آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:05:36:39
المطالب السياسية للحراك لم تكن وليدة ثورة التغيير
صالح ناجي حربي

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

في صحيفة الأمناء المكافحة وعلى صفحتها الخامسة من عددها الصادر يوم 12 / 9 / 2012م قرأت موضوعا للأخ الصحفي المخضرم ( حسن بن حسينون ) بعنوان ( طغاة إلى مزبلة التاريخ ) ، الموضوع جيد ويعبر عن رأي كاتبة ولكنني أجد نفسي مضطرا للتعقيب على بعض مما ورد في الجزء الأخير من الموضوع ، تحت عنوان فرعي ( أحلام اليقظة ) مع التأكيد إنني لا أدافع عن النظام السابق الذي كان قائما في الجنوب قبل الوحدة ، والذي انبرى الأخ حسن بن حسينون في شتمه بشكل مفرط في موضوعه ، هذا وبقية مواضيعه المنشورة مؤخرا في بعض الصحف ، لان ذلك يعبر عن قناعاته ، والمعروف أن كل حقبة تاريخية ونظام الحكم فيها يحملان من الايجابيات والسلبيات وفيها المستفيدون مثلما فيها المتضررون ، والكمال والعدل لله تعالى وحده .

لكن اعتراضي حول ما قاله الكاتب وهو يتحدث عن الحراك الجنوبي بأنه ( بعد هزيمة يوليو 1994م وبعد سبات طويل كانت المطالب حقوقية للمتقاعدين العسكريين ، وبعد أن اندلعت الثورة السلمية لشباب التغيير انتقلت المطالب من حقوقية إلى الانفصال ) . أقول أن هذا الكلام غير صحيح ومجافي للحقيقة ، فالمطالب الحقوقية كانت خلال الفترة التي أعقبت حرب 94م الظالمة وحتى مطلع عام 2007م ثم تحولت بعد ذلك إلى مطالب سياسية ولم يكن ظهور هذه المطالب استغلالا للمتغيرات التي نتجت عن الثورة السلمية لشباب التغيير مع كل تقديري لثورة شباب التغيير . كما ولم يحصل السبات العميق الذي تحدث عنه الكاتب حيث بدأت طلائع النضال منذ أن وضعت الحرب أوزارها وتشكلت اللجان الشعبية والحركات بمسمياتها وتنوعها والمسيرات السلمية وسقط الكثير من الشهداء والجرحى ، واعتقل الكثيرين خلال العقد الأخير من القرن الفائت والعقد الأول من القرن الحالي ، وبحت الحناجر تزمجر ضد الظلم والقهر والاستبداد .

وسوف اذكر الأخ حسن بن حسينون بواحدة من الفعاليات كان هو حاضرا فيها وذلك أثناء انعقاد مؤتمر منظمة الحزب الاشتراكي في م /عدن الذي انعقد في القاعة التابعة لديوان المحافظة وبالإيجار طبعا ! وذلك عشية انعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب حيث دوت الشعارات من حناجر المندوبين على مدى كل  جلسات المؤتمر ومنها الشعارين التاليين : ( يا حزبنا يا صانع الوحدة قد غيروا الوحدة ومعناها ، ولا نريد الحكم بالقوة هذي الأساليب قد رفضناها ) ، ثم ( عزم القلوب أقوى من المدفع ذي ما يصدق واجب إقناعه ، شوف ما اخذ بالغصب با يرجع ما نتركه لو قامت الساعة ) . هذه الشعارات وغيرها دوت في كل مؤتمرات الحزب العامة والمحلية بما فيها المؤتمرين العامين الرابع والخامس المنعقدين في صنعاء . واضن أن الأخ حسن يدرك أن هذه الشعارات سياسية بامتياز ومنذ وقت مبكر ، وقد تأثر بها آنذاك ، وحينما صعد الأخ حسن بن حسينون إلى المنصة لإلقاء كلمة حزبه الذي التحق به آنذاك ، قال مخاطبا مندوبي المؤتمر من خارج الكلمة المكتوبة : ( لقد كنت عضوا في هذا الحزب العريق الحزب الاشتراكي اليمني ولكنني تعرضت لبعض المضايقات والأذى وفصلت من عضوية الحزب ثم التحقت بحزب آخر وهاءنا القي كلمة الحزب الآخر الذي أصبحت عضوا فيه ، لكن أريد مصارحتكم بالقول : ( وما الحب إلا للحبيب الأولي ) فضجت القاعة بالتصفيق له باعتباره لا زال يحمل في ثناياه احتراما للحزب الاشتراكي بعد أن سمع وشاهد ذلك الحماس لدى المندوبين . ورغم تصفيق الجميع للعبارة التي قالها الأخ حسن بن حسينون ( وما الحب إلا للحبيب الأولي ) إلا أنا لم اصفق له رغم إعجابي بتلك العبارة لأنني شعرت في قرارات نفسي أن الأخ حسن غير أمين مع الحزب الذي جاء لتمثيله في تلك الفعالية الحزبية . وهذا للتذكير ليس إلا .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص