آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
شريط رقم 48
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هذه ليست قصة قصيرة مثل قصة عنبر رقم 6 لأنطون تشيخوف ! أو اسم فيلم كفيلم فريد شوقي رصيف نمرة 5 !! لأن شريط رقم 48 (نوع يوماتيك .. كبير الحجم مدته 60 دقيقة) موجود بغلافه ومحتواه في الإرشيف الإخباري لقناة عدن الفضائية منذ ثمانينيات القرن الماضي .. فيه لقطات عالمية كثيرة جداً بعضها أبيض وأسود وبعضها ملوّن ، تحكي عن ممارسات النظام الرأسمالي والإمبريالي وقمع المظاهرات في كثير من بلدان العالم وحرب فيتنام وكمبوديا واحتلال بنما وجزر الفوكلاند الإرجنتينية ، بالإضافة إلى سباق التسلح وحرب النجوم ، وبالمقابل أيضاً لقطات عن نشاط حركات التحرر العالمية والدول الإشتراكية ومؤتمرات عدم الانحياز ومجلس السلم العالمي وغيرها من اللقطات الأخرى في عدة مواضيع مشابهة.

تم تجميع محتويات هذا الشريط من مصادر مختلفة .. من الحقائب الفيلمية للتبادل الإخباري التي تصل إلى التلفزيون  ومن الأفلام الوثائقية التي في المكتبة، بالإضافة إلى بث الأقمار الصناعية الذي كنا نستلمه على فترتين  في اليوم ، كان يتم تجميع هذه المواد بجهد ذاتي من بعض الزملاء في مقدمتهم الزميل الإعلامي المخضرم علي فضل علي العقربي ـ أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ـ حيث كان يسهر الليالي لنقل وأرشفة المواد الفيلمية الرياضية وبالمرة يوثق لنا ما تيسر من اللقطات المطلوبة  .

فكرة تجميع كل هذه اللقطات في شريط واحد أتت من الحاجة اليومية الملحة لاستخدام تلك المواد في  البرامج الإخبارية مثل موضوع الساعة الذي كان يبث شبه يومي و برامج قضايا العصر أو أحداث دولية،  حيث كان الشريط رقم 48  هو المنقذ لنا في عملنا بسبب شحة المواد الفيلمية وصعوبة الحصول عليها، كنا نكتب المواضيع ونخطف الشريط 48 ونجري إلى جهاز المونتاج لاختيار اللقطات وإتمام عملية المونتاج .

اليوم ومع تقدم تقنية الاتصالات والثورة الرقمية حدثت طفرة في عالم الإعلام لاسيما التلفزيون, المعلومات هي التي تبحث عنك وتحاصرك في كل مكان .. معلومات في كل شيء وعن كل شيء .. تنتقل إليك وأنت مسترخِ في منزلك بكل سهولة ويسر .

معظم شبابنا اليوم لا يستفيد استفادة قصوى من هذا التدفق الهائل للمعلومات بشتى صورها وصيغها بل يحصر نفسه في قالب معين لا يحقق له تراكما معرفيا يشكل أساسا مهما للمبدع المتفوق الذي يستطيع أن يبتكر الجديد في عمله ونشاطه خاصةً وأن عجلة تطور تكنولوجيا المعلومات تدور بسرعة هائلة في تسابق لم يشهد له العالم مثيلا من قبل .

فمثلاً شريط رقم 48 الذي لم يستخدم منذ ربع قرن أصبح جزءا من ذكرياتنا .. كما أن  ما نستخدمه اليوم من تقنية ستكون بعد أقل من نصف المدة تقنية متخلقة بعد أن تتحرر أجهزة الاتصالات من الكابلات والأقمار الاصطناعية والوسائل التقليدية الأخرى .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص