آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:11:17:10
من وحي حديث السيد الرئيس علي سالم البيض
عبدالقوي الأشول

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

يتميز السيد الرئيس علي سالم البيض بصدق ما يقول.. بشهادة الكثير من القيادات التي عايشته وعملت الى جانبه وحين يتحدث السيد الرئيس يلتزم نهج الواقعية وعدم توزيع الاساءات للآخرين وكيف لا يكون كذلك وهو ذو النشأة الحضرمية البدوية المحافظة الملتزمة مكارم الأخلاق .

هكذا بدا الرجل في حديثه التلفزيوني في ذكرى التصالح والتسامح الذي استعرض من خلاله عددا من النقاط الهامة لمسيرة نضال شعبنا السلمي التحرري كما لم يخلُ محتوى ما ذهب إليه من عدة رسائل مهمة للداخل والخارج في الوقت الذي يستشعر فيه دقة المرحلة التي يمر بها شعبه تحت سطوة المعاناة وما يرتسم من مشاريع في الأفق لا تعبر عن إرادته.

من أبرز ما ذهب إليه السيد الرئيس تحديد ملامح الدولة المستقبلية في الجنوب التي قال إنها لا تكون مماثلة لما كان عليه الحال قبل 1967م ولا هي تكرار للدولة التي أتت بعد هذه المرحلة.. دولة تستوعب تطلعات شعبنا بكافة شرائحه الاجتماعية وتستوعب الخصوصيات التي يرى أنها تتحقق في كنف دولة فيدرالية جنوبية ديمقراطية برلمانية .. قاطعا الطريق على أصحاب المشاريع الضيقة التي تحاول أطراف عديدة إحياءها بهدف إضعاف اللحمة الجنوبية الداخلية وتشويه الجهود وتمزيق التلاحم غير المسبوق في تاريخ شعبنا الأبي.

من هنا كان تشديد السيد الرئيس على أهمية توحيد المكونات ووحدة القيادات التي ينبغي أن تجسد الإرادة الشعبية معتبرا أن ما تخلقه خلال الفترة الزمنية الماضية وما تلخص منه عدمية اللقاءات الجنوبية في الخارج دون رؤية مسبقة واتفاق على تحديد برنامج الثورة السلمية وأهدافها يستدعي المراجعة المبنية على أساس وحدة كافة الأطياف على ثوابت الثورة السلمية التحررية.

مرجحا تقارب القيادات الجنوبية خصوصا بعد أن تكونت قناعات جديدة لدى بعض تلك الرموز من منظور ما أفرزه الواقع على الأرض, حال يمكن معه المراهنة على وحدة الصف الجنوبي على كافة المستويات.

داعيا الأشقاء في صنعاء إلى استيعاب المرحلة والتسليم بالحق الجنوبي الذي كما قال إنه لا يمكنه أن يضيع مادام وراءه مطالب.

متمنيا من كافة الأطراف استيعاب ما يجري على الأرض الجنوبية, والإحساس بمأساة شعبنا تحت سطوة الاحتلال القمعي حتى مع استمرار تمسكنا بالنهج السلمي كما قال, آملا ألا نرغم على انتهاج أساليب نضالية أقوى أو لا نرغم على ذلك إذا ما استمر حال التجاهل لقضيتنا.

بالمجمل كانت رسائل السيد الرئيس واضحة في عباراتها المستمدة من دفء الملايين التي خرجت وتخرج إلى الساحات تعبيرا عن إرادتها.

متوافقة مع يقينه كقائد لشعبنا من أن قدرة الجنوب على بناء أو إعادة بناء دولته لا تعترضه الاستحالة كما يرى البعض حتى مع حالة العبث والنهب التي تعرضت لها كافة مؤسساتنا ومقدراتنا على مدى السنوات الماضية فإن لدينا مقومات النهوض، فالتشكيك حول هذه المسألة كما قال لا يمثل حقيقة لأن إرادتنا وتاريخنا يولدان عزمنا الأكيد على بناء دولة المستقبل الخالية من الإرهاب القادرة على ضبط حدودها ومياهها المنسجمة مع محيطها الدولي والإقليمي، مذكرا بما كان عليه الحال في عهد دولتنا السابقة من استقرار في هذا الجزء من شبه جزيرة العرب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص