آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:23:06:02
جامع من أجل الجنوب .. لا جنوب من أجل الجامع
عوض كشميم

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

تشهد ساحة النخب الجنوبية للحراك السلمي الجنوبي بجميع مكوناته جدلا صاخبا، ومشاورات مكثفة، مجملها يهدف إلى مشاركة ما بات يعرف بقوى تقول بأنها مع هدف واحد ولا غيره، مع أنه في السياسة يوجد هدف، وتختلف حول آلية التكتيك للوصول إلى الهدف (القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال)، بعد مخاضات واسعة وتحركات علنية قامت بها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع على مستوى الداخل والخارج.

وكما يبدو؛ واجهت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع نوعا من العثرات، في ظاهرها خلافات حول أمور تنظيمية، لكن باطنها - كما يبدو - أبعد من حصرها في ترتيبات ذات طبيعة فنية، او تنظيمية، الأرجح؛ في واقع قراءة فحوى خطابات القوى المشاركة منذ انعقاد مؤتمر المكلا، الذي ضم ممثلين لبعض المكونات، فيما آخرى رفضت المشاركة، ومع ذلك مضت اللجنة التحضيرية في مواصلة عملها بين الداخل والخارج.

 لكن؛ طبيعة المزاج المسيطر على نشاط اللجنة، وتمويل تحركاتها وسط شكوك خلفيات مركز إسنادها وضع جهود وحجم نشاطهم في دائرة الشك من مكونات حراكية لا تزال تشكل الثقل الأبرز في خارطة فاعلية وحضور وتضحيات نضال الحركة الوطنية الجنوبية منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي 2007، إلا أنها أبدت تحفظا نوعا ما على هواجس خط سير المؤتمر في اتجاه بوصلة كانت معادية لأثقال قوى الحراك السلمي الجنوبي بخلفيات ماضاوية لم تعد أسس عوامل صراعها، أو خلافها قائمة عالميا، غير أن باطن العداء يحاول البعض أن يوظفه لاستمرار بقاء الجبل الجليدي حاجزا منيعا؛ سعيا ليبقى حصريا التعامل عبر نافذة واحدة ولا غيرها، مما استدعى بالطرف الآخر الى البحث عن معادل قوي لتبقى موازين المعادلة حاملة كل مواصفات البقاء والحركة والفاعلية، فالبعد لا يمكن تصغيره في حواضن محلية حراكية.

إن استشعار القوى المحسوبة على النظام السياسي الجنوبي ما بعد 1967 خطورة استدراجهم عبر تمثيل أقل من حجمهم، وتأثير حضورهم السياسي أمام تمظهر القوى الجنوبية ما قبل 1967 الراعية، بل والداعمة للمؤتمر الجنوبي الجامع، دون الاتفاق على حجم تحديد قوائم المندوبين المشاركين قبل انعقاد المؤتمر قياسا مع حجم كل مكون، وحضوره في الشارع، لا مكونات واتحادات مجرد عناوين على يافطات، من المؤكد سيقود إلى وجود تباينات وخلافات ونهايتها تعثر ومقاطعة قبل حسم هذه القضايا، والتوافق حولها وتسوية معادلات مهما كانت مرارتها.

من الصعب حل مسألة الجمع، ومعطيات الحل يلفها الغموض واقتناص الفرص بمخالب مستترة بقوائم الثأر، مما دفع بقوى حواضن الجنوب قبل 22 مايو 1990 إلى قراءة الحالة جيدا، والتنسيق غير العلني حفاظا على وجودها وإدارة صراعها بشيء من العقلانية، حفاظا على وشائج الإخاء الجنوبي ووحدة القضية وحمايتها من دخول لاعبين أقوياء.

ولعل الحديث عن مؤتمر جامع بعيدا عن الإجماع حول الجامع فيه شيء من المخاطرة حتى يسود مبدأ الوفاق الجنوبي - الجنوبي عبر أرضية مشروع التسامح والتصالح الجنوبي، بعيدا عن استحضار ثقافة الصراع الجنوبي - الجنوبي كناية بالخصوم، او رغبة في تشويههم او توظيف إرث الماضي عند توزيع الحصة والقوائم في الغرف المغلقة.. وكفى.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص