آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
لكم (كلفوتكم).. ولـ (عدن) نورها
منصور صالح

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أيها المتجبرون الفاسدون.. دعوني أسألكم:

إذا كان الناس هنا لا يقبلون أن تكون (عدن) سيدة مدن الموانئ تابعة لصنعاء، وتكبرها وتجبرها، فكيف تجعلونها تابعة لمأرب؟ كيف تربطون معيشة الناس واستقرارهم بقرارات هوجاء، عوجاء، يلعنكم عليها أهلها وسكانها كلما سقطت (خبطة) غبية على عمود كهرباء في الجدعان أو صرواح، فتغرق بسببها مدن المعلا والتواهي وكريتر والشيخ عثمان في ظلام دامس، وتعيش المدينة وناسها ساعات طوال من الألم والمعاناة، تتضاءل الحروف عن وصفها!!

ربما لا تعلمون ماذا يقول الناس عنكم مع كل لحظة يغيب فيها وهج ضوء الكهرباء، فينقطع معه هواء مراوح السقف أو النسمات الباردة التي يستجديها الناس من مكيفات التبريد، التي يتحملون فواتيرها ويقتطعونها من قوت أولادهم، ويا ليت لو أن لكم آذان تسمع تلك النغمات الجميلة التي يرسلها إليكم الفقراء والمطحونون والمرضى، والطلاب الذين تطالهم عقوباتكم بفصل التيار عنهم، فلو أنكم سمعتم لبكيتم كثيراً، ولخجلتم أكثر.. هذا إن كان فيكم شيء من حياء أو خجل!!

إن أقل ما يقوله الناس هنا هو: ما لنا ولـ (كلفوتكم)؟ وما لنا ولـ (كعلانكم)، ولخبطاتكم وأبراجكم؟ ويتساءلون: إذا كانت (عدن) قد عرفت نور الكهرباء قبل نحو 90 عاماً، فمن المعيب عليكم إرجاعها اليوم إلى عصر الفوانيس والظلام، وساعات العذاب اليومية!!

شخصياً؛ أتوجه إليكم اليوم بالسؤال، كما تساءلت في مرات سابقة: أي عبقرية تفتقت لديكم؟ وأي رغبة استعباد سادية تسكن نفوسكم؛ تلك التي جعلتكم ترهنون (عدن)، أول مدينة عربية عرفت الكهرباء عام 1926 من القرن الماضي، لتجعلوا منها مجرد تابع لصحراء مأرب، تلك الأرض اليباب التي لم تعرف الحياة المدنية ولم تنتم إلى العصر بعد، رغم حضارتها العريقة التي انهارت بانهيار السد، ورغم كونها تربض على كنوز من الثروات التي لم يحسن استغلالها والتي تذهب لمصلحة قبائل الفيد والنهب في صنعاء، وما حولها؟!

عليكم أن تعلموا، وبعيداً عن حسابات السياسة والاقتصاد، أن (عدن) ومنذ سنوات تعيش وضعا مأساويا بفعل الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، مما يفاقم من آلامها وأوجاعها التي لا تعد ولا تحصى، وليس هناك من حل واقعي وأخلاقي ومسؤول سوى عودة وضع الكهرباء في هذه المحافظة، والمحافظات المجاورة لها، إلى ما قبل إجراءات نهبها وضمها إلى ما تسمى الشبكة الوطنية تحت تأثير نشوة النصر في 7 يوليو المشؤوم!!

خلاصة: من حق (عدن) وأهلها أن تحتفظ بحقها وخصوصيتها، ولا يجب إقحامها في مشكلات القبائل والاختطافات والابتزازات والقطاعات التي لا تنتهي، لأن (عدن) لا تنتمي إلى هذا الصنف من الواقع ومشكلاته ولا تعرفها، وبالتالي؛ فمن الجرم أن يفرض عليها دفع ثمن جرم لم ترتكبه!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص