آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:22:22:55
مهمة بن عمر لم ولن تحقق شيئاً لا في الشمال ولا في الجنوب
حسن بن حسينون

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أنا لا أفهم هل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر يتجاهل ويستخف بعقول المواطنين في حضرموت والجنوب العربي و بأنه جاء لينفذ المبادرة الخليجية وعقد مؤتمر الحوار وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ثم يتوكل على الله ويعود أدراجه للتباهي أمام مجلس الأمن والأمين العام بأنه حقق أعظم إنجاز في تاريخ اليمن؟

 لا يا أخي لم تحقق شيئاً ما حققته كلام على الورق لا غير, و أحسبني من المعرقلين وذلك اعتراف بخط يدي.

أما لماذا لم تحقق شيئاً فإليك الحقائق والبراهين التالية وأنا أتحدث عن مهمتك التي جئت من أجل إنجازها وأتحدث بالذات عن الجانب الجنوبي في مهمتك.

أولاً : إنك جئت مكلفاً لتنفيذ المبادرة الخليجية والمبادرة خاصة بالشمال ولا علاقة لها بالقضية الجنوبية لأنها جاءت على خلفية الصراع الذي دار في صنعاء بين علي عبدالله صالح ومعارضيه. وكل جنوبي اشترك في الحوار لمناقشة المبادرة لا يمثل إلا نفسه لقد شاركوا حسب طلبهم ولم ينتخبهم أحد وهذا ما يؤكد عدم تمثيلهم للجنوب.

ثانياً : إذا تحدثنا عن سيادية وزارة الدفاع ووزارة الخارجية فكل منتسبي  الوزارتين هم من الشمال أي من نظام الجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة (المؤامرة) وحتى لو قبلنا بالأقاليم الستة أو حتى العشرة فإن من سيحكم اليمن بعد ذلك هو الجيش والأمن القومي والوطني والسياسي والاستخبارات اليمنية والقبائل اليمنية والبعثات الدبلوماسية التي مارست أبشع وأقذر أساليب الكذب والخداع والتضليل بحقكم وبحق أعضاء مجلس الأمن وأولاً وقبل كل شيء آخر بحق القضية الجنوبية, إلا إذا كنتم أنتم كهيئات دولية مشاركين في تلك المؤامرة فهذا شيء آخر.

قد يعتقد البعض وفي مقدمتهم بن عمر بأن القضية الجنوبية يمكن أن تحل بمخرجات الحوار الوطني, بعد الإعلان عن عدد من الأقاليم الستة, علماً بأن هذا الاعتقاد خاطئ من أساسه. وجميع من شاركوا في ذلك الحوار كان هدفهم محددا ومعروفا ويتمثل في الحصول على المال الذي أغراهم قبل أن تنتهي الفترة المحددة لتقديم طلباتهم.

وحول ما حصل في ذلك اليوم المشئوم من السابع من يوليو عزيزي بن عمر هو غزو وحرب عدوانية انتهت باحتلال الشمال للجنوب جعلت من عدن وحضرموت تحديداً مدناً مفتوحة للنهب والسرقة للممتلكات العامة والخاصة والسطو على الأراضي وعلى كل الثروات الوطنية في البر والبحر وفي أعماق الأرض من نفط وغاز ومن ثروات معدنية . أي أن كل شيء في الجنوب قد تحول إلى فيد وغنائم حرب لدعاة النصر تحت شعار من أجل الحفاظ على الوحدة ومنع الانفصال كذباً وبهتاناً. حقيقة لقد أصبحت عدن والمكلا والشحر وسيئون شبيهة بمدينة صنعاء بعد هزيمة حركة الأحرار عام 1948م التي اجتاحتها قبائل اليمن القادمة من كل حدب وصوب ونهبت كل شيء داخل متاجرها بما في ذلك نهب بيوت المواطنين.

أما الذي لا ريب فيه هو أن ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني والمتعلق بالقضية الجنوبية لن يجد له قبولاً في الشارع الجنوبي إلا باستعادة مرافق ومؤسسات الدولة في الجنوب وكذلك مؤسسات ومرافق القطاع العام والخاص والمختلط التي تم نهبها ويوجد لدينا إحصاء كامل بها وبمن استولى عليها بما في ذلك ما يتعلق بالأراضي ومزارع الدولة والتعاونيات وكذلك إلغاء جميع وثائق التمليك التي صرفت للغزاة في جميع المحافظات الجنوبية. بعد ذلك يمكن الحديث عن القبول أو عدم القبول بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

كان الهدف من نهب مرافق ومؤسسات الدولة وكذلك القطاع العام والمختلط ونهبه والسطو عليه وخصخصة البعض وبيع البعض منه بأبخس الأثمان وذلك حتى لايفكر جنوبي واحد في استعادة الدولة الجنوبية مستقبلاً وهو ما تطالب به الحركة السلمية الجنوبية في الوقت الحاضر وقد تزامن ذلك مع تسريح جميع العمال والموظفين في هذه المرافق وكانت الخاتمة بتسريح منتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية لينتهي أي أثر لدولة كانت قائمة في الجنوب قبل السابع من يوليو 1994م . أما عودة البعض من العسكريين فيما بعد فقد تم بصورة فردية وليس على أساس وحدات أو دوائر عسكرية. كل ذلك قد تم وفقاً لخطة شيطانية بدقة متناهية ونفذت بحنكة متناهية أدارها علي عبدالله صالح وأركان حكمه بكفاءة عالية وهذا ما نريد توضيحه لمبعوث الأمم المتحدة و أعضاء مجلس الأمن الذين وقعوا ضحية خداع وكذب وتضليل وسائل إعلام الجمهورية العربية اليمنية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج طيلة العشرين عاماً الماضية.

أما بالنسبة لجرائم القتل والانتهاكات التي ارتكبت على يد قوات الغزو والاحتلال فجميعها مرصودة وتعد بعشرات الآلاف بما فيها تلك التفجيرات والاغتيالات التي تنسب لفاعل مجهول أو تنظيم القاعدة. وفي مقدمة تلك الانتهاكات البشعة والتي مات بسببها تحت التعذيب أحد أشهر الضحايا أحمد الدرويش في 28/6/2011م والمئات من أمثاله رغم التعتيم على تلك الانتهاكات والخوف من قول الحقيقة. والبركة في كتابنا وأئمة المساجد الذين تميزت كتاباتهم وخطبهم اليومية والأسبوعية بالحديث عن أحداث بسيطة مرت عليها مئات السنين, في الوقت الذي يتحاشون فيه الحديث أو الخطابة عن أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الأبرياء في الضالع ولحج وعدن وشبوة وحضرموت وغيرها من مدن وقرى الجنوب, كل ذلك خوفاً من الطابور الخامس الواقف لهم بالمرصاد والمكلف بتكميم الأفواه دفاعاً عن المتنفذين القتلة وعتاولة الفساد والذين يتخذون من الصحافة والمواقع الالكترونية وبأسماء مستعارة وسائل لإرهاب الكتاب والصحفيين. إن هؤلاء المرتزقة حقيقة لا أخلاق ولا قيم وطنية أو دينية لديهم بعد أن باعوا أنفسهم لهوى الشيطان الذي يتحكم بمصير الشعبين في الشمال وفي الجنوب.

أما من كان السبب في كل معاناة أبناء المحافظات الجنوبية منذ الثاني والعشرين من مايو 90م وحتى الوقت الحاضر نقول لهم سامحكم الله ولا تعليق.

وفي الأخير نأمل من أعضاء مجلس الأمن ومندوب الأمين للأمم المتحدة أن لا ينظروا للأوضاع في اليمن بعين واحدة ويتجاهلوا ما حدث للجنوب والجنوبيين بعد 7/7/1994م ويقرروا كما جاء في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المرفوض جملة وتفصيلاً لدى جميع مواطني الجنوب المطالبين بإعادة  النظر في تلك المخرجات قبل أن تحدث الكارثة التي بدأت تبرز للعيان بوجهها القبيح.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص