- مدير صحة تبن الرفاعي يحذر: الكوليرا تفتك بالأرواح وتستدعي تحركا مجتمعياً عاجلا
- الرئيس الزُبيدي يثمّن الدعم الإنساني الذي تقدمه جمهورية الصين لبلادنا
- المعلمون يشكون تأخر صرف مرتباتهم لشهر اكتوبر
- الوزف.. وجبة بارزة على موائد اليمنيين وفي ثقافتهم
- انسحاب عناصر حــوثـيـة من مأرب إلى صنعاء
- قائد محور أبين العميد النوبي يشهد حفل تخرج قوات عسكرية في ردفان
- مركز التنبؤات الجوية والاندار المبكر تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- احتراق باص في عدن
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلساتها في قضية مصافي
- تخوف حوثي من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ليس ثمة من ينكر حجم العلاقات التاريخية والثقافية والاجتماعية الكبيرة التي تربط أبناء الجنوب بأشقائهم الخليجيين منذ آلاف السنوات، بل يوجد هناك من يعد الجنوب جزءاً لا يتجزأ من الخليج، لا سيما أن هناك تقاربا وتجانسا في اللهجات والثقافات والعادات والتقاليد الخليجية - الجنوبية منذ القدم.
فهناك نسبة عالية من القبائل والأسر الجنوبية ترجع أصولها إلى الخليج، كما أنه في المقابل هناك قبائل وأسر خليجية أصولها جنوبية تماماً، لذا؛ فإن الروابط الاجتماعية بين الجنوبيين والأشقاء الخليجيين خير دليل على هذا القول.
ولعل ما يؤكد هذا أيضاً أن الكثير من الجنوبيين لما استبيحت الجنوب عام 1994 غادروا الجنوب صوب الخليج، فلجأ بعضهم إلى المملكة العربية السعودية وبعضهم ذهب إلى عمان والبعض الآخر اختار الإمارات، والبعض اختار قطر، مع أنه كان بإمكانهم أن يذهبوا إلى أي دولة خارجية غير هذه الدول، ولكنهم فضلوا اللجوء إلى أشقائهم وأبنائهم وإخوانهم وآبائهم في الخليج لأنهم أقرب إليهم من أي شخص آخر، أضف إلى ذلك أن الجنوبيين الذين يغادرون أرضهم بسبب البطالة وتدني مستوى الدخل والعيش لا يتوجهون نحو إيران أو روسيا، بل جلهم إن لم يكونوا كلهم يذهبون إلى الدول الخليجية الشقيقة، التي تحسن وفادتهم وإكرامهم وتعاملهم معاملة حسنة وكأنهم جزءا من النسيج الاجتماعي الخليجي.
وهذا يؤكد أيضاً أن أهلنا في الخليج لا ينظرون إلينا باعتبارنا غرباء أو أجانب، بل يعاملوننا كما يعامل الأب ابنه أو الأخ أخيه، وهذا من شيمهم واحتفاظهم الأصيل بحق الأخوة والجوار.
لقد سعى نظام صنعاء طيلة الأعوام التي تلت غزو الجنوب واحتلاله إلى تشويه العلاقة الخليجية الجنوبية، من خلال سماحه بإدخال أطنان من المخدرات والأسلحة وغيرها عبر الأراضي الجنوبية من حضرموت والمهرة إلى المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وبقية دول الخليج حتى يخلق لديهم عداوة تجاه إخوانهم في الجنوب الذي يعانون الأمرين، ويكرس المفهوم الذي صنعه في صنعاء وهو أن الجنوبيين يعتبرون أهل الخليج أشد أعدائهم، كما يروج لذلك بغية الإساءة إلى العلاقات الجنوبية - الخليجية، ومن أجل حمل أهل الخليج على الوقوف ضد الثورة الجنوبية وضد شعب الجنوب وهو ما لم يفلح فيه أبداً، لأن إخواننا في الخليج باتوا يدركون أن نظام صنعاء الذي أيد غزو العراق للكويت في بداية التسعين هو نفسه من يحاول أن يخلق الشقاق والفتنة بين الجنوبيين الذين رفضوا غزو صدام حسين - رحمه الله - وبين الخليجيين الذي شكروا الجنوبيين على موقفهم الصادق النبيل آنذاك، والجنوبيون هنا هم شعب الجنوب، وليس ذلك النظام الاشتراكي الشيوعي الذي كان له نصيب وافر من إيجاد حواجز بين شعب الجنوب والأخوة في الخليج كادت أن تؤدي إلى قطيعة مستمرة بين الجانبين.
شعب الجنوب اعتاد منذ القدم أن يلجأ إلى إخوانه في الخليج عند المحن، وحينما تشتد الأمور ، ذلك لأنهم أصلاً عودوه على هذا الأمر بسبب عدم تركهم له يوما من الأيام، وهو ما جعل أبناء الجنوب يتجهون دائماً نحو الخليج.
إخوتنا في الخليج.. أيها الملوك والأمراء والسلاطين الأكارم، يا دعاة وعلماء ومشايخ الخليج الفضلاء.. إن شعب الجنوب اليوم يستغيث بكم، ويناشدكم الوقوف إلى جانبه فيما يمر به من مرحلة عصيبة للغاية، نخاف معها أن يلجأ إلى حمل السلاح وهو ما لا تحمد عقباه على كل الأطراف الموجودة على الساحة في الجنوب.
يا أهل الخليج.. إن من يقتلنا ويسفك دماءنا يومياً في كل الجنوب، ويعتقل شبابنا ويهمش كوادرنا، هو نفسه من يدخل إليكم المخدرات ويهرب السلاح والمصائب المنوعات إلى بلدانكم!!
من سرق نفطنا ونهب غازنا وجفف بحرنا واختلس ثرواتنا ليل نهار هو نفسه من يكيد لكم في كل محفل، وهو نفسه من يدعم الحوثيين لكي يسحبوا على أرضكم ويحدثوا قتلاً فيكم يسر خواطر هؤلاءِ المتآمرين الواشين الذين أوقعوا بيننا وبينكم الفتنة والشر والخراب بغية عدم تقاربنا، لأن تقارب الجنوبيين والخليجيين سيهدد مصالح هؤلاءِ الذين لا يزالون إلى هذه اللحظة يتآمرون ويخططون للنيل من العلاقات الأخوية بين الجنوب والخليج، ذلك أن مصالحهم أسست على باطل ولم تقم على الحق أبداً.
يا أهل الخليج.. لا تتركوا شعب الجنوب لحاله، فهناك من يصارع من أجل الانفراد بالجنوب ليس لأن شعبه قليل، بل لأن الجنوب يحتوي على أكبر بحيرة مياه عذبة في الشرق الأوسط، إن لم يكن العالم وهذا مخزون استراتيجي أقرب للخليج من أي جهة أخرى، كون هذه البحيرة توجد تحت هضبات حضرموت القريبة من المملكة العربية السعودية.. إضافة إلى أن في الجنوب مخزونا كبيرا من الغاز الطبيعي، ومن النفط الخام الذي يقدر بأعداد ضخمة تفوق المخزون الروسي، كما يقول المهندسون.
وعلاوة على ذلك؛ إن في الجنوب ثروات كثيرة متنوعة ليس أقلها الذهب والنفط والثروة السمكية، بل هناك أراض زراعية واسعة بحاجة للإعمار والاستثمار، وهناك معادن متنوعة وثروات جمة لم تكتشف بعد، فضلاً عن باب المندب الموقع الاستراتيجي الذي يطمع الكل فيه ويريد أن يكون له نصيب مفروض منه.
وهناك جزيرة سقطرة الجنوبية، وهناك البحر العربي الجنوبي الذي يناسب مد خطوط أنابيب النفط الخليجية إليه كبديل عندما تهدد إيران مضيق هرمز أو تغلقه.
وهناك الكثير والكثير الذي لم يكتشف في الجنوب، هذا كله بحاجة إلى وقفتكم وأخوتكم، وعدم ترككم الجنوبيين يقبعون تحت هذا المحتل الغاشم الذي لا يراعي فينا ديناً ولا أخلاقاً.
يا أهل الخليج.. الجنوب مكانكم الاستراتيجي فلا تتركوه لكل الذين يتصارعون عليه من إيران وأمريكا وروسيا وغيرهم، سارعوا قبل فوات الأوان فالجنوبيون في انتظاركم.