السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

المتابع الدقيق للحوار الذي أجراه المناضل الوطني الجنوبي الاستاذ محمد علي احمد مع (مأرب برس ) يصاب بالحيرة والاندهاش من تلك التنازلات التي قدمها الاستاذ المناضل الكبير محمد علي احمد والتي نختلف فيها معه اختلافا جوهريا .. مع احتفاظنا وتقديرنا البالغ لدوره النضالي السابق والحالي الاان اختلافنا لايفسدولايعكر صفو حبنا له ولايقلل من مكانته الكبيرة في نفوسنا .. وما نستغرب له ان يقدم المناضل محمد علي احمد عدد من التنازلات من حيث سقف المطالب المشروعة لشعبنا الجنوبي .. فهو اولا يقول اننا نطالب باستعادة دولتنا الجنوبية  واذا لم نوفق فأننا على الاقل نطالب بكونفدرالية  يكون للجنوب ست ولايات وللشمال اثنتي عشرة ولاية .

وهذا يعني اننا سنبقى مرتبطين بهم ومتوحدين معهم .. يا مناضلنا الكبير لقد خبرناهم وتعايشنا معهم اكثر من عشرين عاما  وتعاملنا مع العديد منهم بمختلف الشرائح وتعدد المستويات والاعمار والانتماءات السياسية والاجتماعية وتأكد لنا انهم يختلفون ظاهريا اما بواطنهم واهدافهم ونواياهم فهي واحدة لاتتجزأولاتتبدل ..فهم يعتبرون الجنوب مغنما وهبة الهية عليهم استنزافها ومصها واستخراج كل ما فيها ومن ثم رميها ودوسها على قارعة الطريق وفي احسن الاحوال رميها عند اقرب مكب للقمامة .. نحن لانريد الارتباط بهم لاجزئيا ولافرعيا ولا اسميا ولافعليا ..لهم دينهم ولنا دين .. لهم بلادهم ولنا جنوبنا الذي احببناه وشيدناه بدولته المدنية دولة النظام والقانون دولة المؤسسات التي القوي فيها مثل الضعيف امام الانظمة والدستور .. دون الاحتكام للاعراف القبلية والحكم القبلي الذي هو دائما وابدا يقف مع القوي او مع صاحب النفوذ او القبيلي .

وهذا يذكرنا بمطالب الشعب الفلسطيني الذي كان يطالب بالقدس في الستينيات واليوم لم يحصل حتى على الضفة والقطاع .. اما لماذا .. لانه كان هو من يقدم التنازلات والعدو الصهيوني متمسك بحقوقه /ان كانت له حقوق / ومتشبث اكثر بتلك المساحات التي حصل عليها من حروبه مع الفلسطينيين منذ حرب 1948م/ وحرب 1967م/ واحتلاله لكل الارض الفلسطينية .

ولاننا نعرف مواقف المناضل محمد علي احمد ودوره النضالي منذ عقود فاننا نستغرب كيف يقدم محاورات ومداورات لمن لايستحق ومن يستغل الطيبة الجنوبية والتسامح الجنوبي ويعتبرونه ضعفا ونقصا وسوء تقدير او سوء تدبير .

فنحن في الجنوب نريد استعادة دولتنا فقط .. التي انتهت الوحدة معهم تماما عندما قاموا بحرب صيف 1994 م ..وكما تنص عليه وثائق الامم المتحدة والقانون الدولي فأن الاتحاد يسقط  والوحدة تنتفي بقيام الحرب وتعود كل دولة الى سابق عهدها .

وحراكنا الجنوبي الذي بدأ في العام 2007 م والذي كان السباق على كل ثورات الربيع العربي .. بل انه كان هو الملهم والمحفز والمشجع لثورات الربيع العربي التي توجت بالنصر .. لن نتحرك او ننحاز حتى قيد انملة عن كل مطالبنا الشرعية والمشروعة والتي نصت وتنص عليها كل الشرائع والمواثيق باستعادة دولتنا ومدنيتنا التي غابت علينا بفعل فاعل لقرابة عشرين عاما .. وصدق الشاعر القائل : ( ومن يزرع المعروف في غير اهله ) .

medhatalsakkaf@hotmail.com