آخر تحديث :الخميس 18 ابريل 2024 - الساعة:21:06:28
حديث الجنوب
د. محضار الشبحي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

ها هو العام السادس من ثورة الجنوب السلمية يقارب على الانتهاء ويطوي صفحة نضالية ناصعة مثل الأعوام التي سبقته، أعوام مضت وشعب الجنوب الأبي يقدم التضحيات تلو التضحيات ويزداد صلابة وإصرارا على نيل حريته وإقبالا على بذل الأموال والمهج وأفلاذ الأكباد راضية بذلك نفوسهم مطمئنة أفئدتهم ومع إشراقة فجر كل يوم يفتبرون من وعد الله الحق بالنصر بإذن الله تعالى.

لقد أجمع الشعب الجنوبي أنه كلما أسرف هذا النظام في القتل والتشريد تتحرك الأيدي المضرجة بالدماء لتدق باب الحرية وتهزم ظلام القهر والاستبداد والتخلف، كما أجمع أيضا هذا الشعب العظيم الذي يخوض نضالا سلميا بثورة نظيفة ونقية بعيدا عن أي تدخلات أو إملاءات من أحد وإنما خرج هذا الشعب يقاوم البطش والقتل بصدور عارية.. أجمع على أن خياره الوحيد انتزاع حريته بمبدأ التحرير والاستقلال الذي من خلاله يستعيد دولته ، وأن من يحاول تسويق مشاريع ناقصة لا تلبي طموحات هذا الشعب إنما هو مازال في درك البيع والشراء في قضايا الشعوب وأنه مازال في غيبوبة أدران ( ... ) التي يتطوف حولها ولا يستطيع الجنوح أو الخروج منها, وأن دماء الشهداء لم ولن تذهب هدرا وعلى أولئك المتزلفين المستحزبين أن يخجلوا قليلا أمام تلك الأ الجنوبية التي قدمت طفلها شهيدا وتذرف الدمع ومن بين الدموع يرتفع صوت الحرية للجنوب والخلود للشهداء وعلى هؤلاء أن يعلموا أن الذاكرة الجنوبية لا تنسى وأن التاريخ لا يرحم.

المؤامرات على نضال شعب الجنوب كثيرة ومتعددة وتأتي على أشكال مختلفة وألوان كثيرة وإن كان الأحمر هو السائد وكانت إرادة الشعب الجنوبي هي الصخرة التي تحطمت وتتحطم كل المؤامرات عليها، وكم من مؤامرة أقنعت وسقطت في مهدها بفضل الله جل في علاه وتضحيات هذه الأمة وتلاحمها وتعاضدها، كان الفصل الأخير من هرطقات نظام ( ... ) الجديد القديم هو ما سمي بالحوار الوطني التي تتبناه حكومة الشموع والدموع تريد من خلال هذه الكذبة الكبرى تمرير مشروع ( ... ) جديد للجنوب وبنفس طويل وأخذ طرق ملتوية وشراء ذمم ولكن قوى الشعب الجنوبي واقفة تتصدى لكل هذه المشاريع الناقصة، بواسطة الثورة السلمية الجنوبية تلك الثورة النظيفة والنقية بسلميتها وتعتبر من أروع وأعظم الثورات التي عرفها العرب لأنها أول ثورة تقاوم بطريقة سلمية حديثة وتقابل الأسلحة الثقيلة والخفيفة وشتى أنواع القهر والإذلال بصدور عارية يتجسد نضالها في المظاهرات والاعتصامات وعصيان مدني وغيرها من أساليب النضال السلمي.. ثورة لا تستند إلى حزب أو تنظيم أو قائد واحد وإنما كافة شرائح المجتمع مشاركة في هذا الزخم الثوري، رغم وجود رموز قدموا تضحيات كبيرة لنصرة هذه الثورة وكانت السجون السحيقة مأواهم طوال حياتهم وأخذت السنون تنهمش في صحتهم وهم واقفون بشموخ باعتراف رئيس نظام (...) البائد ومن أبرز تلك الرموز الزعيم حسن أحمد باعوم الذي اعترف علي عبدالله صالح بأن هذا الرمز الجنوبي لم يستطيعوا بكل الوسائل القهرية ميله عن قناعاته الثورية لنصرة شعب الجنوب وأخذ حريته من براثن القهر والتخلف.

وليعلم فخامات ومشايخ القتل والنهب أن عصر المهازل قد أفل نجمه وأن شعب الجنوب اليوم يكتب تاريخه وانتصاراته بالجراح والدماء التي تتخضب بها ساحات الشرف، فمن يعتقد بأن من يملك القوة العسكرية يحكم السيطرة، طبعا هذا اعتقاد خاطئ ويتنافى مع كل القوانين الطبيعية والإنسانية فالقوة لا يمكن أن تكون وسيلة للإذلال والاستعباد إلا في حالات معينة وظروف وأوضاع خاصة، وفي هذا يقول "لابواسيبيه" في كتابه "العبودية المختارة" (إن السلاح لا يحمي من يحمله ولا يذل من يحرم منه أو يفتقده لأن العز والذل ليسا في العضلات وإنما في الأفكار)، ولنا عبرة في القوة الهائلة التي كان يمتلكها الاتحاد السوفيتي وأصبحت منهارة أمام قوة وإرادة الشعوب التي ثارت مثل البراكين لانتزاع حريتها وسيادتها وهويتها.

أخيرا..

أعطني أيها الجنوب الحر أبجديات حروفك

                   لكي أكتب بها على جبيني شمس الحرية

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص