آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:11:01:31
مظاهرات أم مغامرات؟!
سالم لعور

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

يكثر اليوم تيار الحوثي، لمالكه وسيده عبدالملك الحوثي، من التهديدوالوعيد، والتعبئة لإقامة التظاهرات، ومعه شركاء يحاولون أن يتدثروابطاقية الإخفاء، فاختفت عنهم حقيقتهم، وأما هم فقد باتوا مكشوفين بعدأن انكشف الغطاء عنهم، فصار  الإحساس مفقودا لديهم، أما الشعب فقدعرفهم.. تجمع الشامي على المغربي، مع أن جميعهم شركاء في الحكومة،وصحيح أن  الحوثي ليس مشاركا في حكومة الوفاق، ولكن يظهر أن أصحاب الرئيسالسابق (صالح) قد تحوثوا عن طريق الحث المغناطيسي، الحوثي مشارك فعليفي مؤتمر الحوار، ومخرجاته، ونستطيع أن نتفهم ضرورة إشراكه فيالحكومة الوطنية الواسعة التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني، إلى جانبالحراك السلمي الجنوبي.. وكان الواجب على الإصلاح والمؤتمر أن يبتعداعن المراوغة و"الغنج" على الطريقة الصنعانية، لأن هذا الالتفاف لن يضرسواهما، وهذا قد حصل للإصلاح، وبني الأحمر!!

فخامة الرئيس (هادي) حاول قدر استطاعته أن يقنع الإصلاح، الذي كان اكثر تشددا في رفضه للحكومة الواسعةالشراكة، لأنه يريد أن يستمر كعادته في إلغاء وتهميش الآخرين، ولا يريدأن يكونوا شركاء في بناء اليمن الاتحادي، وتنفيذ مخرجات الحوار..هذا الرفض الذي نجحوا فيه عام 1994، ونجحوا كذلك في الالتفاف علىحوار بيروت والقاهرة عام 2009 آنذاك، لكن الوضع يختلف اليوم كثيرا، وشاركت في الحوار أطراف دولية وإقليمية، ووقع الجميع عليه كذلك..ولهذا السبب فإن أية محاولة للالتفاف على مخرجاته ووثيقته الختاميةستكون مستحيلة التحقيق في ظل هذه المتغيرات، غير أن  الغرور والاحتيال قديذهبان بصاحبهما أحيانا.. والحوثي يجب أن لا يدخله الغرور، فيتمادى فيإصدار بيانات غير متوازنة، أو استفزازية تحمل في طياتها عبارات التهديدوالوعيد مثل "سنتظاهر سلميا حتى نسقط الجرعة والحكومة، وإذا لم يستجب لمطالبنا خلال فترة معينة سنضطر لاستخدام خيارات أخرى!"، والخطأ الجسيم فيتلك الفقرة أنك بدأتها بالسلم، واختتمتها بالعنف، فكيف للنقيضين أنيجتمعا في أمر واحد؟!

واستمرار التظاهرات التي دعي الحوثيون لها، من قبلسيدهم الإمام الشيعي عبدالملك الحوثي، في غير حاجة حقيقية لها في الوقتالحاضر، لأنه من الأفضل عدم خلط الأوراق، فإسقاط الحكومة مطلب شرعي فيضوء ما تضمنته مخرجات الحوار، لكن إسقاط الجرعة يتيح الفرصة لقوى متطرفةأخرى أن تغير مسار التظاهرات السلمية، التي دعا لها الحوثي إلى أعمال عنف، وتصفية حسابات مع آخرين، رغم أن تلك القوى الدخيلة جزء لا يتجزأ منمنظومة الحكومة المراد إقالتها، وبالتالي؛ ستحمل القائمين على تلكالتظاهرات مسؤولية وزر الآخرين!!

 وحين تطرقنا إلى خلط الأوراق؛ كانبالإمكان أن يطالب الحوثيون بالشراكة في الحكومة الواسعة، وفق ما تضمنتهمخرجات الحوار، وفي تأسيس اليمن الاتحادي، وهذا حق ومطلب شرعي وقانوني لايمكن بأي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف كان حرمانهم منه، وكذلك الحالينطبق على الحراك السلمي الجنوبي والأطراف الأخرى المعاندة، التي كانيتوجب عليها احترام حق الآخرين.

وتعتبر دعوة الحوثي لإسقاط الحكومة والجرعة (معا) دعوة خاطئة، ولم تراعالعاملين (الزماني والمكاني) في آن واحد، وأبسط خطأ قد يعرض مثل هذهالدعوات إلى تحويلها من مطلب شرعي إلى جناية يعاقب دعاتها بالمساءلة، لاسيما وأن لجنة العقوبات ستعلن عما قريب الأطراف المعرقلة لعملية التسويةالسياسية في اليمن، ولا ينسى الحوثيون أن الشيخ حميد الأحمر، خلال لقائهالمبعوث الأممي جمال بنعمر، ومناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن، قدطلب من (بنعمر) الإسراع في إعلان أسماء معرقلي التسوية ومخرجاتالحوار، وإنزال أقصى  العقوبات بهم، في تلميح لجهات لا يظن عاقلأنها ليست سوى أنتم، والقانون لا يحمي المغفلين، إذا ما تم الخلط بينالجلاد والضحية!.. علما بأن تلك التظاهرات التي ظاهرها السلمية، وقد يدخل فيباطنها الشر، هي تعد سافر للحقوق المدنية المشروعة لما سبقها من خطاباستفزازي للسيد عبدالملك الحوثي، بما فيه من تهديد ووعيد يخول للسلطاتقمعها وإفشالها، رغم ان الحقوق والحريات لها حرمتها بما لا يخالف الأنظمةوالقوانين والدستور.. وقد أعذر من أنذر!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص