آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:02:57:29
مذكرات الشيخ سنان وبعض المآخذ عليها
صالح ناجي حربي

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

نشرت صحيفة الأمناء المكافحة عرضا طيبا لمذكرات الشيخ سنان أبو لحوم، وذلك في عشر حلقات متتالية أعدها للصحيفة الصحافي المخضرم الأستاذ عيدروس باحشوان .وما من شك أن الشيخ سنان يتميز كثيرا عن بقية كبار مشايخ الشمال من حيث تواضعه ومنطقه القريب من الواقع، لكن هذا لا يعني أن مذكراته حول أحداث الفترة 1990م وحتى 1994م خالية من التحيز والجنوح أحيانا نحو طرف بعينه من طرفي المعادلة السياسية لتلك الفترة .وبما أن الأحداث كثيرة ومتشعبة يصعب تناولها بشكل تفصيلي من خلال مذكرات شخصية لكن عندما يشار إلى تصرف حصل من قبل أحد الطرفين لابد من الحديث عن أسبابه أو ردة فعل الطرف الآخر، فمثلا :1-    عندما تحدث مرارا عن زعل أو ما سماه (حنق) علي سالم البيض بدأ متحفظا على أسباب الاعتكافات وأظهر موقف علي عبد الله صالح وكأنه وديع يريد في كل الأحوال (رأب الصدع) كما يقولون .2-    عندما قال الشيخ سنان بأن علي سالم البيض قبل وصوله إلى عمان مر بالقاهرة ودمشق دون معرفة سبب ذلك ، وأنه عاد من عمان إلى السعودية وعلي صالح عاد إلى صنعاء، ولم يقل بأن علي صالح وصل إلى عمان عبر (أسمرة) ثم عاد إلى صنعاء عبر أسمرة أيضا وأجرى محادثات سرية مع أفورقي .

3-     أثناء الاجتماع الاستثنائي في عمان لعلي صالح وعلي البيض ولجنة الـ (5 5) قال بأن وجود أنيس حسن يحيى في الاجتماع من خارج العدد أستفز الجانب الشمالي مما تسبب في إلغاء الاجتماع، ولم يقل بأن الطرف الجنوبي كان أكثر مرونة حيث لم يستفزه وجود الشيخين سنان أبو لحوم ومجاهد أبو شوارب من خارج العدد المتفق عليه (5 5) وهما طبعا ليس من خارج اليمن حتى نعتبرهما محايدين .

4-    عند الحديث عن توقيع الوثيقة وما رافق العملية من تعقيدات لم يقل بأن علي صالح كان رافضا للنقطة الأولى التي تنص على ضرورة تسليم من قاموا بالاغتيالات لكوادر الحزب الاشتراكي للقضاء ، حيث قال (صالح) وبوضوح أنه لم يسلمهم للقضاء حتى وإن كانوا موجودين أمام القصر الجمهوري ، وقال نحن شركاء في الحكم ولسنا وحدنا مسئولون عن احضارهم أو البحث عنهم .

5-    ما حصل في أبين أثناء التوقيع على الوثيقة في الأردن لم يكن اشتباكات بين وحدات عسكرية من الجانبين كما قال الشيخ سنان، بل كان هجوما على قافلة التموين الغذائي للواء/20 مشاة المحاصر في مكيراس حيث أقدمت قوات العمالقة على تدمير القافلة كلها في دوفس بطريقة غادرة ووحشية .

6-    عندما تحدث الشيخ سنان عن الهجوم الذي تعرض له اللواء الثالث مدرع الجنوبي في عمران وأدى إلى تدميره كاملا من قبل اللواء الأول مدرع وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بعد ساعات من خطاب علي صالح في ميدان السبعين ، لم يشر أيضا للحصار الذي فرض على لواء/ 14 مشاة في ضواحي صنعاء واللواء الأول مدفعية في مدينة يريم والهجوم المباغت الذي أدى إلى تدمير شبه كامل للواء باصهيب في مدينة ذمار .

ورغم تلك النواقص وسواها فقد كان الشيخ سنان أصدق من غيره .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص