آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:16:37:20
التواهي .. من قاعدة سوفيتية آمنة الى قاعدة مدمرة
سعيد شيباني

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

مدينة التواهي بمحافظة عدن القلب الاستراتيجي المهم لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومعقل الثقل السياسي والعسكري الحديدي إبان حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب في السبعينيات والثمانينيات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، كما هي أيضا كانت البوابة البحرية والسياحية والإعلامية والثقافية لدولة الجنوب، فيها النصب التذكاري للشهداء، وفي قصر الرئاسة الواقع فيها تحققت الوحدة اليمنية، وأعلنت الجمهورية اليمنية.

كانت التواهي (هيبة الدولة في الجنوب).. لا طلقة رصاص فيها إلا في الانقلابات على سدة الحكم.. هي كلمة الفصل في الجسم لقيادة حكم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ولكون التواهي كانت (قاعدة) سوفيتية (بحريا واستخباراتيا وأمنيا)، فلم يجرؤ أحد على التصوير أو الاقتراب من المعسكرات والمقرات الأمنية الواقعة فيها، فكان الأصدقاء (الأجانب - السوفيت) يعشقون رمال وشواطئ وبحر (جولدمور)، ينتشرون وعائلاتهم فيها بكل حرية، وبعيداً عن ظنون أي خطر قد يحدق بهم، رغم أنهم أجانب!!

والتواهي - اليوم - بعد أن غادرها (السوفيت)، وانتقلت سيادة الحكم إلى صنعاء وغادرها الحاكم (الحزب الاشتراكي اليمني) أطلت على مدينة التواهي منذ العام 2000، القاعدة (الإرهابية) مفتتحة نشاطها بضرب البارجة الأمريكية (كول) إلى مسلسل تفجيرات وأحزمة وقنابل موقوتة، واقتحام متكرر لمبنى الأمن السياسي الواقع في التواهي ذهابا وإيابا، وأخيرا إلى اقتحام مبنى المنطقة العسكرية والمنطقة الرابعة العسكرية او القتال فيها منذ الصباح إلى المساء.

قتال الجيش مع (القاعدة) في التواهي بمبنى المنطقة العسكرية الرابعة فاجأ الجميع - داخليا وخارجيا، وانتصر فيه الجيش (متأخرا) ونجح المهزوم (الإرهابي) في الاختراق للمبنى (مبكرا)، ونجح الجيش في تصفية المقتحمين الإرهابيين وخسر جنودا ومدنيين مجاورين، ولحق الضرر بالمساكن المدنية الآمنة التي تحيط بالمبنى العسكري!!

التواهي (قاعدة) إرهابية إذا بقيت المقرات العسكرية المطلوبة قاعديا.

فكل المؤشرات تدل على استمرار تحدي (القاعدة) الإرهابية لاختراق المبان العسكرية والأمنية، وضرب أحزمتها الناسفة والمفخخة في محيط وعمق هذه المبان المطلوبة إرهابياً، خصوصا وأن سيطرة القرار الانتقامي الظلامي لـ (القاعدة) ينحصر في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، باعتبارهم من يرسلون الجيش لدك أوكارهم في محافظتي أبين وشبوة، وجهاز الأمن السياسي هو من يعتقل أفرادهم!!

فأمراء (القاعدة) الإرهابيون لن يتركوا مدينة التواهي تنعم بالأمن والأمان طالما ومعتقداتهم بأن من مقرات القيادة العسكرية الذي يعطون أوامر دك أوكار (القاعدة) في الجنوب تطلق قرارات قتل الإرهابيين من التواهي، مع أن الواقع ثبت أن القائد العسكري (الشجاع) لهذه المنطقة العسكرية يقود العمليات العسكرية في أبين من مواقع القتال هناك، وليست من التواهي!!

ولكن يبقى السؤال الذي أخذ يتردد بين أوساط الناس: هل تنقل المقرات العسكرية المطلوبة من القاعدة الإرهابية من مدينة التواهي، حتى تستكين هذه المدينة وتنقل القاعدة عملياتها الهستيرية بعيدا عن هذه المدينة، التي كانت تنعم بقمة الأمان وصارت ترعب من قاعدة الإرهاب؟!

* أمين عام محلي التواهي بعدن

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص