آخر تحديث :الاحد 19 مايو 2024 - الساعة:11:14:27
حتى لا تفرغ الثورة الجنوبية من محتواها
محمد أنور عبدالكريم

الاحد 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

البند السابع له أبعاده الخاصة التي لا نراها بالمنظور الطبيعي، فيما يخص عصابات الفوضى بصنعاء, ما يهمنا ماله وما عليه فيما يخص شعب الجنوب، فهل هناك من يٌفيد ما المطلوب منا عمله سياسياً وميدانياً؟
الحراك هو الوحيد في اليمن شمالاً وجنوباً الذي يخاف المجتمع الدولي من القضية التي يحملها، لأنها تعبر عن الإرادة الشعبية لشعب بأكمله، ولهذا فإن استمرار الضغط السلمي وتشكيل قيادة موحدة ووضع رؤية واقعية، بعيدا عن التشدد، تخاطب المجتمع الدولي باللغة التي يفهمها .. سيؤدي هذا الضغط السياسي الجنوبيإلى رضوخ المجتمع الدولي أمام إرادة شعب، ومنحه حقه في تقرير مصيرهم
إن قرار مجلس الأمن الدولي ألمح إلى أن الكيانات السياسية التي سيتم ملاحقتها لعرقلتها التسوية السياسية هي: تنظيم القاعدة والائتلاف السياسي الداعم للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بمعنى أن الحراك الجنوبي يدرك العالم أنه سلمي..
ويحمل قضية سياسية من الصعب إدراجه ضمن المعرقلين للعملية الانتقالية في اليمن .. الكرة في ملعب المكونات الجنوبية الآن أكثر من أي وقت مضى للتوحد، وتشكيل قيادة موحدة تمنح لها الثقة والبدء بعمل سياسي ممنهج، وتشكيل (لوبي) - مجموعة ضغط - للانتصار للقضية الجنوبية بشكل سياسي محترف وعملي، داخلياً وخارجياً، بعيداً عن الانجرار للعنف، ومواجهة المجتمع الدولي والعالم .. فعلينا ألا نصطدم مع العالم وأن نكون حذرين من الانجرارلفخ التصادم مع السلطة التي تسعى إلى ذلك بعض الأطراف فيها!!
فهل يغتنم الجنوبيون الفرصة، ويرفعون من شأن قضيتهم إلى مستوى الحل الذي ينشدونه؟ 
إذا أضاع الجنوبيون هذه الفرصة فلن يلوموا إلا أنفسهم ..
فلا بد أن يغتنم الحراك الجنوبي الفرصة .
في اعتقادي الشخصي أننا كجنوبيين ليس لدينا ما نخاف عليه، أو نخسره أو نقلق منه فيما يخص موضوع البند السابع، أعتقد أن على الأخوة في العربية اليمنية أن يقلقوا كثيراً فهم من قد يخسر ما نهبه من ثروات الجنوب طيلة فترة الاحتلال، و هاهم اليوم قادمون على احتلال من نوع آخر قد يساهم في تجريد القوى التقليدية من مصادرها ليصعد نجم قوى أخرى جديدة على المشهد، يرى الغرب أنها ستكون حليفاً جديداً وجيداً في الوقت نفسه لحماية مصالحه.
وهناك الكثير من المتغيرات التي قد تصاحب هذا القرار الأممي، خاصة و أن موضوع فرض العقوبات على المعرقلين للعملية السياسية، كما سماها، لم تتبين وجهته بعد، فقد تشمل كل القوى التقليدية كما قلت سابقا أو ربما بعضها في إطار التفكيك الممنهج لتلك القوى، في المقابل لابد من صعود قوى جديدة للحفاظ على التوازن السياسي، الذي من شأنه أن يخلق حالة مستمرة من الاستقرار التي ستكون نسبية بقدر التناسب الموجود ما بين مراكز القوى .إذا ما نستنتجه أن المرحلة القادمة هي مرحلة صراع حقيقية بين تلك القوى ستنشغل بها كثيرا و طويلا، و إن شاء الله ستضعفها أخيرا .. الأمر الذي يجب أن نستغله جيدا كجنوبيين في إعادة تنظيم صفوفنا و تطوير أساليب نضالنا بما يضمن استمرار ثورتنا و فرض هيمنتنا على الجنوب سياسيا و ميدانيا، وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود في التحرير و الاستقلال وبناء دولتنا الجنوبية الحديثة و المستقلة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص