإسلام والمسلمين في ولاية حضرموت الرافضي علي سالم البيض)، يدل دلالة واضحة على أن ورقة الإرهاب لاتزال حاضرة بقوة بلعبة الدم الإصلاحي تتمثل معها ميكافيلية إسلامية سياسية  تبرر كل وسيلة للوصول لغاية مرسومة سلفا. 

  فالمصطلحات والمفردات التي يستخدمها هذا الحزب بوجه خصومه الجنوبيين واضحة وجلية بين ثنايا هذا البيان . فإذا ما تجاوزنا التناقض الذي ظهر به هذ البيان حين نعت الرئيس البيض بالشيوعي تارة وتارة برأس الكفر الرافضي ونعت الحراك الجنوبي بالرافضي الشيعي وكأننا أمام نسخة معدلة بين مصطلحين أشهرا بوجه الجنوب، الأول من بنات أفكار الرئيس اليمني المنصرف علي عبدالله صالح اسمه (الحراك القاعدي) والثاني من صنع حزب الإصلاح اسمه (الحراك الشيعي الرافضي) سنجد أن البيان ذا النفس الإصلاحي القاعدي قد أريد له أن يكون حاضرا بهذه المواجهة كسلاح أمضى دأب على استخدامه هذا الحزب بمواجهاته مع الجنوب منذ غداة ?? مايو ?? م .  

    -لا نعلم  كم مرة ينبغي للحراك السلمي الجنوبي أن يذكر أن أسلوب نضاله هو سلمي لأنه لا يعول كثيرا على العون الخارجي ولايرهن ثورته لخارج مهما بلغت الحاجة لذلك مثلما فعل البعض في ربيعهم العربي ومسخوا ثوراتهم على عتبات عواصم الدول الإقليمية والدولية، وأن أية حوادث فردية لا يمكنه أن يكون مسئولا عنها؟ ولا نعلم كم مرة يجب على الجنوبيين أن يعلموا من لايريد أن يعلم أن ليس بمقدورهم التحكم بإيقاع ردود الأفعال الغاضبة التي تتملك الجنوبيين بعد كل جريمة يقترفها الحكام في صنعاء؟!! ولا نعرف إلى متى سنظل نكرر أن مواطني صنعاء وذمار وتعز ليسوا أهدافا للجنوبيين وليس كل شمالي هو سلطة حاكمة, ولا هو قوة استعمارية كتلك القوى الاستعمارية القبلية المتأسلمة التي تنهب وتقتل بالجنوب باسم الله والوطن والوحدة!!!

- حكمة:(إذا لم يكن في حوزتك غير مطرقة فستتعامل مع أي شيء على أنه مسمار) !

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص