آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
التسول .. معاناه ام وظيفة!
عادل حمران

الاربعاء 15 نوفمبر 2024 - الساعة:17:21:54

لا تكاد ان تمر دقائق دون ان يقترب من سيارتي الواقفة امام المستشفى الامريكي بعدن متسول، وكل شخص له حكاية ومطالب ومعاناه مختلفه، الكثير لا يحن لهم قلبي وكانني ارى الكذب باعينهم وآخرين تاخذني الحيرة وتختلط افكاري بين صدقهم وكذبهم وقلة قليله هم من تشاهد اوجاعهم تسبقهم وحيائهم يسبق سؤالهم وترى بعينهم هم السنين وقسوة الزمن، وهموم وطن ضاع بين عصابات ظالمة يرتدون بدلات رسمية وثياب مرتبه محسوبين علينا قيادة واولياء امر وفي الحقيقة لا يهمهم من امورنا شيء سوى مصالحهم. 

في وطني تجد الكثير من المتسولين يتحولون الى محلات صرافة، فلو حاولت تتهرب وتقله مافيش معي صرف يبادر ويخرج فلوسه ويعبر عن استعداده صرف لك أي مبلغ، واخرين يطلبون فلوس اذا مافيش معك اعطيهم حبه ماء او شراب ( الحاصل)، واذا مافيش قليل قات وذلك اضعف العطاء وقد لا يغادر من امامك الا حين تعطيه وكانه واجب عليك، وبين السيول البشرية من المتسولين ضاعت البوصلة وبات من الصعب التمييز بين من يخرج بسبب الحاجة ومن بات يستخدم التسول كمهنة وجد نفسه عاجز عن العيش دونها، وبات من يريد ان يساعد البسطاء من قوت اطفال ودماء قلبه عاجز عن وضع ريالاته بيد الشخص المستحق، بينما كثيرون امثالي توقفوا عن دفع اي فلس الا حين يقتنع بان الذي امامه مستحق … وكفى.

المزعج في الامر بان كثيرون يبتكرون خطط جديدة لتحريك قلوب الناس منهم من يحمل طفل على ضهره ويلف فيه المدينة طولها وعرضها، وآخرين يستخدمون عكازات التسول وفتيات يعرضن جمالهن واجسادهن بغرض الحصول على ريالات قليلة، وجميعهم متعذرين بالوضع السيء والضروف الصعبة بينما لو بذلوا جزء من الجهد الذي يبذلوه للتسول بابتكار اي عمل اعتقد بان حياتهم وكرامتهم ودخلهم سيكون افضل بكثير، والمقلق بان هناك من يتسول بلغة فجه وهنجمة واذا ما عطيته يدعي عليك وكانه موقن بان دعواته ستخترق ابواب السماء وتتحقق، فلو كان الامر كذلك لماذا لا يدعي لنفسه ليغير الله حاله ويرتاح الناس من شره؛؛؛ ولكن المحزن في الامر غياب الجهات المسؤولة من كل هؤلاء، وهل يتحتم عليهم اي واجب تجاه آلاف المنهكين والمتعبين والمتسولين، ومن المسؤول عن كل هؤلاء قبل ان نجد اعداد المتسولين تفوق اعداد السكان الاصليين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل