آخر تحديث :الثلاثاء 23 ابريل 2024 - الساعة:14:55:53
الجنوب .. إرادة شعب وطموح أمة
د. محضار الشبحي

الثلاثاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

نهضة الأمة تبدأ بوعيها, والمجتمع الواعي عصي على الاستعباد بعيدا عن الاستغفال ومهما حاول شيوخ الاحتلال والاستيطان تغيير الواقع وتعديل سلوكيات الناس بالقوة المفرطة وفرض ثقافة النهب والسلب فلن تجدي هذه بشيء أمام هذه القوة الضاربة والخارقة لإرادة الشعب الجنوبي العظيم التي تتوالى انتصاراته على الأرض ولم تكن تلك الانتصارات محض صدفة، كما يزعم خفافيش الجهل والظلام بل لأن جماهير هذا الشعب الثائر وضعوا أنفسهم في المكان الذي لابد أن ينتصروا منه فقد وضعوا أقدامهم على أرضهم وحقهم، وجغرافيتهم وهويتهم التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ والتي لا يمكن أن يخسروا عليها بل النصر المؤكد والمؤزر بإذن الله.

فمن يريد اختبار قوة وصبر شعب الجنوب فقد كان له الرد العملي والفعلي في يوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال الأول في عدن المنصورة حين زحفت الملايين رافعين الهامات من كل قرى ومدن الجنوب في هتافات وبأعلى صوتها وبكل اعتزاز  وفخر مطالبة بالتحرير والاستقلال, هذا هو الرد الصادر عن هذه الوجوه الطيبة من هؤلاء الرجال الأشداء ذوي المقامات العليا وذوي القيم والأخلاق السامية وهذا هو الرد لمن يريد ويروج للحوار المشبوه في صنعاء الذي من خلاله يحاول شيوخ وعساكر القتل والنهب تمرير مشروعهم الاستيطاني القذر لإعادة احتلال الجنوب عبر المغالطات والخدع للرعاة الدوليين وهنا أعلنها شعب الجنوب مرارا وتكرارا أنه لا حوار بل تفاوض بين دولتين وتحت الإشراف الدولي وما على المحتل إلا أن يأخذ عصاه ويرحل وإلا وصميل الأحرار في قبضة يد الحق والعزة.

المستغرب في الأمر موقف سفراء الدول الدائمة العضوية والإصرار على محاولة إقناع الجنوبيين بحضور هذا الحوار رغم أن الرسالة واضحة لهم وجواب كاف وشاف وهو تحرير الأرض من رجس المحتل، الأجدر بهؤلاء الوسطاء حل مشاكل هذه العصابات المتناحرة في قلب صنعاء صراع القبيلة والعائلة للانقضاض على الدولة الهشة والفاشلة والتي وصل القتال فيها إلى إطلاق الصواريخ من مسجد إلى مسجد ومن شارع إلى شارع كما أصبح واضحا وجليا ومؤكدا أنهم هم من يدعي الإرهاب والتطرف بل من يقوم بتصديره إلى الخارج وأصبح ماركة مسجلة بوكالة رسمية وترخيص حصري مسجل باسم القصر الجمهوري بصنعاء فهذه هي بضاعتهم، وكل هذه الموبقات لنظام صنعاء يعلمها ويدركها جيدا سفراء تلك الدول التي تتغنى كل يوم وتعزف سيمفونية محاربة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية.

نتعجب ما الذي رماهم في هذا المستنقع ويحاولون تلميع صورة هذا النظام القاتل المتخلف، في المقابل نقول بكل ثقة لهؤلاء السفراء وللعالم أجمع أن من يساعد على نشر ثقافة التعايش والأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين الممرات البحرية والبرية الدولية هو استعادة دولة الجنوب ومنح الحرية لشعب الجنوب لما يحمله من ثقافة مدنية ثقافة الحب والسلام وهذا أمر معروف ومعلوم للعالم كله.

ولكن نحن على يقين بأن هذا التعتيم والتجاهل لن يستمر طويلا وسوف تزول الغمة على أنظار العالم ويزول هذا الخلط العجيب بين الحق والباطل والصالح والطالح والصدق والكذب، وخاصة في الآونة الأخيرة بدأ من المجتمع الإقليمي والدولي يراجع مواقفه تجاه شعب الجنوب بعد أن عرفوا صموده وصبره وما يمتلكه من حق وشرعية لاستعادة دولته وهويته وأن هذه المراجعة لتلك المواقف بقدرها شعب الجنوب ولو كانت متأخرة وعلى أمل تطويرها والوقوف بوضوح لمساعدة شعب الجنوب في استعادة دولته وتحرير أرضه.

فقل للعيون الرمد للشمس أعين

تراها بحق في مغيب وطلوع

سامح عيونا أطفأ الله نورها

بأبصارها لا تستفيق ولا تعي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص