آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
استهداف (عدن الغد) تعد صارخ على حرية الصحافة
حسن بن حسينون

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

" واذا غابت الديمقراطية يحكم الهوى ويسود...

وحتى يكون ذلك كذلك , فبشر المحكومين

بأسوأ مصير""

المفكر السياسي المصري خالد محمد خالد

للمرة الثانية تستهدف صحيفة (عدن الغد) من قبل المهندس وحيد رشيد محافظ محافظة عدن وذلك بحجبها عن الصدور بعد المرة الأولى التي لم يمر عليها سوى فترة قصيرة جدا تعد بالأيام. إن ذلك يدل دلالة واضحة على التعدي الصارخ على حرية الصحافة وحرية الرأي والرأي الآخر ودليل آخر على ما جاء على لسان أحد الكتاب الكبار عندما كتب : "إن الحكم بطبيعته يخلق في نفسية الحاكم ما يمكن أن نسميه "حاسة الحذر" وهي شيء مخيف عن الخوف" .

ومثل هذه التوجيهات أو الأوامر التي صدرت بإيقاف الصحيفة لا يمكن أن تأتي إلا على لسان من لا يؤمن بالديمقراطية ومبادئها في التعددية السياسية والحزبية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة وانتهاء بمبدأ الحريات العامة بما في ذلك حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر. وعندما نعرف من أصدر تعليماته بإيقاف الصحيفة نجد أن ذلك ليس بغريب على وحيد رشيد فهو ينتمي إلى حزب أو تنظيم لا تاريخ له ولا تجربة له في ممارسة الحياة الديمقراطية ونهجه السياسي لا يختلف عن تنظيم الإخوان المسلمين في مصر الذي لم يستمر في سدة الحكم سوى عدة شهور بعد أكثر من ثمانين عاما في محاولة للوصول إلى حكم مصر وذلك نتيجة للعداء القائم بينه وبين الديمقراطيين, فكل اجراءاته قد تمت على هذا الأساس فكانت نهايته الفشل قبل أن يكمل العام الواحد.

وعلى السياسات والممارسات نفسها يسير حزب التجمع اليمني للإصلاح وسيصل إلى ما وصل إليه إخوان مصر كحزب إرهابي رفضه الشعب المصري العظيم . إن ما أقدم عليه وحيد رشيد ما هو إلا أحد الأمثلة الحية وما عليه إلا أن يعيد النظر في توجيهاته والسماح للصحيفة بإعادة الصدور لأن ذلك سيكون شرفاً له ولحزب التجمع اليمني للإصلاح.

المبادرة الخليجية ودماء وأرواح شباب الثورة (المغدورة) هي التي أنقذت حزب الإصلاح اليمني من الانهيار الشامل كالذي لحق بإخوان مصر رغم الفارق الكبير. على هذا الحزب أن يستوعب الدرس ويأخذ العبرة من النكبة التي لحقت به وبزعاماته الكرتونية في عمران ويتذكر هروبهم الجماعي وسط الظلام الدامس في اتجاه صنعاء بعد أن دكت بيوتهم وقصورهم التي مثلت تاريخيا أوكارا للتآمر وشن الحروب العدوانية ضد الآخرين, مخلفين وراءهم كل شيء للنهب والسرقة حتى الأرض والأهل والبيت والمزرعة قد تخلوا عنها خوفا على حياتهم حتى البعض من قبائلهم تخلت عنهم . وتعويضا عن ذلك كانت وجهتهم الشوارع والساحات العامة في صنعاء للتظاهر وترديد الشعارات ليشعروا الآخرين بأنهم لازالوا موجودين وأقوياء مع أن الحقيقة تقول عكس ذلك . وقد يعتقدون بأنهم من خلال اتخاذ بعض الإجراءات والممارسات التعسفية الخاطئة ضد المواطنين في عدن وعدد من الصحف أو غير ذلك يستطيعون إبراز قوتهم ونفوذهم. إن هذا الاعتقاد خاطئ من أساسه وسيكون أكثر خطورة من ذلك الذي لحق بهم في عقر دارهم (عمران).

إن القائمين على صحيفة عدن الغد هم أكثر كفاءة واستيعابا لحرية الصحافة وسيدافعون عنها وعن مهنيتها وإلى جانبهم كل الأقلام الحرة والشريفة وكل أحرار الوطن والعالم .

" إن الأمة التي تساوم على حريتها,

 توقع في نفس الوقت وثيقة عبوديتها "

خالد محمد خالد

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص