آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
ما اشبه الليلة بالبارحة
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا شيء تبدل في المشهد السياسي اليمني المطلق بعد أن وأد ربيع الثورة في مهده ، ها هي أطراف النفوذ المتحالفة منذ زمن القابضة على الحكم تسعى لتجاوز خلافاتها وانقساماتها لتعود لسابق عهدها.

 

فها هو شيخ مشائخ حاشد صادق الاحمر يعتذر لمن اعتبره وصيا عليه اعني الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ..فالأحمر يبدي اسفه لما بدر منه لاثنائه من عصيان تجاه الاب الذي خاطبه بكل عبارات الود وهو الذي توعد اثناء الثورة بانه سيخرجه من اليمن حافي القدمين.

 

هكذا مضى ربيع الثورة اليمنية محملا باشلاء ودماء من سقطوا في تلك الايام التي مضت دون ان تحدث تأثيرا يذكر في المشهد اليمني.. فها هو شيخ مشايخ حاشد يعود وبقوة إلى احضان الوصي عليه كما قال فكما لو كان قاصرا يستنجد بزعيمه ويعترف علانية بحالة عصيانه التي يود لو ان الاب الكبير يغفرها له ويسانده في لحظاته العصيبة.

 

فزحف الحوثيين الذي واجههم خلال الاعوام والحروب الفائتة بالقوات العسكرية الجنوبية يهدد وجوده وربما عرش اطراف النفوذ مجتمعة.

لا تكفي زعيم حاشد الوعود المحققة بابقاء الجنوب تحت القبضة وهو الذي ظل وما زال يهدد الجنوبيين بالمواجهة اذ لم يخضعوا لنفوذه وسلطة عرشه القبلية المتخلفة.

 

مضى ربيع الثورة ولم يتحقق شيء يذكر كما لم تتبذل صورة تحالفات الامس العائدة وبقوة في هذه الاثناء إلى سابق عهدها.

اما الجنوب هذا الصراع المستمر لاطراف النفوذ فأمور تبايناتهم حولها لا تذكر حتى إن كل طرف يحتفظ بوجوده العسكري على ارضها.

 

فالقاعدة لديهم بقاء الجنوب تحت القبضة مهما كان الثمن وهكذا تقلص نطاق الحوار اليمني حتى بات فرسانه اطراف النفوذ مجتمعة فهي الحكم والخصم في آن.

وهذه سابقة تاريخية غير معهودة بالمطلق الا انها قطعا ممكنة في ظل غياب فاعلية الهيئات الدولية التي تخلت في العقود الاخيرة عن المبادئ التي قامت من اجلها.. فمثل هذا التبدل الصارخ منح اطراف النفوذ في صنعاء ممارسة كافة البشاعات بحق الجنوب وأهله.

 

تلك العدالة المختلة تؤسس دون ريب لمنطقة اخرى في العالم لن تشهد ربوعها الامن والاستقرار الا بمنح الشعب الجنوبي حقه في السيادة والحرية على تراب وطنه الطاهر.

 

وطن تفتديه الارواح من اقصاه الى اقصاه وطن يعيش تحت وطأة ممارسات الاحتلال البشعة تنهب ارضه وثرواته دون ان تلتفت عدالة العالم إلى ما يجري الا ان كافة اساليب الوطأة التي تمارس بحق شعبنا تمنحنا قوة الارادة والبقاء على ارضنا وترسم فجر الحرية القادم دون ريب من رحم المعاناة والقهر وكافة الاساليب القمعية القهرية التي ولدت ماردا ثوريا عملاقا لا يمكنه التوقف الا باستعادة ارضنا وكرامتنا وكل حقوقنا التي اهدرها الاحتلال وجسدتها ممارساته الاستعلائية المتجاوزة تاريخنا وارادتنا في مقاومة الظلم بكل صروفه.

 

فهنئيا لكم مخرجاتكم الحوارية التي تجسد رغبات منظومة النفوذ التي عادت على سابق تحالفاتها القديمة .. الا انها وفق معطيات الراهن لا تحقق لكم احتواء الجنوب وثورته السلمية المنتصرة دون ريب.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل