آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:01:03:05
في الوقت الضايع
عبدالقوي الأشول

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

قال الرئيس حيدر ابوبكر العطاس الكثير في المقابلة التلفزيونية التي اجرتها معه قناة عدن لايف الفضائية، والعطاس يعد واحدا من ابرز الرموز الجنوبية في قيادات الخارج وهو صاحب عمق سياسي في تشخيصه لقضايا الواقع ما جعل حديثه التلفزيوني محط اهتمام ومتابعة في الساحة الجنوبية التي ترتسم في افقها في هذه الاثناء مشاريع كثيرة خصوصا مع مخرجات الحوار في صنعاء التي لا يمثل الجنوب طرفا فيها ومع ذلك تجري التحضيرات لفرضه على الجنوب تحت مظلة دولية واقليمية.

 

فهل جاء حديث السيد حيدر العطاس متأخرا وفي الوقت الضائع؟..ذلك ما تشير اليه معطيات الراهن وتبعيات حوار صنعاء الذي يتم تكريسه كحل للقضية الجنوبية في ظل غياب أي دور سياسي موحد للقيادات والرموز الجنوبية بدعم نضالات شعبنا الجنوبي الذي قدم تضحيات جسيمة على مدى السنوات الماضية دون  ان تستشعر القيادات الجنوبية بصفة عامة المسؤولية وتتجاور خلافاتها وتبايناتها وصولا الى مؤتمر جنوبي جامع يخرج برؤية موحدة يتم تقديمها إلى مجلس الامن بدلا من الصورة الهزيلة العقيمة التي ظهرت بها تلك الرموز والقيادات امام الهيئات الدولية التي عبرت اطرافها اكثر من مرة عن غياب وحدة الصف الجنوبي لدى تلك القيادات للاسف مرارة عبر عنها العطاس ربما بعد نفاذ صبر وتلاشى الامل بحكم ما ساد خلال الفترات الماضية من عدم توافق جنوبي .

 

لقد بدت المرارة في حديث العطاس وبما الصورة التشاؤمية على الرغم من محاولات الرجل عدم اظهار ذلك حتى لا يترك احباطا لدى ابناء الشعب الجنوبي الذي يعيش واقع القهر والمعاناة والخذلان التام من قياداته ورموزه بصفة عامة حين عجزت عن تجاوز ماضيها وتغليب مصلحة وطنها.

 

السيد حيدر اشار في حديثه لاهمية تقديم رؤية موحدة مجلس الامن الا ان الامر بدا امنية متأخرة للغاية فاذا كانت هذه القيادات بمجموعها لم تستشعر الاخطار المحدقة بقضية شعبنا طيلة الاعوام الماضية ولم تعكس ارادة شعبها فهي دون ريب قد تركت خيبة واسعة النطاق بتخاذلها المؤسف وحالة الوهن الذي عبر عنه غياب دورها.. وهي حالة عقم لا يمكن التوقع بتجاوزها او شفائها للاسف هذا هو الواقع الذي نعيش تبعياته والسلوك المريب غير المسؤول الذي وصل بنا الى ما نحن عليه بسبب هذه القيادات الهزيلة المخجلة في مواقفها من قضية وطنها.

 

الثابت اننا امام تبعيات هذا الخذلان الموجع واقع يضع شعبنا وثورتنا السلمية امام مواجهة المجتمع الدولي والاقليمي وللاسف على الرغم من عدالة القضية الجنوبية التي تم التعاطي معها على مدى السنوات المنصرمة في ظل استغراق رموزنا المريضة عند حدود ماضيها الذي لم يكن مشرفا للاسف وكان من المؤمل ان يرتقي هؤلاء الى مستوى المسؤولية والشعور بالوطنية لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث في الوقت الذي تماهت اطراف النفوذ في صنعاء في موقفها الموحد المعادي للجنوب وقضيته بل عملت تلك الاطراف بكل السبل على تزييف الحقائق امام الاطراف الدولية والاقليمية مستفيدة من المساحة التي اعطتها اياها القيادات الجنوبية التي تعيش سباتها الكهفي وما زالت.

 

اخطاء وممارسات مستخفة يقف الجنوب الصابر والمظلوم امام تبعاتها المؤسفة ..فهل نرجو خيرا من هؤلاء بعد كل طول صبرنا ؟.. ان معطيات الراهن مؤلمة على كل الصعد وحين تكون طرفا في معادلة اطرافها تمارس اللعب باوراق كثيرة لابد ان تشتد سياط المعاناة ويتعاظم القهر ولا ادري هل لدى قياداتنا في الداخل والخارج معجزة تتجاوز من خلالها ما تعتمل من مشاريع استهدفت الجنوب تاريخه وهويته ولحمته الوطنية؟.

 

في المحصلة تلك هي القيادات والرموز الجنوبية او معظمها.. التي لازمت نكباتنا وكانت من صنعها منذ الاستقلال الوطني الاول في 30 نوفمبر 1967م حتى اللحظة.

 

رموز وقيادات ملأت الدنيا بالحديث عن دهائهم السياسي في حين ان كافة الحقائق لا تشير الى شيء من ذلك ..هؤلاء هم الرموز الاخوة الاعداء الذين اجادوا قيادة شعبهم من نكبة الى هزيمة الى وحدة الذل والخنوع والقهر والنهب والفوضى.

 

فهل يحق لنا القول انهم وراء ضياع الجنوب وتدمير امال شعبه، لم يتعضوا من ماضيهم مطلقا ، لم يتصالحوا فيما بينهم ربما لانهم ببساطة عاشوا حاضرهم وماضيهم بمعزل عن معاناتنا والاحساس بالوطن والمسؤولية.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص