آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:19:13:39
وماذا عن صنعاء وأخواتها!
عبدالعزيزالمقالح

الاربعاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

صنعاء عاصمة اليمنيين وحاضرة التاريخ العربي القديم، تعاني من الغبار ومن الشلل الاقتصادي وشحة الماء والخلل الامني، ولو لم تتمكن الأمطار الموسمية الغزيرة من أن تغسل واجهات البيوت من الرماد المتراكم لكان في  وسع أي زائر أن يقول إن هذه المدينة قد تعرضت لضربة بقنبلة نووية، أما شوارعها فقد زادتها الأمطار الموسمية تشققا وساعدت على تقشير الاسفلت لا في الشوارع الخلفية وإنما في الشوارع الرئيسية التي صار السير عليها بالسيارات يشبه الرقص على الحبال.

ولا أظن أن بقية المدن اليمنية في حال أحسن، ومدينة عدن خاصة فقد تعرضت هي الأخرى لحالات ساعدت على تدمير البنى التحتية مما يستدعي سرعة النظر وسرعة المواجهة قبل أن تعود شوارع صنعاء إلى أسوأ مما كانت عليه قبل خمسين عاما. وتعود شوارع عدن إلى ما كانت عليه قبل سبعين عاما.

‏لكم تمنيت لو أن اجتماع المانحين الذي حضره الاخ الأستاذ محمد سالم باسندوه رئيس مجلس الوزراء قد خرج بدعوة إلى المانحين تدفع بهم إلى تبني إعادة مرافق الدولة في المدن الكبيرة كمرفق الكهرباء والطرق ومرفق التعليم والصحة، فربما كان ذلك أجدى وأيسر من المليارات التي طال انتظارها وقد لا تخفف كثيراً من حدة الضائقة الراهنة. واعتقد أن المانحين الذين حضروا اجتماع الرياض كانوا يدركون جيدا أن مشكلات بلادنا هي في أصعبها وأقساها مشكلات وافدة، وأهمها مآ يسمى بالإرها ب وما يواجه به من معالجات خاطئة تزيد من انتشاره وتضيف إليه المزيد من الساخطين والرافضين لأساليب المعالجة الأمنية، التي أطاحت من الأبرياء أكثر مما أطاحت ممن يقال عليهم إرهابيون، يضاف إلى هذا المشكل الخطير مشكل أخر لا يقل خطورة وهو تزايد اللاجئين من الأشقاء الذين يشكلون عبئا لا طاقة لبلد فقير ومنسي على مواجهته أو تحمل تبعاته.

ومن بين الأسئلة الملحة المرسومة على شفاه المواطنين: كم من هذه المليارات المحدودة والموعود بها تستطيع أن تضع حداً أو شبه حد لما تعاني منه البلاد؟ وهل تكفي لإنعاش الاقتصاد أو لإصلاح التخريب الذي لحق بالمدن وبالعاصمة خاصة وإبعاد شبح المجاعة؟ وكيف سيتم مواجهة حالة تدني التعليم وهبوط المستوى الصحي. لقد كانت أوروبا سخية إلى أبعد مدى مع اليونان وأسبانيا، عندما فاقت المساعدات مئات المليارات لمواجهة الأزمة الاقتصادية في هذين البلدين الأوروبيين وللمحافظة على مستوى معيشة الناس في دولتين منضويتين إلى الاتحاد الاوروبي، فما الذي جعل ذلك السخاء يهبط أوروبيا بالنسبة لبلادنا التي تعد المشكلات التي تعاني منها مصدره إليها من خلال ما يفعله الاوروبيون والأمريكان بالعالم وبالعالم الإسلامي على وجه الخصوص.

ورغم أننا لا نقلل من أهمية الدعم الأخوي العربي فإننا لابد أن نتوقف طويلاً تجاه حصيلة اليمن من الدعم الأوروبي والأمريكي وأن نتسائل اليوم وربما تتسائل الاجيال في المستقبل عن السبب في محدودية هذا الدعم.

وإذا كانت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية تمنعها عن تقديم الدعم السخي المتوقع فإن في إمكانها دعم المرافق الحيوية في البلاد بالأجهزة والآليات والخبرات كإصلاح مرفق الكهرباء على سبيل المثال لا الحصر، علما أن الشعب اليمني لم يعد ذلك الذي كان قبل خمسين عاما يقبل بأكياس القمح الفاسد ويعتبرها منحة تستحق الشكر والثناء أناء الليل وأطراف النهار. ولعل أكبر منحة تقدم للأقطار العربية من بعض الدول الأجنبية أن ترفع يدها عنها وتتركها تعالج مشاكلها السياسية والاقتصادية بأسلوبها الذاتي وبإمكاناتها المحلية.

لقد صمتت أصوات المدافع والرشاشات وتراجعت استفزازات البلاطجة لكنها بالمقابل تصاعدت الإشاعات وارتفعت الأسعار وزادت وطأة الفقر في ربوع البلاد. ولأول مرة تتساوى معاناة سكان الريف بمعاناة سكان المدن وتزيد مساحة العاطلين عن العمل وهو ما يستدعي السرعة في تطبيق الحلول لا في دراستها أو إعدادها.

تأملات شعرية

الأرض منزل لكل الناس

والسماء جنة لكل الناس

‏لا مكان فيهما

‏لعنصرية اللون

‏ولا لعنصرية الأجناس.

يا أيها الطغاة الظالمون

انتبهوا ...

‏لم يبق في الزمان غير خطوة صغيرة

وبعدها،

ستعلنون مصرع النظام

والإفلاس.

 
   

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص