آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:01:19:13
(( الساعة العملاقة في المكلا ))
د. سمير عبدالرحمن الشميري

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تخزن ذاكرتي صوراً و مواقعاً وأسماء لها وقع أليف في نفسي ، ومن الصور الجميلة في ذاكرتي أني التقيت في أسبوع الفعاليات العلمية الثقافية للجامعات اليمنية في رحاب الجامعات السعودية (جدة) للفترة من 23-27/فبراير / 2008م ، بأعزاء وأفاضل تركوا أثراً عزيزاً في سويداء القلب.

 

وأشد ما أبهجني أني تعرفت على شاب مبدع أسمه هاني محمد باجعالة - مسكون بقلق العلم والمعرفة والاختراع ويعيش حياة زاخرة بالعطاء وفي حراك دائم مع الزمان والمكان ، يعارك الحياة وينتصر على المحاجزات والإحباط ويتجاوز أسوار الكآبة والتقوقع والهواجس السوداء .

 

فإلى جانب هاني باجعالة تعرفت على الصحفي المرموق علي سالم اليزيدي وعلى الشاب علي باعقيل والدكتور خالد عوض الرباكي والدكتور سالم بن سلمان ... تعرفت على أصدقاء من الجامعات اليمنية ملأ العلم قلوبهم وعقولهم و متضلعون في حقول العلوم الاجتماعية والتطبيقية .

 

فمشروع الساعة العملاقة في المكلا هي من اختراع الشاب هاني محمد باجعالة حيث ستقام على أعلى قمة في جبل المكلا وسيكون ارتفاعها 60 متراً .

 

فالشاب هاني باجعالة طالب في المستوى الرابع - كلية الهندسة والبترول ( جامعة حضرموت ) ، وفي عين الوقت يعمل مهندساً في الإذاعة والتلفزيون في المكلا .

 

وفي غير مرة كتبت صحيفة (( الأيام )) عن هاني باجعالة والساعة العملاقة في المكلا ، ويستبد بنا السؤال : لماذا تجمد مشروع الساعة العملاقة والمرشد السياحي الإلكتروني للطالب علي باعقيل؟ ولماذا لا تنفذ توجيهات الأخ / عبد ربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية الواضحة كمقلة شمس ؟ وهل وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والسياحة جادتان في تنفيذ هذين المشروعين ؟ وما دور محافظ حضرموت الأستاذ / سالم أحمد الخنبشي - هل هو قادر على تحريك المياه الراكدة وتنمية سنبلة العطاء ؟ .

 

لقد سمع الشابان هاني باجعالة وعلي باعقيل الوعود الكثيرة ولا نريد من الطيبين أن يزينوا حياتنا بحزم من العواطف والتمنيات والوعود الفاتنة .

 

وهل يعلم هؤلاء أن "هاني باجعالة" في المعرض الدولي للاختراعات في (الشرق الأوسط) المقام في الكويت في أكتوبر 2007م ، قد تحصل على ثقة المحكمين الدوليين القادمين من جنيف ، وأن هذا الاختراع قد تم تسجيله في مجلس التعاون الخليجي .

 

وبكثير من اللهفة والفضول أسأل : ما دور المجلس المحلي لمحافظة حضرموت في الدفع بمشروع الساعة العملاقة في المكلا والتي ستصبح معلماً سياحياً مدهشاً لمحافظة حضرموت..؟ أوليس من الخير تنفيذ مشروع المرشد السياحي الإلكتروني للمبدع "علي باعقيل" ؟..

إن عدم التفاعل مع المبدعين والمخترعين إهدار للثروة البشرية وقتل صريح للمواهب ، فيصبح هؤلاء فريسة سهلة للكسل والقهر والكآبة والحزن والجنون .

 

ولقد أشار العالم ديفيد رزنيك من أن ( الإبداع يتيبس في البيئات الاستبدادية والسلطوية والمحكومة بصرامة ) .

 

وعندما يهاجر المخترعون والمتميزون والموهوبون للإشغال في الأقطار الأخرى نعض أصابعنا ندماً وقد نرميهم بالنعوت القاسية ولربما نحقرهم ونشكك في حبهم للبيئة الوطنية ونطلق عبارات وشتائم وأطروحات بليدة ومبتذله لا تطاق ،( نحن مجتمع محبط ... بعض الناس يكرهون أن يحقق أي شخص نجاحاً ما حتى لو كانوا لا يعرفونه شخصياً ، لأن نجاحه " يلخبط " لهم عادة الإحباط المزمنة) "علاء الأسواني "..

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص