آخر تحديث :السبت 25 مايو 2024 - الساعة:09:19:52
الأمن الضائع
سند بايعشوت

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

بات في حكم المؤكد أن قادم الأيام ليس هو الأجمل، فقد انصرمت أربعة عشر عاما من الألفية الثالثة، والأوضاع تزداد سوءاً ولم يتحسن مستوى المقهورين في الأرض ولم تظهر عليهم النعمة، بل تحولوا إلى بطون خاوية وأفواه فاغرة مكلومة بالفواجع والمواجع، فهي اقرب إلى هياكل عظمية مهددة بالانقراض!!

كيف بالله عليكم - يا سادتي - حل المعادلة المعقدة بقلب الموازين في البلاد التي تعيش على خطوط تماس بين الفقر المدقع، والغنى الفاحش، بين الشمال الرأسمالي، والجنوب الكادح؟ حتى أصبح القياس على الشيء من لزوم الشيء وضده، والعكس صحيح في الحصول على الأرض والوظيفة والزوجة ضمن قائمة الاختيارات، إما بالتقسيط المريح أو الشراء عبر النقد مقابل (الأرض – الوظيفة)، والأخيرة يمكن الظفر بها في الزواج الجماعي الميسر في وطن مغلوب على أمره؛ يحكمه من أمن مستقبل نفسه وعياله من مال (سائب) يعلم السرقة في بنوك سويسرا ودبي والقاهرة، ما بعد المعاش من خلف الحكومة التي علمت الناس الرشوة و(البورة) والواسطة والمحسوبية بـ (الدعس) على النظام والقانون تحت بند القضاء على الفقر!!

وبالتالي؛ لم يعد المواطن الجنوبي، الذي ورث نظاماً وقانوناً وأمنا قوياً، يثق في الدولة التي ضعفت أمامه ولم تستطع توفير الأمن الغذائي والقومي له ولأولاده، فأصبح هو الحارس الأمين على أمنها الضائع بالاستعانة به - عند الضرورة تباح المحظورات - بالقبض مثلاً على قاتل مأجور، أو لص محترف، فأمن لا نحميه لا داعي أن نضيعه بعد غياب الدولة أكثر من أي وقت مضى!!

فمثلاً؛ تجد ثمة شباب ضائع و(صائع) من عيال سوق يقومون بإغلاق شارع عام لأيام، وعلى مقربة من مخفر شرطة بغض الطرف عن تعطيل مصالح الناس وإغلاق المدارس والجامعات ومرافق العمل والإنتاج من صنع فلذات أكبادنا، الذين انجروا للفوضى الخلاقة، وإلى عمليات الهدم والردم لكل ما هو جميل من طرقات وشوارع و منشآت، باعتبارها رجساً ودنساً تابعة لـ (...) لابد من طمسها وإبادتها عن بكرة أبيها، لأنها لا تستحق البقاء، فلم تعد (عدن) زهرة المدائن، ولا (المكلا) فينيسيا الشرق، لنعود القهقرى للوراء إلى ما بعد الصومال!!

وبالرغم من الفراغ الأمني الكبير في الجنوب؛ فإن سلطة الدولة غائبة تماما، وسلطة الحراك عاجزة عن إدارة الأمن بعد فقدان سيطرتها على الشارع اثر انغماسها في حرب ضروس بين الكراسي دون الوصول لسدة الحكم، باللعب في الوقت بدل الضائع وتعطيل قدرات الشباب وعدم تنميتها لبناء الأوطان.. فهل يعقل - بالله عليكم - أن تعجز النساء عن ميلاد عهد جديد لشباب ناهض في أخذ زمام المبادرة بالإدارة و السياسة؟

ونقول؛ يكفي وكثر الله خيركم لمن كان سبباً في ضياع الجنوب من تلك الوجوه التي شاخت، وعليها أن تريح قبل أن تزيح وتخلد للهدوء لكتابة مذكراتها.. فلم يعد للعمر بقية لها بلا توريث في النضال، إلاً بالاستمتاع مع أحفادها، ويتركوا الشباب يصنعون الفجر الجديد!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص