آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
واقع حقير ومرحباً بالشرق الأوسط الكبير
نجيب يابلي

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

هذا الموضوع من ضمن مواضيع قليلة أكتبها وأنا أذوق العلقم في فمي مع إحساس بالغثيان والتقيؤ من الواقع العربي عامة وواقع هذه البلاد خاصة، حيث عادت بي الذاكرة إلى مثل هذه الأيام من العام 2011م وفي صنعاء عندما اتصلت قناة "الجزيرة" بأحد قادة الشباب وكانوا آنئذ يعتزمون تحريك مسيرة صاخبة إلى ديوان مجلس الوزراء وبدلاً من أن تتواصل "الجزيرة" مع ذلك الشاب على جواله، حركت عصابات صالح المكالمة إلى جهاز أحمد الصوفي، أحد بطانة صالح الذي طرد مؤخراً شر طردة من ديوان صالح.

تحدث الصوفي إلى "الجزيرة" باعتباره ذلك القائد الشبابي وحرف الوقائع وشوه الروائع ليرضي ولي نعمته صالح وكانت الطامة الكبرى عندما اتصل ذلك الشاب بقناة "الجزيرة" وقال لهم: إن الذي تحدث هو الصوفي وليس أنا وقال لهم إن الأمن القومي على ما يبدو وأنه حول المكالمة إلى جهاز الرجل السيء أحمد الصوفي وكانت فضيحة بجلاجلها لكن اللي اختشوا ماتوا لأن هؤلاء القوم تلوثت أياديهم بالدماء ونهب المال العام.

على خلفية تلك الفضيحة وهي واحدة من عشرات الفضائح حدثت فضيحة أخرى لي عندما ظهر على شاشة جوالي رسالة مجهولة المصدر موجهة إلى رقم من مفتاحه اتضح أنها موجهة إلى السعودية وكيف تحولت إلى شاشة جهازي، وفي اليوم التالي ظهرت نفس الرسالة واختفى الرسم وظهر اسم متلقي الرسالة, أنا لست المستلم ولست صاحب الرقم لكن كيف ظهرت في شاشة جوالي.

إن هذه الواقعة تجعلك "تلعن أبوه هذا الواقع" وتحاكي مقولة سيد أحمد الحر دللو الدبلوماسي والأديب السوداني "ملعون أبوكي بلد" وينتابك إحساس بالاغتراب الذهني والنفسي وبعدم الشعور بالانتماء إلى هذا البلد ولذلك سيان عندي أن يعاد ترسيم المنطقة في مشروع الشرق الأوسط الكبير طالما أن الحاكم مستبد وجهاز مخابراته قذر ومجتمعه مجتمع الطاعة، مجتمع الأغلبية الصامتة.

كانت الزميلة "القضية" قد نشرت لي مؤخرا موضوعا موسوما (يسألونك عن الزيطي ميط" قيل إنه من صنع المخابرات) ذلك الناشط الحقوقي أو السياسي أو الكاتب المستقل الذي لا يرضى عنه قوم يأجوج ومأجوج يصبحون مستهدفين في كل شيء حتى هواتفهم، فكلما يرفع سماعة هاتفه أو يضغط على أزرار جواله تظهر على طول الخط نغمة "زيطي ميط..زيطي ميط" وعندما يستخدم جوال صاحبه تختفي هذه النغمة الاستخباراتية.

هذا الواقع دقق في تصويره المفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي في كتابه الرائع (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)، ومن ضمن ما ورد فيه:"الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن ينتسب ويحتسب لقال أنا الشر وأبي الظلم وأمي الاساءة وأخي القدر وأختي المسكنة وعمي الضر وخالي الذل وابني الفقر وبنتي البطالة وعشيرتي الجهالة ووطني الخراب، أما ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال".

نعم إنه المال الذي أصبح مكدساً لدى أسر محدودة في القبيلة وفرعها الصغير وتضيق لدى المستبد وأفراد أسرته.

أتعلمون أن سنغافورة مساحتها 650 كيلومترا مربعا تعمل فيها 7000 شركة أجنبية لا تخضع واحدة منها للشراكة بالحماية كما هو الحال في هذه البلاد..بلاد الفساد والاستبداد.

مرحباً بالشرق الأوسط الكبير!

مرحباً بالدولة الهاشمية الجديدة!

مرحبا بدولة الجند والمعافر والتهائم وإب!

مرحباً بدولة الجنوب ومعه البيضاء وعدن في صيغة جديدة!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص