- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
- المعلمون بالعاصمة عدن يشكون تأخر صرف مرتباتهم لشهر اكتوبر
- الوزير بن بريك يناقش التحديات الاقتصادية والمالية مع المستشار الاقتصادي للأمم المتحدة
- "جوع الحرب": انتشار استهلاك الأغذية غير الصحية يزيد معاناة اليمنيين في مناطق الحوثيين
- مدير صحة تبن الرفاعي يحذر: الكوليرا تفتك بالأرواح وتستدعي تحركا مجتمعياً عاجلا
- الرئيس الزُبيدي يثمّن الدعم الإنساني الذي تقدمه جمهورية الصين لبلادنا
- المعلمون يشكون تأخر صرف مرتباتهم لشهر اكتوبر
- الوزف.. وجبة بارزة على موائد اليمنيين وفي ثقافتهم
- انسحاب عناصر حــوثـيـة من مأرب إلى صنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
وجهت شركة طيران دولية مرموقة تابعة لدولة إقليمية شقيقة رسالة إنذار للجهات المسؤولة عن مطار صنعاء، ورد فيها أنها سوف تضطر إلى وقف رحلاتها إلى مطار صنعاء إذا ما استمر حال المطار على ما هو عليه عند استقبال الطائرات الوافدة التي تقوم، في العادة، بشفط الهواء من داخلها إلى خارجها لتستبدله بالهواء النقي بعد هبوطها ووقوفها للاستراحة (الترانزيت)، وتجديد الطاقة والهواء؛ وإذا بها تتشبع بروائح كريهة تزكم الأنوف، وتدوخ الرؤوس؛ فتضطر معه الطائرة الوافدة إلى توظيف طاقمها من المضيفات والمضيفين في مهمة هش الذباب وكنس ما يتساقط منها في ممرات الطائرة، وصد هجمات جيوش الذباب المتدافعة على الطائرة من كل الأبواب والمنافذ والثقوب الصغيرة في المحركات، وتلك وظيفة لم تتدرب عليها أطقم الطائرات ولم تدخل في برامج تأهيل المضيفين والمضيفات.
المعلوم أن الطائرات ذات المواصفات العالمية العالية الجودة، والحريصة على سمعتها ومكانتها في السوق تحرص –وهي ملزمة- على أن تكون تهويتها الداخلية نقية وفي مستوى غرف الإنعاش بأرقى المستشفيات، وهي ليست في وارد القبول بهذا النوع من الاستقبال العدواني الوبائي الذي صار يتكرر في مطار صنعاء وتصطدم به الطائرات الفارهة التي تصفعها روائح البرك وأحواض المستنقعات المكشوفة المحيطة بالمطار، وجوائح المياه الآسنة المرتدة من مجاري الصرف الصحي المسدودة.
وتقول المصادر العليمة بوضع المطار والأرجاء المحيطة به والمتداخلة بأرضه، إن نفرا من القاطنين في جوار المطار قاموا قبل أيام بسد المجاري بأخشاب غليظة، ما أدى إلى ارتداد المياه إلى المطار، ولسان حالهم: هذه بضاعتكم ردت إليكم.
تقول المصادر إن هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة، وأن المحنة مزمنة ومستدامة وهي مرشحة لسد المطار وكتم أنفاسه وحركته.
يحدث هذا الذي يحدث وتتفاقم مضاعفات هذه الكارثة من غير أن تحرك الجهات المعنية في الدولة ساكنا باتجاه وضع حد للكارثة التي طالما ألحقت الأضرار الوخيمة بالسكان المحيطين بالمطار وبالقبائل التي تقذف بالفضلات والمخلفات والسوائل العفنة، كما صارت تهدد بإغلاق واجهة البلاد وبوابتها وعنوانها المتقدم الذي تصافح به العالم، وصار في مهب الشطب من مجال الخدمة: مطار صنعاء.
ويتحدث بعض العاملين في هناجر ومخازن طيران اليمنية عن أكداس من الذباب والصراصير والحشرات صارت تكنس بالرفوش والمجارف، وعن حاجة متزايدة لكمامات واقية من الغازات الكريهة والسامة، وملابس خاصة ومن ذلك النوع الذي يرتديه العاملون في مجاري الصرف الصحي تحت الأرض وليس من النوع الذي يستخدمه، عادة، العاملون في المطارات والطائرات.
إن هذا الوضع البائس لمطار صنعاء الدولي خير شاهد على تعفن (النظام) ووصوله إلى درجة التحلل، وخير شاهد على واقع أن البلاد صارت رهينة لمافيات ولصوص النهب المنظم والفساد المعمم والانكشاف التام الذي بلغ مستوى الذروة الانفجارية، ولم يعد بالإمكان حجبه أو لجمه بمشاعر الخزي والحياء التي يبدو أنها تحللت هي الأخرى وغربت شمسها عن أرجاء البلاد.
إن حالة مطار صنعاء وصمة عار، وعلامة فاقعة من علامات الهول والأفول والساعة اليمنية.
إنها حالة بلاد تقع خارج العقل وتتخبط في متاهات اللامعقول واللاإدراك واللامسؤولية.