آخر تحديث :الخميس 28 نوفمبر 2024 - الساعة:00:36:01
خارطة الحب - عالم الحرب
ميسون الارياني

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

حالة التشفي التي ملأت قلوب الكثير من سكان الوطن العربي والإسلامي لما حل بالناس الأبرياء في أمريكا نتيجة إعصار “ساندي” كانت مرآة لخارطة الحب والإنسانية التي اسودّت نتيجة لوحة الحرب المعبـأة بها أذهان ومشاعر الناس..ثانية.. أتحدث عن ثقافة الحقد والعنف التي قتلت إنسانيتنا وتعاطفنا حول ما يعانيه الأبرياء !
دلالة انهيار مدوٍّ في قيم الإنسانية والذي لا يمكن أن نقبل بتبريره تحت أي عذر ..لا عذر إلا السواد الذي خنق الضوء داخلنا وأوحى لها بجواز الدعاء بالموت والدمار.. بجواز أنها عيوننا حين تزهر لمظاهر الأذى عند الآخرين أعداء أم أصدقاء وهذا يتنافى تماماً مع فطرة الإنسان .
لنبدأ من البداية ..
حينما خلق الله الإنسان خلقه لتعمير الأرض وبنائها .. لكن بينما ننظر إلى العالم بدرجة نظر شبه أعمى سندرك فوراً أنه بينما كنا غارقين بمصائب كالطائفية والتمييز العنصري والصراعات الفارغة كانوا هم من يبني ويعمِّر ويعلّم ويتعلّم .. وبينما نحن غارقون اليوم في الدعاء عليهم والتشفي غارقون في السبر والقياس والرصد للتغييرات التي ستظهر على القارة والعالم نتيجة هذا الإعصار.. بدلاً من العويل والاستجداء.. منشغلون بحماية بعضهم البعض وتوجيه بعضهم البعض وكنا وما زلنا ندعي أننا أمة تدين الإسلام لكن بملاحظة وحكم عادل بعيد عن الغطرسة سندرك أنهم كانوا هم أقرب للدين منا.. اعتنقوا خير العلم ،الوعي والإرادة وانشغلوا بأنفسهم لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية التي أحدثت الكثير من الخسائر فلم يتهموا حكومة بالتقصير ولا طائفة بأنها كانت سبباً في سقوط هذا العذاب من السماء نتيجة تقصيرهم أو حيادهم عن جادة الصواب التي يدينون بها .. بل إعصار يواجه بالعلم،المعرفة والتعاون.
علينا أن نفتش عن إنسانيتنا، فالإنسانية إن ذهبت لا تعود، يتحول فاقدها إلى ذئب بشري لا يعد أكثر من حيوان بلا قيمة يقتات العنف والموت..
طالما كانت الشعوب كلها بلا استثناء بعيدة عن معتقدات حكوماتها, الوضع البشري الإنساني بأكمله في كل دول العالم لم تمثل الحكومات متطلباتها ولا قناعاتها أو آمالها فليس هناك إنسان يرضى بالدمار له أو لغيره ويوافق على استخدام موارد بلاده في أذية الآخرين وتدميرهم..بالطبع هناك المتطرفون عباد السلطة لكن هناك أيضاً أبرياء فقراء ومحرمون في كل أنحاء العالم يدينون الإنسانية قبل السياسة.. ولنسمح لحكمتنا الإنسانية وعاطفتنا أن تقف إلى جانب الإنسان ولندعو لأنفسنا باللطف والرحمة مما يحيط بنا من كوارث هي أكبر وأخطر بكثير من خطر إعصار !
حُمى الضنك ..
ماذا تنتظر الحكومة لتعلن تعز مدينة منكوبة بوباء حمى الضنك؟.. هل تنتظر أن يُباد نصف أهلها جراء هذا المرض الذي فتك حتى الآن بالكثير !
هل علينا كمواطنين أن ننتظر أن تعلن تعز رسمياً كمدينة منكوبة بالحمى لنبدأ بحملة وهبّة شعبية تتحرك لدعم هذه المدينة في متطلبات الوقاية على الأقل ؟.
 Maysoon.aleryani@hotmail.com

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل