آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:07:12
طـــــــز!
محمد عبدالله الموس

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عقب صراع 1986م كان صديقي، الذي لم أستأذنه في ذكر اسمه، لازال موظفا كبيرا في إحدى وزارات (الطغمة) فيما أخوه الأكبر كان نازحا في صنعاء مع جماعة (الزمرة)، وحين كنا نلح عليه في أن يحدد موقفا فيما إذا كان طغمة أو زمرة كان يرد ضاحكا أنا (طز)، يقصر الحرفان الأولان من طغمة وزمرة.

لم أفاجأ كثيرا حين قرأت لواحد من أدعياء الاشتراكية أشارة إلى أن الرئيس هادي لم يتحرر من عقدة الطغمة والزمرة , ذلك أن هناك فعلا من لم يتحرر من هذه العقدة وهناك من يتكسب من حالة الانقسام الجنوبي وهناك من صعد في غفلة من الزمن على حساب هذا الانقسام.

رجعت بنا الذاكرة إلى سنوات قليلة مضت عندما انطلق الحراك الجنوبي في 2007 م وكانت سلطة ذلك العهد تستدعي صراع 1986م بقوة لضرب التسامح والتصالح الذي ولد في جمعية ردفان، قبل أن تسبقه زيارات متبادلة بين المناطق الجنوبية التي تصارعت في 1986م، وصل حد أن صار هاجسا رسميا، لكنه لم يفت في عضد وحدة الصف الجنوبي.

واقع الحال أن حالة التشظي التي أصابت الجنوبيين بعد انطلاق الحراك الجنوبي ترجع في الأساس إلى (نكباته) التي ظهرت بعد ذلك بسنوات والمسماة، مجازا، (نخب) فهذه النخب معجونة بثقافة الصراع (كالنار تأكل بعضها، إن لم تجد ما تأكله) وقد كشفت الأيام إلى أي مدى كانت مصائرنا بأيدي عقول ضحلة، حمقى، في الغالب، أوصلتنا إلى جحر الحمار الداخلي ولم تتوقف بعد.

معضلة الرئيس هادي الحقيقية هي مع أطراف تريد فرض مصالحها (مراكز قوى، تحالفات، أحزاب) لا تهم التسمية، الشيء المؤكد أن معاناة الناس لم تعد في حسابات الأحزاب التي تحولت إلى مجاميع بشرية تحمي مصالح أفرادها وتتصارع على غنائم السلطة وتتفق وتختلف مع الرئيس هادي بمقدار الحصص من هذه الغنائم ونسيت أن هناك وطنا فيه أناس يبحثون عن دولة وفي الجنوب ينشدون وطنا وهوية, لقد نسيت هذه الأحزاب معاناة الناس, فهم لا يصارعون لرفع المعاناة عن مريض أو إشباع جائع أو إيواء مشرد, هم يصارعون على مزيد من الترف والزوجات.

إن الحديث عن المدنية ودولة القانون وعن قيم التعايش وقبول الآخر ليست (فكرة) ولكنها (حالة) يجب أن نعيشها ولست أدري هل ذلك ممكن في ظل وجود أناس يلبسون أزياء القرن الـ (21) ويفكرون بعقلية القرن الـ (19) , هل ذلك ممكن في ظل وجود حزب حداثي يستدعي بعض قياداته صراعاتهم الماضية لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية.

لست أدري هل ذلك ممكن في ظل وجود من يفترض بهم نخب، يقتربون من أرذل العمر ويفكرون بعقلية المراهق الأرعن, يقول كلاما دون تفكير أو تمعن.

لازال هناك من يعاني من متلازمة 1986م، إما تأثرا أو بقصد التكسب، أما السواد الأعظم ممن دفعوا ثمنا حقيقيا في ذلكم الصراع، وأنا واحد منهم، فقد قالوا له (طز).

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص