آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:05:36:39
السؤال المزعج: هل يجب ان يتعرض المعلمون للاعتداء والضرب ليستحقوا التكريم؟
حافظ الشجيفي

السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:02:34:58

لاشك، بان الاعتداء الأخير على المعلم نبيل سيف من قبل طلابه قد ادى إلى إشعال جدل حاسم حول معاملة المعلمين وحالة التعليم في بلادنا.  حيث سلطت الحادثة، التي تم توثيقها في مقطع فيديو مؤلم تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، الضوء على التدهور المقلق في القيم الأخلاقية بين الطلاب وإختلال العلاقة التي يغترض ان تربطهم بالمعلمين .


 وأثار الهجوم المشين على المعلم نبيل سيف إدانة واسعة النطاق من المجتمع، مما يعكس الغضب الجماعي من العمل الدنيء الذي ارتكب ضد معلم مخلص.  وقد قوبل الاستياء الشعبي من الحادثة بمبادرات الدعم والتقدير، حيث قام رئيس الوزراء بن مبارك ووزير الخدمة المدنية بتكريم المعلم الضحية.  بالإضافة إلى ذلك، تنافس عدد من المواطنون على تقديم المساعدات المالية والهدايا له، بما في ذلك حافلة تم التبرع بها، للتخفيف من بعض المصاعب التي يواجهها المعلم نبيل سيف.


 وفي حين أن التضامن الذي حظي به هذا المعلم عمل يستحق الثناء والاحترام، إلا أن هناك أسئلة تتوارد الى الذهن حول العلاقة بين الاعتداء الجسدي الذي تعرض له هذا المعلم والمساعدات المالية اللاحقة التي تم تقديمها له على غرار ذلك.  ومن الضروري أن نعترف بأن الصعوبات المالية التي يواجهها المعلم نبيل سيف لا تقل ولا تختلف عن الصعوبات التي يواجهها بقية المعلمين في عدن وغيرها من المحافظات،والتي يعاني منها كل المعلمين داخل عدن وخارجها.  ويثير التفاوت في المعاملة مخاوف بشأن معايير تكريم المعلمين والتربويين والقضايا الأساسية التي يعاني منها قطاع التعليم بشكل خاص.


 إن فكرة أن المعلم يجب أن يتعرض للعنف الجسدي من قبل طلابه قبل ان يحظى بالتكريم والاهتمام الذي يستحقه كمعلم ليست فقط مقيتة ولكنها تشكل أيضًا سابقة خطيرة لكيفية تقدير واحترام المعلمين في المجتمع.  ولا ينبغي أبدا أن يكون الاعتداء المؤسف على المعلمين شرطا أساسيا للتقدير أو الدعم الذي يجب ان ينالوه، لأنه يقوض المبادئ الأساسية للكرامة والاحترام التي ينبغي أن تحكم جميع التفاعلات البشرية.


 وبينما نفكر في محنة المعلمين مثل الاستاذ نبيل سيف، يصبح من الواضح أن هناك حاجة إلى إصلاح شامل لمعالجة التحديات التي يواجهها المعلمون في جميع أنحاء البلاد.  بدلاً من انتظار معاناة المعلمين من أعمال العنف حتى يستحقوا الاعتراف والتكريم والاهتمام من قبل السلطات المعنية والمجتمع، ويجب على هذه السلطات أن تعطي الأولوية بشكل استباقي لرفاهية جميع المعلمين وتطويرهم المهني.  وينبغي أن يكون تكريم المعلمين، وتقديم المساعدات المالية لهم، وتحسين ظروف عملهم، عناصر أساسية في استراتيجية شاملة للارتقاء بقطاع التعليم وضمان رفاهية أولئك المكلفين بصناعة وبناء أجيال المستقبل.


 إن الاعتداء على الاستاذ نبيل سيف بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة لإعادة تقييم قيمنا المجتمعية وإعادة تأكيد التزامنا بدعم كرامة وحقوق جميع المواطنين ، وخاصة أولئك الذين يكرسون جهودهم لرعاية العقول الشابة وتعليم الاجيال.  


يستحق كل معلم أن يشعر بالتقدير والاحترام والدعم في مهنته.  لا ينبغي أن يستغرق الأمر حادثًا عنيفًا حتى يحصل المعلمون على التقدير الذي يستحقونه بحق.  ويجب على السلطات الحكومية اتخاذ تدابير استباقية لتكريم ودعم جميع المعلمين، وليس فقط أولئك الذين وقعوا ضحايا للاعتداء.


 وكمجتمع، يجب علينا أن نجتمع معًا للدفاع عن ظروف عمل أفضل، وتعويضات عادلة، وزيادة الدعم لمعلمينا.   ولا ننتظر وقوع حادث مأساوي آخر قبل أن نعترف بالمساهمات التي لا تقدر بثمن التي يقدمها المعلمون للمجتمع.  

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص