آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:22:12:52
الانهيار الأخلاقي ..... الطفلة شيما أنموذجا
علي صالح محمد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

الحروب والهزائم تترك  في العادة دمارا كبيرا  تشمل الحجر والأرض والبشر  ، ولعل أسوأ أنواع الدمار هو ذلك الدمار الذي يصيب النفوس  ، والأخلاق والقيم وناموس الحياه الاجتماعي السائد  لتنشأ بالنتيجة قيم وعادات غريبة وشاذة  تصيب بعض المحسوبين بأنهم  بشرا مع أن سلوكهم لا ينم عن الآدمية ولا يرتقي إلى سلوك البشر مطلقا ، كما حصل مع الطفلة البريئة  شيما في مدينه كريتر من جريمة بشعه تقشعر لها الأبدان وتدينها كآفة الأديان السماوية والقوانين الوضعية  التي تحكم سلوك البشر الأسوياء ، هذه الجريمة التي اهتزت لها مشاعر الناس  ووجدان السكان  في أرجاء عدن المدينة التي لم تكن تعرف مثل هذه الجرائم  القذرة إلا بعد أن حلت الهزيمة منذ حرب ???? اللعينة ، قد لا تكون هذه الجريمة هي الأولى من نوعها فهناك جرائم  مشابهة كثيرة ارتكبت من قبل مثل هؤلاء الشواذ، وما زالت ترتكب تحت  تأثير  المخدرات الدخيلة على شباب وسكان  المدينة ، ولكنها ربما الجريمة  الأولى التي تحظى  بتعاطف شعبي واسع ، وبموقف استنكار وإدانة  إنسانية وجماهيرية ملحوظة لسكان عدن  الأنقياء لتصبح قضية رأي عام تستوجب استنفار كل الفعاليات الاجتماعية  ليس للأخذ بحق الطفلة البريئة  الضحية  فقط  ، ولكن من أجل وضع الموانع اللازمة والتدابير الكفيلة للحد  من انتشار هذا النوع وغيرها من الجرائم ومسبباتها،  ومن الظواهر المهددة لحياه الناس وأمنها وسلامتها وشرفها وكرامتها وصون أعراضها من هذا السلوك المخيف القادم تحت عباءة الكيف   .

حيث بات السكوت عنها  يعد مؤشرا لإباحة مثل هذه الجرائم  المستنكرة والمرفوضة والمهددة لسكينه الناس الآمنين ومصدرا لقلق الجميع بلا استثناء فاليوم هنا وغدا هناك في حال السكوت ، خصوصا مع انتشار حاله الانفلات الأمني بسبب الاوضاع السياسية الغير مستقرة التي تشهدها البلد ، وفوق هذا وذاك الانهيار القيمي والأخلاقي الذي أصاب نفوس الكثيرين خلال الأعوام المنصرمة.

ويقال  (إن  من أعظم النتائج المأساوية التي تتعرض لها البلدان المحتلة أن تكون مجتمعات ضعيفة وهشة تنحل فيها البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، فالاحتلال يكرس  احتلاله  بإيجاد هذه الظواهر الهدامة ثم يعمل  على تعزيزها والعمل على ترسيخها وصولا إلى تدمير كل ما تبقى من إمكانات المجتمعات المستهدفة وانتهاءً بالضربة القاصمة التي يوجهها لمجتمع البلد المحتل والمتمثلة في تدمير وتمزيق الهوية الوطنية بالكامل والتي هي بداية الانهيار الشامل للمنظومة القيمية للمجتمع).

الشيء المؤكد أن هذه الجريمة باتت ترمز كمؤشر قوي إلى الخطر الداهم الذي أصبح يعيش معنا وبين ظهرانينا في مدينة عدن الآمنة لأنها المدينة الرئيسة  التي تعرضت بصورة خاصة  لأشد أنواع الدمار المادي والمعنوي بكونها عاصمة الجنوب الأمر الذي لم تشهده أي مدينة أخرى ، وهذا الخطر القادم من أعماق الهزيمة والدمار الممنهج  ، يصبح  تحدي شاق وصعب  ، ويعني كل سكان المدينة والجنوب عموما  بلا استثناء لأنه خطر لا عنوان له ولا هوية ولكنه خطر سيصيب الجميع، ويحمل في طياته بوادر ومؤشرات الفوضى كخطر أشد ضررا سيصيب الجميع بمقتل ، وهو ما يستوجب  حشد كافه الجهود لمواجهته عبر تأسيس هيئات حمايه  اجتماعيه محلية في مدينة عدن ومديرياتها وكافة مناطق الجنوب لحين تقوم مؤسسات الدولة بوظائفها الأساسية  تجاه المجتمع  .

العمارة يمكن إعادة بنائها حين تدمر لكن حين تنهار الأخلاق والقيم  وتصيب أي أمة فعندها اقرأ على هذه لأمة السلام ( وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)  .

- والمحزن أيضا  أن يصاب بهذا الانهيار حد الانحطاط و البؤس الفكري بعض المحسوبين على الفكر والكلمة ، الذين لا يتورعون في توظيف الكلمة  باتجاه القذف والتحقير للآخرين  مع أن الكلمة مسؤولية وكما يقال في الأمثال اليافعية الكلام ( مثمن)  وكل معروف بشملته .

ختاما يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه :

وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ … وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ … كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص