آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:17:56:45
آخر الأخبار
خطواتنا محسوبة.. إلى أين أنتم ذاهبون؟!
أديب العيسي

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

إن عظمة هذا الشعب قد تجلت اليوم بأروع صورها.. شعب رسم بالتراص والتلاحم والتكافل والتكامل اروع لوحة لنسيج هذا المجتمع القادم، الحامل كل معاني المدنية والانضباط السلوكي الأخلاقي، والتعبير السياسي كمؤشر لملامح الدولة القادمة. "نعم" سنقولها بالفم المليان، "لا" للمبادرة الخليجية بما حبلت به من مواليد مشوهة ابتداء بالحوار، وانتهاء بوهم المعالجات، وآخر مواليدها الأقاليم البائسة!!

اليوم أكد شعبنا الجنوبي البطل صانع الملاحم أن الإرادة تطلق المارد العملاق، الرافض كل محاولات التركيع بالقوة.. اليوم اثبت هذا الشعب ان غايته سامية سمو الأهداف التي تستحق التضحية من اجلها.. دولة مدنية مستقلة على كامل التراب الجنوبي، دون مساومة او مناورة او ابتزاز.. لا للأقاليم، ونعم للدولة المستقلة.. هذه هي تحية الراهن الجنوبي، الذي ينشد أمنا واستقرارا بمفهومه الدولي والإقليمي، كي تنعم به هذه المنطقة كضمانة لحرية الشعوب وصيانة كرامتها، وهذا لن يتحقق ما لم تقم دولة مدنية تحمل كل معاني الإنسانية.. تحفظ لشعبها الحرية ولشعوب الدول المجاورة حقا سياديا في بناء دولهم باستقلالية كاملة، دون تدخل او فرض هيمنة او وصاية.. من هذا المنطلق؛ يدعو شعبنا الجنوبي، فقد قدم الشعب لجنوبي الى تسوية حقيقة تقوم على المبادئ الأساسية في حق الشعوب بالتحرر والاستقلال.

لقد كان لشعبنا الجنوبي بكل قواه السياسية، وشرائحه الاجتماعية سبقا سياسيا وأخلاقيا في الوقوف الجدي والمباشر الملموس الى جانب القوى السياسية والاجتماعية في الشمال من اجل نيل حقهم في بناء دولة مدنية، والتخلص من النظام القبلي العشائري.. ولم يكن هذا الموقف عبثياً، بل كان مصدره الإحساس بالضم والاستبداد الذي عانى منه شعبنا الجنوبي بعد 1994.. اليوم؛ ونحن نواجه آلة القمع العسكرية، التي خرجت بقضها وقضيضها لمواجهة الشعب الجنوبي، وقمع تعبيراته السياسية السلمية في مدينة عدن، خوفا من فضح حقيقة رفض شعب الجنوب سياسة التقسيم المتوارية وراء الأقاليم!!

إن هكذا مواجهة قد دأبت عليها السلطات القمعية.. ولكن ما يحز في النفس أن لا نجد موقفا تضامنيا من قوى تدعي مناهضتها النظام القبلي العشائري، وسعيها لبناء الدولة المدنية في الشمال، التي وقف الشعب الجنوبي داعما لها. سيظل الجنوبيون يقاومون نظام البطش بكل أساليبه، وسنثبت للعالم ولأشقائنا في الشمال ان شعار عصابة صنعاء "الوحدة او الموت" كان شعارا زائفا، وان أرادوا اليوم تحويله الى "الوحدة بالموت" من خلال الأقاليم الزائفة - أيضا - التي تعمق التبعية والهيمنة، واستمرار الاحتلال!!

إن نضالنا من اجل استعادة الدولة والسيادة؛ هو نضال من اجل استقرار المنطقة، بما فيها الشمال والجنوب، كدولتين متجاورتين.. وكنا نتمنى من جميع القوى في صنعاء أن تقبل بالمسلمات التي لا يعترض عليها أحد منا قط، ولا تقبل الدحض أو النكران: 1- حق الشعوب في العيش الحر الكريم. 2- حرمة قتل الأبرياء الآمنين والأطفال، وجرائم الحرب والإبادة للمدنيين. 3- حق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها.

وتعبر عن موقفها مما يجرى من سفك الدماء، وقمع ومصادرة الحقوق الإنسانية.. ومع كل هذا التغاضي والسكوت؛ فإن نضالنا لن تعييه الوسيلة في بلوغ اهدافه!!

المجد للشهداء.. المجد لشعب الجنوب، المثابر المقدام.. لا للأقاليم.. نعم للدولة المستقلة، ذات السيادة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص